شريف يعلن الفوز وخان يقر بالهزيمة

أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف مساء السبت فوز حزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه في الانتخابات التشريعية، بينما أقر منافسه الأبرز زعيم حزب حركة إنصاف عمران خان بهزيمته.

وأشارت التوقعات والنتائج الأولية إلى تقدم الرابطة الإسلامية بفارق جيد على الخصمين الرئيسيين وهما حركة إنصاف وحزب الشعب الباكستاني الحاكم سابقا الذي يتزعمه الرئيس آصف علي زرداري.

وقال شريف لأنصاره المتجمعين في لاهور "يجب أن نشكر الله الذي منح الرابطة الإسلامية-نواز فرصة أخرى لخدمة باكستان"، ورغم إقراره بأن النتائج لم يكتمل ظهورها بعد فقد أكد أن حزبه سيكون الفائز، مما يجعل شريف أول سياسي يفوز بثلاثة انتخابات ديمقراطية في تاريخ باكستان.

ودعا شريف كل الأحزاب إلى الحوار معه "لحل مشاكل البلاد"، وأضاف "لو كان الأمر يتعلق بي وحدي لما تحدثت إليهم، لكني أقوم بذلك من أجلكم ومن أجل الأجيال المقبلة".

أما حزب حركة إنصاف فقد أقر ليل السبت بهزيمته أمام حزب نواز شريف، وقال القيادي في الحزب أسد عمر "لقد برزوا كأول حزب. أود أن أهنئهم".

تمديد وإقبال
وكان مراسلو الجزيرة في باكستان قد أكدوا تقدم شريف ومن بعده خان بعد بدء عملية فرز الأصوات، وقال المراسل في إسلام آباد أحمد زيدان إن الأحزاب الليبرالية في بيشاور لم تحظ بتأييد كبير بسبب ما يقال عن تحالفها مع الولايات المتحدة في حربها على حركة طالبان باكستان.

من جهته، قال مراسل الجزيرة في لاهور أحمد بركات إن ما ميز هذا الاقتراع هو إبراز روح التحدي في المدينة من قبل الشباب الذين تدفقوا بكثرة على مراكز الاقتراع، وأضاف أن حركة منهاج القرآن لم تنجح في منع الناس من الانتخاب، كما لم تتمكن من حشد أكثر من بضع مئات من أنصارها في البنجاب للاحتجاج على الانتخابات باعتبارها غير مجدية.

ومن مدينة كويتا بإقليم بلوشستان، قال مراسل الجزيرة عبد الرحمن مطر إن الإقليم شهد دعوات مقاطعة من أربع حركات انفصالية، وإنها لاقت بعض القبول في القسم البلوشي من الإقليم، وأضاف أن المنافسة كانت محدودة في هذا الشريط حيث يضمن بعض زعماء القبائل مقاعدهم، وأما في القسم البشتوني من الإقليم فكانت المنافسة على أشدها بين أحزاب علمانية وأخرى دينية.

ويذكر أن صناديق الاقتراع أغلقت عند السادسة من مساء السبت بتوقيت باكستان (الواحدة بتوقيت غرينتش) بعد تمديد فترة التصويت ساعة واحدة، في حين أعلنت لجنة الانتخابات أنها عجزت عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة بمدينة كراتشي التي مدد فيها التصويت ثلاث ساعات، بينما أكدت اللجنة أن نسبة الإقبال بلغت 60%، وهي أعلى نسبة في البلاد منذ العام 1977.

وانسحب مرشحو حزب الجماعة الإسلامية في كراتشي بدعوى التزوير، حيث أطلقت كل من الجماعة الإسلامية وحركة إنصاف اتهامات بحق الحركة القومية المتحدة التي قالوا إن مسلحين تابعين لها روعوا السكان وتلاعبوا بالاقتراع، كما أيدت لجنة الانتخابات بكراتشي هذه الاتهامات، بينما نفاها مسؤول بالحركة المتحدة.

‪آثار الاشتباك الذي وقع في بلوشستان‬ (الأوروبية)
‪آثار الاشتباك الذي وقع في بلوشستان‬ (الأوروبية)

أعمال عنف
ولم يمنع وقوع عدد من الضحايا في سلسلة هجمات واشتباكات وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع، ففي كراتشي قالت مصادر طبية وأمنية إن 11 شخصا قتلوا وجرح أربعون آخرون في انفجار استهدف المرشح من حزب عوامي الوطني أمان الله محسود الذي لم يصب بأذى.

وقالت الشرطة إن شخصين على الأقل أصيبا في ثلاثة انفجارات أعقبت هذا الهجوم، وأشارت وسائل الإعلام إلى وقوع إطلاق نار بالمدينة.

كما لقي ستة أشخاص مصرعهم وجرح 18 آخرون في اشتباك بإقليم بلوشستان، حيث أطلق مسلحون يستقلون دراجات نارية النار قرب أحد مراكز الاقتراع. أما بيشاور فشهدت تفجيرا أمام مكتب تصويت للنساء، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص.

وكانت أعمال العنف ذات الصلة بالانتخابات قد استمرت حتى يوم الجمعة، وسقط فيها أكثر من 130 قتيلا، مما يجعلها الأكثر دموية في تاريخ البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات