"حزن" بالغرب واللاتينيون يؤبنون شافيز
أعربت العديد من دول العالم عن تعازيها بوفاة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بعد صراع مرير مع مرض السرطان الذي تسبب في رحيله فجر اليوم عن عمر يناهز 58 عاما.
وبرغم أن العلاقات بين فنزويلا في عهد شافيز والغرب لم تكن في أحسن حالاتها، إلا أن دول الغرب أصدرت مواقف عبرت عن "الحزن" لوفاة الرئيس الفنزويلي، لكن اقوى مواقف التعزية صدرت من دول اميركا اللاتينية، التي كان معظمها في تحالف وثيق مع فنزويلا.
أبز المواقف الغربية صدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن واشنطن معنية بإقامة علاقات مستقبلية بناءة مع فنزويلا في المستقبل. وكان شافيز منتقدا شرسا لسياسات الولايات المتحدة التي كانت بدورها تنتقد سياساته بسبب تحالفاته مع زعماء يساريين في أميركا اللاتينية, وعلاقاته بدول مثل كوبا وإيران وسوريا.
وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن الولايات المتحدة تجدد تأكيد دعمها للشعب الفنزويلي وتعبر عن اهتمامها بإقامة علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية.
وأضاف البيان أن فنزويلا تبدأ فصلا جديدا في تاريخها، وأن الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بسياساتها التي تروج للمبادئ الديمقراطية وحكم القانون واحترام حقوق الانسان، وفق البيان.
وعزّت الرئاسة الفرنسية من جهتها الفنزويليين, وقالت إن شافيز ترك أثرا عميقا في بلاده. وقال بيان صدر عن قصر الإليزيه إن الرئيس الراحل "بالرغم من طبعه وتوجهاته التي لا يوافق عليها الجميع، فإن شافيز كان يبدي رغبة لا يمكن إنكارها بالسعي وراء العدالة والتطوير".
وبدورها أعربت بريطانيا عن حزنها على وفاة شافيز الذي أكدت أنه ترك تأثيرا دائما على فنزويلا.
وعلق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لدى الإعلان عن وفاة تشافيز أمس قائلا "حزنت لدى معرفتي برحيل الرئيس هوغو شافيز اليوم".
أما سفير روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركن فقد وصف وفاة الرئيس الفنزويلي بأنها مأساة، وقال إن شافيز لعب دورا هاما للغاية في تطوير العلاقات بين فنزويلا وروسيا، "لذلك نشعر بالأسى الشديد لهذا الأمر".
وأمميا، أعرب الأمين العام بان كي مون عن تعازيه لفنزويلا على رحيل رئيسها، مشيرا إلى أن الراحل ساهم في تطوير بلاده.
وفي أتاوا، قال رئيس الوزراء الكندي ستيفان هاربر إن وفاة شافيز تفتح الطريق لمرحلة انتقالية يفترض أن تؤمن للفنزويليين "مستقبلا أفضل".
أميركا اللاتينية
أما دول أميركا اللاتينية التي من المتوقع أن يتوجه قادتها اليوم إلى كراكاس لتأبين شافيز، فقد أبدت حزنها العميق على ما وصفها بعضها بالخسارة التي لا تعوض.
فقد قالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف إن وفاة شافيز خسارة لا تعوض, ووصفته بأنه صديق للشعب البرازيلي، وأنه أميركي لاتيني عظيم.
وفي البرازيل أيضا, قال الرئيس السابق لولا داسيلفا إن شافيز كان يناضل من أجل عالم أكثر عدالة.
كما عبر الرئيس البوليفي إيفو موراليس عن صدمته لوفاة صديقه, وقال إنه سيتوجه قريبا إلى فنزويلا.
بدوره, أبدى رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس أسفه العميق, مذكّرا بالوساطة التي قام بها شافيز بين الحكومة الكولومبية وجبهة "فارك" اليسارية الكولومبية المتمردة. وفي الإكوادور التي يرأسها رافائيل كوريّا -وهو يساري حليف لشافيز- أبدت الحكومة حزنها لوفاة الرئيس الفنزويلي, ووصفته بالقائد التاريخي.
وقالت نيكاراغوا التي أشرف رئيسها دانيال أورتيغا على حفل لتأبين شافيز، إن أمثال الرئيس الفنزويلي الراحل لا يموتون, بينما أشاد رئيس تشيلي سيباستيان بينيرا بجهود شافيز لتوحيد أميركا اللاتينية.
وفي كوبا -وهي اقوى حلفاء شافيز- قطع التلفزيون الرسمي برامجه العادية, وبث صورا لشافيز وردود الأفعال على وفاته، وأعلنت الحداد لثلاثة أيام، وأعربت الحكومة عن "تعازيها الصادقة" لفنزيولا .