اتساع أعمال العنف في ميانمار

CHA552 - Yamethin, -, MYANMAR : Household items lie amid the ashes of houses which were burnt in communal violence in Yamethin, near the capital Naypyidaw, after unrest spread in central Myanmar on March 24, 2013. Dozens of houses and a mosque have been torched as communal violence spread in central Myanmar, officials said, adding scores of people have been arrested over the unrest. AFP PHOTO/Soe Than WIN
undefined

اتسعت دائرة أعمال العنف ضد مسلمي ميانمار لتشمل مناطق أخرى في منطقة ماندالاي بوسط البلاد حيث حرق عدد من المساجد ومنازل للمسلمين بعد أيام من مقتل 32 شخصا من المسلمين وتشريد 10 آلاف آخرين رغم فرض حالة الطوارئ.

وأعلنت وزارة الإعلام في ميانمار مساء أمس أن أحداثا وقعت في ثلاث مناطق أخرى بالإقليم، إذ نشبت حرائق واعتقل العشرات للاشتباه في اشتراكهم في أعمال العنف في هذه المناطق القريبة من نايبياداو عاصمة الإقليم، واعتقل 17 شخصا في بلدة بمنطقة ياميثين التي شهدت الكثير من أعمال العنف، وأوضح مسؤول محلي في ياميثين أن 43 منزلا ومسجدا أحرقوا.

من جانبها قالت بوى بوى ثين عضو البرلمان عن "حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" المعارض الذي تتزعمه أونغ سان سو تشي، إن سيارتين جابتا أحياء يانجون ذات الأغلبية المسلمة بعد منتصف الليلة الماضية وكان ركابها يصيحون "تم هدم المساجد".

وأضافت أن الرجال المسلمين خرجوا من منازلهم "مسلحين بالسيوف والعصي عندما سمعوا ذلك وبعض الرجال هاجموا مجموعتنا عندما ذهبنا لنوضح لهم أنه لا يوجد هجوم على المساجد".

وقد نشر أكثر من 30 رجل شرطة في وقت مبكر اليوم في حي مينجالار ماركت بوسط يانجون وذلك لتأمين المنطقة.

وكان الجيش قد أعلن أول أمس استعادة السيطرة على مدينة ميكتيلا التي فرضت فيها حالة الطوارئ يوم الجمعة الماضي بعد ثلاثة أيام من العنف الذي أوقع 32 قتيلا وفقا لآخر حصيلة ضحايا رسمية.

‪‬ مسلمة فرت بابنتها من العنف إلى أحد مخيمات اللجوء بتايلند المجاورة(الفرنسية)
‪‬ مسلمة فرت بابنتها من العنف إلى أحد مخيمات اللجوء بتايلند المجاورة(الفرنسية)

دمار 
واندلع القتال بين البوذيين والمسلمين الأربعاء الماضي في بلدة ميكتيلا بمنطقة ماندالاي وما زالت ظروفه غامضة، لكنْ تردد أن الاشتباك كان نتيجة خلاف عندما حاول زوجان بوذيان بيع دبوس شعر لتاجر ذهب مسلم.

واستمر العنف عدة أيام وشارك فيه الرهبان البوذيون، وحوّل المدينة إلى منطقة شديدة الخطورة فاحترقت أحياء برمتها، وأسفر عن سقوط أكثر من 32 قتيلا، وتعرضت مساجد عدة والعشرات من المحال والمنازل للتحطيم أو لأضرار نتيجة لاندلاع النيران.

وفي عام 2012 أوقعت اشتباكات بين بوذيين من عرقية الراخين ومسلمين من الروهينغا أكثر من 180 قتيلا وأدت إلى نزوح 110 آلاف شخص في غرب البلاد، ويعتقد على نطاق واسع أن قوات الأمن أبدت عدم اكتراث وأحيانا تواطؤا في أعمال العنف بولاية راخين.

وتدفقت رسائل الحقد على الإنترنت وعلى قسم من الصحافة في ميانمار تتهجم على الأقلية المسلمة التي لا تعترف بها الدولة وينظر إلى العديد من أبنائها على أنهم مهاجرون غير شرعيين، في حين يحتقرها آخرون.

وحركت الإصلاحات، التي بادرت بها الحكومة قبل سنتين إثر تنحي النظام العسكري، شيئا من الأمل لكن أعمال العنف الدينية لا تنبئ بخير.

وتشهد ميانمار خلال 2015 ما قد تكون أول انتخابات تشريعية نزيهة منذ عقود، في مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة للرئيس ثين شين وزعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي.

لكن الاثنين لم يتدخلا من أجل التصدي إلى التصريحات المتعصبة وحملات كره الأجانب، حتى إن سو تشي -الحائزة جائزة نوبل- أثارت انتقادات بعض أنصارها لأنها تلزم الصمت إزاء مسألة بهذه الأهمية. وكلما اقتربت الانتخابات لا يريد أحد من المتنافسين إثارة استياء الناخبين من أن تبلغ أعمال العنف مستويات رهيبة في مناطق أخرى من البلاد.

المصدر : وكالات