تحقيق مستمر بملابسات وفاة بيريزوفسكي
قالت الشرطة البريطانية إن التحقيقات مستمرة في قضية وفاة الملياردير الروسي بوريس بيريزوفسكي المعروف بمعارضته للرئيس فلاديمير بوتين، وأكدت الشرطة البريطانية أن خبراء المواد الإشعاعية والكيميائية لم يجدوا "شيئا مثيرا للقلق" أثناء تفتيش منزل الراحل، فيما اعتبر متحدث باسم بوتين أن بيريزوفسكي كان "خصما عاجزا وعديم النفوذ".
وفرضت الشرطة طوال ليلة أمس طوقا أمنيا على منزل بيريزوفسكي الذي وجد مقتولا فيه أمس السبت، والواقع على بعد 60 كلم جنوب غرب لندن. وقالت -في بيان اليوم الأحد- إن رجال الشرطة استكملوا تفتيشهم للعقار بعد الوفاة التي لم يتضح سببها، وأكدوا خلو المكان من أي مخاطر، وأوضحت الشرطة أنها تجري التحقيقات المعتادة.
وأعلن المحققون المتخصصون في المواد النووية والكيميائية والبيولوجية والإشعاعية أنهم "لم يعثروا على أي شيء مشبوه" في منزل بيريزوفسكي. وقال الضابط ستيوارت غرينفيلد "من المهم أن نتخذ جميع الإجراءات الضرورية لضمان إجراء تحقيق كامل وشامل".
وفي موسكو، أعلن ألكسندر دوبروفينسكي محامي بيريزوفسكي الروسي لتلفزيون روسيا 24 إن موكله انتحر، وقال إنه تلقى اتصالا من لندن لإبلاغه بانتحار بيريزوفسكي من دون كشف مصدر المعلومة.
ونفى رجل الأعمال دميان كودريافتسيف -وهو أحد أصدقاء بيريزوفسكي- أن يكون الملياردير انتحر، وقال لوكالة أنباء ريا نوفوستي "لا يتعلق الأمر بذلك، لا أحد يعلم ما حدث. ليس هناك ما يدل على الانتحار لا آثار لتناول أدوية أو لحقن".
وذكرت الوكالة -نقلا عن مصدر آخر مقرب من بيريزوفسكي- أن "الأخير توفي جراء أزمة قلبية".
موقف الكرملين
وفي المقابل، اعتبر ديميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين أن الملياردير الروسي كان "خصما عاجزا عديم النفوذ"، وقال إن الانتقادات التي كان يوجهها بيريزوفسكي من لندن ضد النظام الروسي "لم تؤثر" على الرئيس بوتين. وأضاف "لم يكن انتقاده بنّاء ولا حتى يرمي إلى اقتراح شيء. كانت انتقادات خصم عاجز".
وقال بيسكوف إن موسكو ستنظر في إمكانية دفن جثمان بوريس بيريزوفسكي في روسيا إذا طلب أقاربه ذلك، في حين استبعد مصدر قريب من أهل بيريزوفسكي دفنه في روسيا، مشيرا إلى أن العديد من أصدقاء رجل الأعمال المتوفى غير قادرين على الوصول إلى روسيا لأسباب مختلفة.
وأصبح بيريزوفسكي -وهو العقل المدبر السابق للكرملين في عهد بوريس يلتسين- رجلا مغضوبا عليه مع وصول بوتين إلى السلطة، وحصل على اللجوء السياسي في بريطانيا عام 2003. واتخذ ملجأ له في لندن التي كانت تؤوي مجموعة لاجئين روس معادين لبوتين، منهم ألكسندر لتيفينينكو العميل الفار من جهاز الاستخبارات الروسي الذي مات مسموما بمادة البولونيوم المشعة في نوفمبر/تشرين الثاني 2006.
ووجهت اتهامات لبيريزوفسكي بالضلوع في عملية التسميم من قبل عميل في المخابرات الروسية.
وقد ذكرت وسائل الإعلام البريطانية الأحد أن بيريزوفسكي سبق أن تعرض لمحاولتيْ اغتيال على الأقل، إحداهما في روسيا، والثانية أبلغته بها أجهزة الاستخبارات البريطانية في 2007.