مطالبات باستقالة وزير الخارجية الإيطالي
أثار قرار إعادة جنديي مشاة البحرية الإيطالية المتهمين بقتل صيادين هنديين للمثول أمام محكمة في الهند غضبا في إيطاليا أمس الجمعة، إذ ارتفعت أصوات تطالب باستقالة وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي.
وكان سلفاتوري جيروني وماسيميليانو لاتوري في مهمة حراسة رسمية ضمن فريق تأمين عسكري يحمي ناقلة النفط "إنريكا ليكسي" التي ترفع العلم الإيطالي قبالة ساحل ولاية كيرالا الهندية الجنوبية في فبراير/شباط 2012 عندما اقترب منهما قارب صيد، ويقول الجنديان إنهما أطلقا عيارات تحذيرية على القارب اعتقادا بأنه قارب للقراصنة، وأدى ذلك إلى مقتل صيادين هنديين.
وقامت الهند بإطلاق إجراءات محاكمتهما لدى قضائها بالرغم من اعتراض إيطاليا التي قالت إن الحادث وقع في المياه الإقليمية، مما يعني عدم اختصاص القضاء الهندي فيها، وطالبت روما بتحكيم دولي.
سماح هندي فرفض إيطالي
وكانت الهند قد سمحت للجنديين بالعودة إلى إيطاليا الشهر الماضي للمشاركة في الانتخابات التشريعية على أن يعودا إلى الهند، ولم تكن هذه هي المرة الأولى إذ سبق لنيودلهي أن سمحت لهما بالعودة إلى بلدهما نهاية العام الماضي لحضور عيد الميلاد في الوطن.
ولكن هذه المرة رفضت الحكومة الإيطالية إعادتهما فثارت الهند ومنعت السفير الإيطالي لديها من مغادرة البلاد بعد أن رفضت الاعتراف بحصانته الدبلوماسية، واتهمت الحكومة الهندية نظيرتها الإيطالية بالخيانة.
وبعودة الجنديين اللذين وصلا الهند أمس على متن طائرة عسكرية برفقة ستافان دي ميستورا -نائب وزير الخارجية الإيطالي- ينتهي هذا الفصل من الأزمة بين البلدين. وسيقيم الجنديان بالسفارة الإيطالية وسيسمح لهما بحرية التحرك في نيودلهي لحين انتهاء المحاكمة.
ودافع وزير الخارجية تيرزي عن الخطوة في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا اليومية" أمس الجمعة رافضا مطالبات من ساسة يمين الوسط باستقالته، إذ أكد أن المواجهة المؤقتة مع الهند ساعدت إيطاليا أيضا في ضمان معاملة جيدة للجنديين، بالإضافة للحصول على ضمانات بشأن ما أسماها "شروط حياتهما اليومية".
وبعد وصولهما إلى الهند قال نائب وزير الخارجية الإيطالي "إننا ما زلنا على موقفنا بشأن الجنديين ونرى أنهما يجب أن يحاكما في إيطاليا، ولكننا نريد أن يتم التعامل مع الموضوع بشكل عادل وعاجل".
ترحيب ونصر
ورحب ساسة هنود بقرار روما إعادة الجنديين وعدوه نصرا كبيرا، إذ عبر رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ عن سعادته بالنتيجة التي "تتسق مع كرامة العملية القضائية الهندية".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية سيد أكبر الدين أكد حصول مفاوضات دبلوماسية مكثفة بين إيطاليا والهند خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل المفاوضات، لكن أكبر الدين قال لرويترز إنه توجد اتفاقية بين الهند وإيطاليا يمكن بموجبها أن يقضي السجناء المدانون العقوبة في بلدهم.
وأشار وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد في البرلمان إلى تأكيد نيودلهي لروما على أن الجنديين لن يواجها عقوبة الإعدام التي تطبق فقط في حالات نادرة للغاية.