أكثر من 185 ألف لاجئ سوري بتركيا

التقرير الخاص بإحصاء اللاجئين السوريين و المخيمات و الأرقام مع خريطة تركيا
undefined

وسيمة بن صالح-أنقرة

وصل عدد اللاجئين السوريين داخل المخيمات بالأراضي التركية إلى 188 ألفا و 529 لاجئا، يتوزعون على 17 مخيما في ثماني مدن تركية حدودية وهي أنطاكيا، غازي عنتاب، أضنة، شانلي أورفة، عثمانية، كيليس، كهرمان ماراش، وأديمان، وذلك حسب تقرير أعدته رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء التركية "أي إف أي دي" بتاريخ 15 مارس/آذار الجاري.

وحسب هذه الإحصائيات تعتبر مدينتا غازي عنتاب وشانلي أورفة أكثر المدن اكتظاظا باللاجئين السوريين، وذلك نظرا لامتلاك هاتين المدينتين أراضي واسعة تجعلها مناسبة لإنشاء المخيمات كما أفاد بذلك المستشار الإعلامي في رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث مصطفى أيدوغدو، الذي يشير أيضا إلى أن مدينة أنطاكيا رغم أنها كانت أولى المدن التي أنشأت مخيمات للاجئين السوريين، لا تمتلك مساحات كبيرة لبناء مخيمات جديدة.

نزوح متفاوت
ويشير أيدوغدو إلى أن تدفق اللاجئين السوريين على المخيمات بتركيا يتفاوت من يوم لآخر حسب شدة القصف والقتال داخل الأراضي السورية، فأحيانا لا يلتحق أي لاجئ بالمخيمات، وفي أحيان أخرى يدخلها خمسون ألف لاجئ في يوم واحد.

ووفقا لتقرير أعدته رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث فقد دخل المخيمات التركية 904 لاجئين سوريين خلال الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجاري، في حين غادرها 68 لاجئا إلى سوريا في نفس الفترة.

اللاجئون السوريون في تركيا يعيشون على أمل انتهاء الأزمة والعودة لبلادهم (الفرنسية)
اللاجئون السوريون في تركيا يعيشون على أمل انتهاء الأزمة والعودة لبلادهم (الفرنسية)

وعن المشاكل التي تعانيها تركيا مع ازدياد تدفق اللاجئين السوريين، يفيد مسؤول بوزارة الخارجية التركية بأن أكثر ما يثقل كاهل تركيا هو المصاريف الخاصة بتوفير الرعاية للاجئين السوريين في جميع المجالات من مأوى وتعليم وخدمات صحية واصفا كل مخيم بأنه مدينة متكاملة.

وأشار إلى تجهيز المخيمات بكل ما تحتاجه أي مدينة من كهرباء وماء وغيرها من المرافق التي يحتاجها اللاجئون للعيش داخلها، مما يستنزف مصاريف كبيرة لا تستطيع تركيا وحدها تحملها.

ويؤكد المسؤول التركي أن المساعدات، رغم النداء الذي وجهته تركيا للمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، تبقى قليلة مقارنة بما يتطلبه الوضع، خاصة أن مجموع ما وصل تركيا لحد الآن هو تسعون مليون دولار، منها خمسون مليون دولار من المملكة العربية السعودية، في حين أنفقت تركيا وحدها ما يقارب 700 مليون دولار، وهذا رقم كبير يرهق الميزانية التركية.

تحديات صحية وتعليمية
كما أشار المسؤول التركي إلى تزايد عدد المواليد الجدد، إذ تجاوز عدد الرضع حديثي الولادة في المخيمات 2800 رضيع، في وقت لا تجد فيه الحكومة التركية أعدادا كافية من الأطباء الناطقين بالعربية للعمل في المخيمات، مما يضطرها لاستيفادهم من الخارج. وتنطبق هذه المشكلة على قطاع التعليم وتوفير المدرسين المناسبين.

ويلفت المسؤول إلى تأثير القتال داخل سوريا على الوضع الأمني في الأراضي التركية، ويستشهد على ذلك بالانفجار الذي أودى بحياة العشرات في معبر باب الهوى الحدودي، وما سبقه من سقوط قذائف على قرى تركية حدودية.

وبالرغم من ذلك يؤكد المسؤول أن تركيا لن تغلق أبوابها في وجه النازحين، بل ستمضي في إنشاء المزيد من المخيمات لاستيعابهم، معربا في نفس الوقت عن أمله في توقف القتال في سوريا قريبا والتوصل لحل يسمح للاجئين بالعودة لموطنهم.

المصدر : الجزيرة