اتهام جديد للجيش المالي بقتل مدنيين

المشهد في شمال مالي بعد شهرين من العمليات العسكرية
undefined

أمين محمد-نواكشوط

قال القيادي في حركة أزواد الإسلامية الشيخ آغ أوسة إن الجيش المالي قتل عددا من العرب في إحدى الغابات القريبة من مدينة غاوة العاصمة السياسية والاقتصادية لإقليم أزواد الذي يمثل نحو ثلثي التراب المالي.

وأضاف أوسة في اتصال مع الجزيرة نت أن وحدة من الجيش المالي مرت الأربعاء بإحدى الغابات القريبة من بلدة سميت بين مدينتي غاوة ومنكا، فقتلت أسرة عربية مكونة من رجل وامرأة وطفل، وأحرقت سيارتهم.

وأصيب ثمانية عرب آخرون بجروح متفاوتة حين أرادوا الفرار من الغابة بعد سماعهم أصوات إطلاق النار على الأسرة العربية، دون أن يتضح مصيرهم حتى الآن.

وأشار أوسة إلى أن بعض المقاتلين التابعين للعقيد الطوارقي الهجي غامو المتحالف مع الجيش المالي شاركوا في تلك العملية التي وقعت شرقي مدينة غاوة كبرى مدن الشمال المالي.

 منظمات حقوقية دولية وجهت عدة اتهامات للجيش المالي بارتكاب تصفيات ذات طابع عرقي ضد العرب والطوارق منذ عودة الجيش المالي لشمال البلاد في الأسابيع الماضية

العرب والطوارق
وهذه هي أحدث حالة تم الكشف عنها ضمن سلسلة الاستهدافات والتصفيات التي يتعرض لها العرب والطوارق من طرف الجيش المالي والمتحالفين معه منذ بدء العمليات العسكرية في شمال مالي في 11 يناير/كانون الثاني الماضي.

وكان الرئيس المالي ديونكوندا تراوري قد قلل الثلاثاء الماضي في العاصمة السنغالية دكار من شأن الانتهاكات التي تحدث في الشمال المالي، قائلا إنها ليست كثيرة، وطالب وسائل الإعلام أن لا تكون صدى لأقوال لا تنسجم مع الواقع.

بيد أن تراوري قد أكد قبل ذلك في العاصمة الموريتانية نواكشوط أن الحكومة المالية لن تقبل باستمرار تلك التجاوزات، وتعهد بإحالة مرتكبيها والضالعين فيها إلى العدالة المالية أو الدولية.

ووجهت منظمات حقوقية دولية عدة اتهامات للجيش المالي بارتكاب تصفيات ذات طابع عرقي ضد العرب والطوارق منذ عودة الجيش المالي لشمال البلاد في الأسابيع الماضية.

وبالموازاة مع الاتهامات التي توجه للجيش المالي بارتكاب تصفيات وتجاوزات ضد العرب والطوارق، ازداد التوتر بين مكونين أزواديين مهمَّين هما الحركة الوطنية لتحرير أزواد (طوارق) التي أطلقت الشرارة الأولى للتمرد ضد الحكم المركزي المالي بداية العام الماضي، والحركة العربية الأزوادية التي تمثل طيفا واسعا من العرب الأزواديين.

 حركة أزواد الإسلامية المنشقة عن حركة أنصار الدين طالبت بمؤتمر طارئ بشأن القضية الأزوادية

مؤتمر طارئ
وفي موضوع آخر طالبت حركة أزواد الإسلامية، المنشقة عن حركة أنصار الدين التي كانت تسيطر مع حلفائها في تنظيم القاعدة وحركة التوحيد والجهاد على كل مناطق الشمال المالي، بمؤتمر طارئ بشأن القضية الأزوادية.

وقال الشيخ آغ أوسة في اتصال مع الجزيرة نت إن حركته قررت إطلاق مساع جادة وحثيثة تجاه مكونات الشعب الأزوادي بعد التطورات الأخيرة التي شهدها الإقليم، والتي ستؤثر بشكل بالغ وخطير على وحدة وانسجام مكوناته الداخلية، وخصوصا منها ما يتعلق بالاشتباكات المسلحة والاتهامات المتواصلة بين الحركتين الوطنية ذات الأغلبية الطوارقية، والعربية الأزوادية.

وأضاف أن الحركة ترى أنه بات من الملح عقد مؤتمر طارئ لممثلين عن الفصائل والمكونات الأزوادية من طوارق وعرب وسونغاي وغيرهم، من أجل تضميد الجراح وإبعاد شبح التوتر والاحتراب الداخلي الذي بدأ يطل برأسه في الأسابيع الأخيرة على المنطقة الأزوادية.

وأكد أن الخطر في الوقت الحالي لا ينحصر في التصفيات التي يقوم بها الجيش المالي والمتحالفين معه ضد بعض مكونات الشعب الأزوادي، وإنما في الفتنة والاحتراب الداخلي الذي بدأت مؤشراته تتزايد في الآونة الأخيرة.

المصدر : الجزيرة