استمرار مطاردة الجماعات المسلحة بمالي

قالت حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا الخميس إنها فتحت جبهة جديدة من خلال زرع ألغام أدت إلى مقتل أربعة ماليين الأربعاء قبل انسحابها من شمال مالي، فيما دعت فرنسا لأول مرة من داخل مجلس الأمن الدولي لنشر بعثة أممية لدعم الاستقرار في مالي، تزامنا مع تأكيد دول منظمة التعاون الإسلامي في ختام قمتها بالقاهرة تأييدها لاستعادة مالي وحدة أراضيها وإرساء سلطة الدولة.

وقال المتحدث باسم التوحيد والجهاد أبو وليد صحراوي في بيان "لقد نجحنا في إقامة منطقة نزاع جديدة وتنظيم هجمات على قوافل وتجنيد انتحاريين"، وأضاف أن الحركة دعت المواطنين إلى عدم التنقل على الطرقات الوطنية لأن هناك خطرا من حقول ألغام.

وقال ضابط في الدرك المالي بمدينة دونتزا (شمال) إن أربعة قتلى سقطوا في انفجار لغم زرعه "مجرمون إسلاميون" الأربعاء بين دونتزا وغاو، مؤكدا أن الضحايا كانوا من المدنيين.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الفرنسي العقيد تييري بوركار إن العمليات العسكرية متواصلة، وأضاف أن الضربات تتركز في منطقة شمال كيدال ومنطقة تيساليت عند الحدود مع الجزائر.

ويحرس نحو 1800 جندي من تشاد كيدال التي تخضع حاليا لسيطرة الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وهي جماعة علمانية من الطوارق رحبت بالتدخل الفرنسي.

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان إن القوات الفرنسية والمالية تحارب المسلحين في الصحراء بشمال البلاد، وأضاف أن دوريات فرنسية ومالية مشتركة تفتش مناطق خارج بلدتي تمبكتو وغاو الصحراويتين.

وصرح لودريان لإذاعة "أوروبا 1" بأن القوات الفرنسية التي يبلغ تعدادها 4000 رجل "تواجه فلول مجموعات مقاتلين إسلاميين".

في السياق أرسلت الحركة الوطنية لتحرير أزواد وفدا إلى بوركينا فاسو للتفاوض مع حكومة مالي. وقال متحدث باسم الحركة للجزيرة إن مسلحين تابعين لها قد وصلوا إلى منطقة تساليت، وإنهم يتعاونون مع الجيش التشادي المنتشر في المنطقة لمحاربة الحركات المسلحة الأخرى.

فابيوس: هيكلة القوات لن تتغير وستكون تحت رعاية أممية وبتمويل منها (الفرنسية)
فابيوس: هيكلة القوات لن تتغير وستكون تحت رعاية أممية وبتمويل منها (الفرنسية)

بعثة دولية
على الصعيد السياسي، قال السفير الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة جيرار أرو إن فرنسا أثارت لأول مرة في مجلس الأمن مسألة إنشاء قوة دولية لحفظ السلام في مالي عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك، وذلك لتأمين استقرار البلاد وتحقيق المصالحة السياسية.

ودعا أرو إلى نشر مراقبين لحقوق الإنسان في الأراضي التي سيطرت عليها القوات الفرنسية والمالية، كما شدد على ضرورة أن تساعد الأمم المتحدة الماليين في إعادة بناء بلدهم، وفي التوصل إلى مصالحة على أساس خريطة الطريق التي اعتمدتها الحكومة المالية في نهاية الشهر الماضي.

وأوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده تريد إحلال قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة محل قوة التدخل العسكري ذات القيادة الأفريقية في مالي بحلول أبريل/نيسان القادم، وأضاف في تصريحات صحفية أن هيكلة القوات لن تتغير وستكون تحت رعاية الأمم المتحدة وبتمويل منها.

وفي القاهرة، أعلنت دول منظمة التعاون الإسلامي في بيانها الختامي للقمة الإسلامية عن "تأييدها الثابت للجهود الحالية التي تبذل من أجل استعادة جمهورية مالي لوحدة أراضيها وإعادة إرساء سلطة الدولة على عموم الأراضي الوطنية"، في إشارة واضحة إلى التدخل العسكري الفرنسي الذي لم يذكر صراحة في البيان.

ودان البيان الختامي "ما ارتكبته الجماعات الإرهابية من عمليات قتل وترهيب في حق السكان المدنيين وما اقترفته في مدينة تمبكتو من تدمير للمواقع الثقافية، لا سيما تلك التي صنفتها منظمة اليونيسكو ضمن التراث الثقافي العالمي".

كما دعت القمة إلى التعجيل في نشر البعثة الدولية لدعم مالي، وإلى توفير دعم لوجستي ومالي لهذه البعثة.

المصدر : الجزيرة + وكالات