قال الرئيس الأميركي باراك أوباما للكونغرس أمس الجمعة إن بلاده أرسلت مائة جندي إلى النيجر لمساعدة القوات الفرنسية في عملياتها ضد المجموعات المسلحة بمالي. كما قتل 65 مسلحا و13 جنديا تشاديا في معارك بجبال إيفوغاس شمالي مالي، وفق ما أعلن الجيش التشادي.
وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء أن القوات الفرنسية المنتشرة في مالي وقوامها 4000 عنصر لن تغادر هذا البلد "بشكل متسرع"، مشيرة إلى أن رحيل هذه القوات المقرر في مارس/آذار المقبل سيعتمد على الوضع الميداني.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو أن "أي خروج للقوات الفرنسية سيحصل بالتنسيق مع الماليين والقوات الأفريقية التي هي في طور الانتشار على الأرض".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد أعلن مطلع الشهر الحالي أن عدد الجنود الفرنسيين في مالي الذين بدؤوا الحملة العسكرية هناك في 11 يناير/كانون الثاني الماضي سيبدأ بالتراجع "اعتبارا من مارس/آذار المقبل إذا ما حصل كل شيء كما هو متوقع".
لكن عضوين في مجلس الشيوخ الأميركي زارا مؤخرا مالي، دعوَا إلى بقاء فرنسا عسكريا في مالي إلى ما بعد ذلك، نظرا إلى عدم جاهزية الكتائب الأفريقية التي ستحل محل الفرنسيين.
" |
معارك متواصلة
من جهته أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس أن معارك "عنيفة" بين القوات الفرنسية ومجموعات إسلامية مسلحة لا تزال متواصلة "في ركن الإرهابيين" في شمال مالي وتوقع "الكثير من القتلى بين الجهاديين".
وقال في تصريحات إذاعية "إن المعارك متواصلة في جبال إيفوقاس شمال مالي"، مضيفا أن "عدد الجهاديين الذين قتلوا "كبير"، لكنه لم يورد المزيد من التوضيحات حول الأرقام، مكتفيا بالقول إن هناك قتلى "كل يوم"، لكن القوات الفرنسية تأخذ "عددا قليلا جدا من الأسرى".
وردا على أسئلة بشأن العملية الجارية في مرتفعات أقصى شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر قال "نحن بصدد التعاطي مع النواة الصلبة، وهذه هي المنطقة التي نعتقد أن المجموعات الإرهابية الأكثر تطرفا لجأت إليها ونحن متأكدون من ذلك الآن دخلنا معقلهم".
على الصعيد الإنساني وجهت اليونيسيف الثلاثاء نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي لجمع 45 مليون دولار من أجل مساعدة النساء والأطفال في مالي الذين يعانون إلى حد خطير من الاضطرابات في بلادهم.
وأكدت المتحدثة أنه من دون هذه الأموال "ستعجز اليونيسيف عن مواصلة نشاطها لإنقاذ الأرواح في صفوف النازحين واللاجئين".
من جهته أعلن مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ أن النداء الذي وجهته المنظمة الدولية لجمع الأموال لصالح مالي للعام 2013 (373 مليون دولار) لم ينجم عنه حتى الآن سوى 17 مليون دولار.
وقال "يتعين تخصيص 153 مليون دولار من أصل الـ373 مليونا المطلوبة، للمساعدات العاجلة جدا في البلد في الاشهر الستة المقبلة خصوصا في الشمال، وأضاف أنه "بسبب الأزمة الغذائية في الساحل التي تفاقمت بسبب النزاع، فإن قرابة 585 ألف شخص بحاجة عاجلة إلى مساعدة غذائية في الشمال، ومليون شخص إضافي يواجهون خطر المجاعة في هذه المنطقة".