غل: الهجوم على سفارة أميركا هجوم علينا
أكد الرئيس التركي عبد الله غل أن الهجوم على السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة الجمعة هو هجوم على تركيا بقدر ما هو هجوم على أميركا، في حين تبادلت أنقرة وواشنطن التأكيد على ضرورة التعاون "لمكافحة الإرهاب".
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن غل قوله في رسالة وجهها إلى نظيره الأميركي باراك أوباما، إن الاعتداء الذي استهدف السفارة الأميركية في أنقرة يعد هجوماً على تركيا بقدر ما يشكل اعتداء ضد واشنطن، مؤكداً أن الحادث سيعزز الإرادة المشتركة بين البلدين في "مكافحة الإرهاب".
وعبّر الرئيس التركي في رسالته عن حزنه العميق بسبب "الحادث الإرهابي الشنيع"، مؤكدا أن كافة المؤسسات التركية المعنية تتعاون بشكل وثيق مع نظيراتها الأميركية من أجل إحالة المسؤولين عن الحادث إلى القضاء.
ومن جهته، وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى أوباما ندد فيها بالهجوم الذي وصفه بالاعتداء الإرهابي الخائن، مؤكدا أن قوات الأمن والمخابرات التركية تعمل ما بوسعها لكشف ملابسات الحادث بأسرع وقت.
تعاون
وفي هذه الأثناء أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اتصالا مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون لبحث تداعيات الهجوم، كما أعرب خلاله عن حزنه مؤكدا استمرار التحقيقات واتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن كلينتون توجهت خلال الاتصال بالشكر إلى تركيا على التعاون بين البلدين، وأن الطرفين أكدا على استمرار هذا التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن الخارجية الأميركية أصدرت تحذيراً من السفر إلى تركيا كما تم تحذير رعاياها هناك، فضلا عن تشديد التدابير الأمنية في المنشآت الأميركية بتركيا، كما لفتت إلى أن الحماية الأمنية في السفارة كانت جيدة جداً، ولولا ذلك لكانت الحصيلة أكثر بكثير.
ولفتت نولاند إلى أن التحديثات الأمنية التي أدخلت على السفارة حالت دون وقوع خسائر أكبر في الأرواح والأضرار.
وأشارت إلى أنه سيتم إبلاغ الموظفين في طاقم العمل الخاص بوزير الخارجية الجديد جون كيري -الذي سيستلم حقيبة الخارجية من كلينتون اليوم السبت- بكافة تفاصيل الحادث.
وقدمت السفارة الأميركية في أنقرة الشكر للحكومة التركية والرأي العام التركي على مشاعر التعاطف معها في هذا الحادث، وقالت إن الشرطة التركية اتخذت الإجراءات الضرورية وقامت بالتحقيق في الحادث.
إدانة
ومن ناحيته، أدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) الهجوم، وأصدر أمينه العام أندرس فوغ راسموسن بياناً وصف فيه الهجوم بأنه اعتداء مرفوض على مقر دبلوماسي لأحد الحلفاء على أرض حليف آخر، مشيرا إلى أن ما حصل يظهر عدم احترام للحياة الإنسانية ولحرمة الموظفين الدبلوماسيين.
وأعرب راسموسن عن تعازيه لعائلات الضحايا وأحبائهم، وعن تضامنه الكامل مع الحكومتين التركية والأميركية، مختتما البيان بقوله إنه لا يمكن أبداً التسامح مع الإرهاب بكافة أشكاله وتجلياته.
وكان عنصرا أمن تركيان قد لقيا مصرعهما وجرح آخرون إثر التفجير، وقال مراسل الجزيرة في أنقرة عامر لافي إن شخصا فجر نفسه قرب البوابة الثانية للسفارة والمخصصة لتقديم التأشيرات، وأوضح أن القتلى والمصابين من الحراس الأتراك للسفارة.
وأكدت الداخلية التركية الجمعة أن كل الدلائل تشير إلى أن منفذ الهجوم ينتمي لجبهة حزب الخلاص الشعبي اليسارية المتطرفة المحظورة.