الذرية تزور طهران وتأمل تسوية
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الثلاثاء إنها تأمل التوصل إلى تسوية مع إيران بشأن برنامجها النووي خلال جولة المفاوضات الجديدة التي تعقد غدا في طهران التي سخرت من جهتها من تصريحات إسرائيلية عن اقتراب إيران من صنع سلاح نووي.
وتوجه اليوم وفد من الوكالة إلى طهران لعقد لقاء هو الثامن خلال عام مع الإيرانيين. وقال كبير مفتشي الوكالة هرمان ناكرتس -في تصريح له قبيل سفره من مطار فيينا- إنه لا تزال هناك خلافات قائمة بين الطرفين, وإن الجانبين يعملان بجد لحلها.
وقبل ساعات من وصول الوفد, أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن عملية تحويل قسم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى وقود نووي تجري على قدم وساق, وأنه تم إرسال التقارير المتعلقة بذلك إلى الوكالة.
وتسعى الوكالة إلى اتفاق مع الإيرانيين يتيح لمفتشيها دخول منشآت تشتبه في أنها تضم أنشطة نووية, والاطلاع على وثائق تتعلق ببرنامج إيران النووي. وكان خبراء من الوكالة زاروا إيران في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين, لكن الزيارتين لم تسفرا عن اتفاق.
وترفض إيران حتى الآن السماح لمفتشي الوكالة بدخول منشآت حساسة منها موقع بارتشين القريب من طهران, والذي تشتبه الوكالة في أن إيران محت منه آثارا لتجارب انفجارات (نووية) منذ سنة.
في المقابل, قال المندوب الإيراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، إن المفاوضات المتعلقة بموقع بارتشين يجب أن تجري بشكل محدد جدا لأنه يدخل في مجال الأمن القومي الإيراني.
وفي حال عدم إحراز تقدم, فإن إيران تعرض نفسها لمخاطر صدور قرار خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الذرية مطلع مارس/آذار المقبل يطلب إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي الذي يمكن حينها أن يقرر فرض عقوبات جديدة على طهران. وكان مجلس الأمن قد أصدر ستة قرارات على إيران بسبب برنامجها النووي، بينها أربعة قرارات أُرفقت بعقوبات.
وفي حال حدث تعثر في محادثات الغد, فقد يؤثر سلبا على جولة المفاوضات المقررة بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد (الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا) في 26 من هذا الشهر بكزاخستان.
تصريحات نتنياهو
في الأثناء, وصفت إيران اليوم بالمضحكة تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها تقترب من تجاوز "الخطوط الحمراء", أي من إنتاج سلاح نووي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن إسرائيل هي من يقترف الانتهاكات, وهي تملك أسلحة نووية, وتهدد الدول الأخرى بتلك الأسلحة.
وأضاف أن إسرائيل هي العائق الأكبر الذي يحول دون تنظيم مؤتمر بشأن إخلاء المنطقة من السلاح النووي.
وكان نتنياهو قال -أمام مسؤولين يهود أميركيين يزورون إسرائيل- إن "الإيرانيين باتوا أكثر قربا من الخط الأحمر"، مشيرا إلى أنهم "لم يتجاوزوا (هذا الخط) لكنهم يقلصون الوقت الذي يحتاجونه لتحقيق ذلك".
وأضاف أن أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي تركّبها إيران لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم قد تختصر بنسبة الثلث الفترة الزمنية التي تحتاج إليها لصنع قنبلة نووية.