تعزيزات أمنية وتأهب المحتجين في أوكرانيا

epa03983873 Protesters face riot police trying to disperse people in front of the Cabinet of Ministers building in Kiev, Ukraine, 09 December 2013, where thousands of demonstrators continued to demand the Ukrainian government's resignation. The Ukrainian opposition said 09 December that it would defend its encampment on Kiev's Independence Square after reports that the Interior Ministry was sending extra troops to the capital. World heavyweight boxing champion Vitaly Klitschko, whose Udar Party (Punch) is the smaller opposition faction in parliament, called supporters to come to the square. The Interior Ministry said that protesters risked criminal persecution if they broke the law. EPA/ROMAN PILIPEY
undefined

تمركزت شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية قرب الأماكن التي يتجمّع فيها المعارضون في العاصمة كييف. ومن جهته وافق الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الاثنين على فكرة إجراء محادثات مع المعارضة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ أعلن رفضه لتقارب مع الاتحاد الأوروبي.

وقال مراسل الجزيرة في كييف ناصر البدري إن قوات الأمن فرضت طوقا أمنيا حول ساحة الاستقلال وأماكن تجمع المحتجين. وأشار إلى أن المتظاهرين يخشون تحرك الشرطة لقمع احتجاجاتهم، وذلك رغم تأكيد الداخلية أن تحركها يأتي ضمانا لأمن وسلامة المرافق والمباني والحكومية، كما ذكر المراسل.

وفي السياق نفسه، أعلنت المعارضة أنها سوف تدافع عن ميدان الاستقلال بعد تقارير تفيد بأن وزارة الداخلية ترسل قوات إضافية إلى العاصمة.

وقال شهود عيان إن مئات المحتجين أغلقوا عدة شوارع رئيسية في وسط كييف استجابة لنداءات من زعماء المعارضة للدفاع عن احتجاجهم من تدخل الشرطة المحتمل.

ولم يمنع تساقط الثلوج وانخفاض درجة الحرارة معارضي الحكومة من التجمع في ساحة الاستقلال بوسط كييف ومواقع تجمع المتظاهرين، بعد يوم من احتشاد مئات آلاف المعارضين للرئيس والحكومة في الشارع.

المحتجون بالشارع رغم تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة (الفرنسية)
المحتجون بالشارع رغم تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة (الفرنسية)

لقاءات سياسية
من جانبه، أعلن رئيس البلاد عن لقاء الثلاثاء مع رؤساء سابقين لمناقشة المظاهرات الجارية.

وكان ليونيد كرافتشوك أول رئيس لأوكرانيا المستقلة، وليونيد كوتشما الذي كان يانوكوفيتش رئيسا لوزرائه، وفيكتور يوتشينكو الذي خرج منتصرا من الثورة البرتقالية قبل تسع سنوات، قدموا الأسبوع الماضي دعمهم للحركة الاحتجاجية.

وسيرسي هذا اللقاء أسس المحادثات التي تجمع عليها السلطة والمعارضة من أجل "إيجاد تسوية" وسيتزامن كذلك مع وصول مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى كييف للقيام بمهمة مصالحة من أجل "البحث عن حل سياسي".

وقالت آشتون "إنها ليست وساطة رسمية، ولا يدعي الاتحاد الأوروبي أنه يريد تسوية الأزمة، وهذه مهمة تقع على عاتق القوى السياسية الأوكرانية".

وتطالب المعارضة، وفق مراسل الجزيرة، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإقالة الحكومة، وبدء حوار لمناقشة القضايا الخلافية، وذلك منذ بدء احتجاجاتهم على تخلي يانوكوفيتش نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي من أجل التقارب مع روسيا.

وتعززت التعبئة غير المسبوقة منذ الثورة البرتقالية على إثر اتهام قوات مكافحة الشغب بقمع متظاهرين شبان في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم زيارة الرئيس الأوكراني إلى روسيا لإجراء محادثات مع نظيره فلاديمير بوتين.

يانوكوفيتش (يسار) تخلى عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي من أجل التقارب مع روسيا (الأوروبية-أرشيف)
يانوكوفيتش (يسار) تخلى عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي من أجل التقارب مع روسيا (الأوروبية-أرشيف)

أبعاد اقتصادية
وترى المعارضة أن يانوكوفيتش يعد سرا لانضمام أوكرانيا التي تواجه صعوبات اقتصادية ومالية كبيرة، إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا مع جمهوريات سوفياتية سابقة.

ولأزمة أوكرانيا بُعد اقتصادي معلن، لموسكو والغرب أدوار رئيسية فيه، فروسيا تريد بقاء كييف في معسكرها، والاتحاد الأوروبي يحاول نزع أوكرانيا لتصبح في صفه.

وقد اشترطت موسكو على كييف وقف مساعي الشراكة مع أوروبا لتعطيها أسعارا تفضيلية للغاز الروسي الذي تستورد أوكرانيا 110 مليارات متر مكعب منه سنويا.

وجمعت المعارضة الأحد حوالى ثلاثمائة ألف متظاهر في كييف، وفق تقديرات وكالة الصحافة الفرنسية، ونحو مليون وفق المنظمين، إضافة إلى عشرات الآلاف في المدن الأخرى.

وواصل الاثنين مئات المتظاهرين إقامة الحواجز في الحي الذي يضم أبرز مقرات الحكومة (الرئاسة والبرلمان ومقر الحكومة) والذي توقفت فيه الحركة عمليا.

المصدر : الجزيرة + وكالات