أوباما يدافع عن اتفاق نووي إيران ويطمئن إسرائيل
دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس السبت عن الاتفاق المؤقت المبرم مع إيران للحد من أنشطة برنامجها النووي، وتعهد بتغليظ العقوبات أو الإعداد لضربة عسكرية محتملة إذا لم تلتزم طهران بالاتفاق، سعيا منه لطمأنة إسرائيل.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب الاتفاق المؤقت الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الكبرى، ويهدف إلى وقف التقدم في برنامج طهران النووي وكسب الوقت لإجراء مفاوضات حول تسوية نهائية للخلاف.
وتقول واشنطن إن الاتفاق سيتيح للمجتمع الدولي وقتا للتحقق من مدى جدية طهران في الحد من طموحاتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات التي عصفت باقتصادها. وترى إسرائيل أن أي تخفيف للعقوبات يمثل هدية خطيرة تقدم لبلد يشكل تهديدا على وجودها، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق المبرم في جنيف بأنه "خطأ تاريخي".
وأشار أوباما إلى نتنياهو بوصف "صديقي بيبي"، في كلمته التي ألقاها يوم أمس أمام المنتدى السنوي لمركز سابان للسياسة في الشرق الأوسط بمعهد بروكنغز، ولكنه أقر بأن هناك خلافات "تكتيكية كبيرة" تنشب بينهما أحيانا.
وقال أوباما إن الاتفاق الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع إيران من شأنه أن يفسح المجال أمام التوصل لاتفاق أطول مدى للحد من أنشطة إيران النووية التي تقول طهران إنها مخصصة للأغراض السلمية.
وأضاف أنه يرى احتمالا بنسبة 50% في التوصل إلى "وضع نهائي مرض"، مؤكدا أن جميع الخيارات ما زالت مطروحة إذا لم تفِ إيران بالتزاماتها. وتابع "إذا لم نستطع الوصول إلى وضع نهائي شامل يرضينا ويرضي المجتمع الدولي فسيكون الضغط الذي مارسناه عليهم والخيارات التي أوضحت أن بإمكاني اللجوء إليها، بما فيها الخيار العسكري، هي الخطوة التي سننظر فيها ونعد لها".
وذكر أوباما أن من غير الواقعي اعتقاد أن إيران ستوقف برنامجها النووي وتفككه بالكامل إذا استمر تشديد نظام العقوبات الناجح ولم يتم إعطاء المحادثات فرصة للنجاح.
وأشار إلى أن أي قدرة على التخصيب ستترك لإيران ستكون محدودة، وقال "اعتقادي القوي هو أن بإمكاننا تصور وضع نهائي يعطينا ضمانا بأنه حتى إذا كانت لديهم بعض القدرة المتواضعة على التخصيب فإنها ستكون محدودة للغاية".
وأضاف "لن نتغاضى عن أي تهديدات لأصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، وأوضحنا ذلك تماما والتزامنا بأمن إسرائيل شيء مقدس".
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي تحدث فيما بعد أمام المنتدى، إن الخلافات مع إيران ستستمر في ما يتعلق بمسائل من بينها دعمها لحزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة جماعة "إرهابية" وللرئيس السوري بشار الأسد.
أمن إسرائيل
وعلى الرغم من أن النقاش في معهد بروكنغز تركز بشكل أساسي على إيران، فقد تناول أوباما أيضا عملية السلام بالشرق الأوسط والتي تهدف إلى إنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واستأنف المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام بوساطة أميركية في 29 يوليو/تموز الماضي بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات.
وقال أوباما أمام المنتدى إن الولايات المتحدة توصلت إلى نتيجة مفادها أن حل الدولتين في الشرق الأوسط يحتوي بقوة الضمانات الضرورية لأمن اسرائيل.
وأضاف أن المستشار الخاص من أجل الشرق الأوسط الجنرال جون ألان "توصل إلى نتيجة أنه من الممكن التوصل إلى حل الدولتين الذي يضمن الحاجات الأساسية للأمن الإسرائيلي"، وقال "هذه هي النتيجة التي توصل إليها ولكن القرار النهائي لا يعود له".
وحذر من أنه في إطار احتمال التوقيع على اتفاق سلام، يجب أن يوافق الفلسطينيون على رغبة إسرائيل في قيام "فترة انتقالية" للتأكد من أن الضفة الغربية لا تشكل مشكلة أمنية مشابهة لتلك التي شكلها قطاع غزة بقيادة حماس.
وقال أوباما "هذه الفترة الانتقالية تتطلب ضبط النفس من قبل الفلسطينيين أيضا. لا يمكنهم الحصول على كل ما يريدون منذ اليوم الأول".