عشرات القتلى باشتباكات في أفريقيا الوسطى
أجاز مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس تدخلا فرنسيا لدعم القوات الأفريقية في أفريقيا الوسطى وذلك بعد اشتباكات بالأسلحة وقعت بين متمردين سابقين يسيطرون على بانغي ومليشيات مسلحة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
وقالت فرنسا اليوم إنها نشرت نحو 250 جنديا في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى. وأوضح الناطق باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية العقيد جيل جارون أن اشتباكات بين متمردين سابقين في حركة سيليكا وعناصر مسلحين لم تحدد هوياتهم حتى الآن "واضطرت القوات الفرنسية للتحرك، وانتشر قسم من قواتها في بانغي".
وذكر مراسلون من وكالة الصحافة الفرنسية إن حوالى ثمانين جثة كانت مصفوفة الخميس في أحد مساجد بانغي, ومرمية في شوارع المدينة بعد أعمال العنف التي وقعت في الصباح.
ففي مسجد حي "بي كا 5" في وسط العاصمة، كانت 54 جثة مصفوفة في قاعة الصلاة والباحة الداخلية للمسجد، وتحمل آثار جروح بالسلاح الأبيض والرصاص. وفي الشوارع المجاورة، أحصى الصحفيون 25 جثة مرمية على الأرصفة.
وكان شاهد قال لرويترز في وقت سابق إن 23 شخصا على الأقل قتلوا وجرح 64 آخرون في الاشتباكات التي اندلعت فجر اليوم. وتراجعت حدة إطلاق النار بعد ساعات لكن دوي انفجارات ناجمة عن قذائف أسلحة ثقيلة كان لا يزال يسمع قبيل ظهر اليوم.
ورأى الشاهد ضحايا القتال ومن بينهم نساء وأطفال في مستشفى في العاصمة. ولم ترد على الفور معلومات عن ضحايا آخرين نقلوا إلى مستشفيات أخرى في بانغي. وتأتي أعمال العنف بعد مجزرة بالسواطير وقعت الأربعاء وخلفت 12 قتيلا وجرحى من أفراد عرقية "البول".
دعوة
وعلى إثر الاشتباكات -التي كان من بين ضحاياها مدنيون- دعا رئيس وزراء جمهورية أفريقيا الوسطى نيكولاس تيانغاي إلى نشر جنود فرنسيين "فورا" بعد التصويت على قرار الأمم المتحدة بالسماح بتدخل فرنسي لإعادة النظام إلى أفريقيا الوسطى دعما لقوة الاتحاد الأفريقي المتمركزة هناك.
وقال الناطق باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية إن القوات الفرنسية التي انتشرت اليوم كلفت بتأمين المواقع "الحساسة" وأماكن تجمع الأجانب، وأشار إلى أن فرنسا تنشر حاليا "حوالي 650" جنديا في بانغي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت سابق إن العدد يمكن أن يزيد إلى 1200 جندي.
وتشهد أفريقيا الوسطى حالة من الفوضى وأعمال عنف يومية منذ أن أطاحت حركة سيليكا المتمردة بقيادة ميشال جوتوديا بنظام الرئيس فرانسوا بوزيزيه في نهاية مارس/آذار الماضي. وقتل عشرات الأشخاص في الفترة الماضية في معارك بين القوات التي تهيمن على العاصمة ومسلحين من أنصار الرئيس السابق.