نذر مواجهة ببور وقوات مشار تحتل مدينة نفطية

أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت اليوم الاثنين أن قواته تعد لهجوم كبير لاستعادة مدينة بور الإستراتيجية من القوات الموالية لنائبه السابق رياك مشار وأعلنت الولايات المتحدة أنها أجلت رعاياها من المنطقة، في حين تحدث الوسيط النيجيري عن طرحه حلولا ترضي الطرفين.

وقال سلفاكير في كلمة أمام البرلمان إن قوات الجيش الشعبي جاهزة للتقدم نحو بور الواقعة على بعد مائتي كلم شمال العاصمة جوبا لإعادة السيطرة عليها.

وتأتي تصريحات سلفاكير بعد ساعات من إعلان المتحدث باسم قوات جنوب السودان إن الجيش فقد السيطرة على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط.

وقال مسؤول محلي في بانتيو إن سقوط المدينة بيد القوات الموالية لمشار أسفر عن مقتل عشرات لا تزال جثثهم متناثرة في شوارع المدينة.

ونقل مراسل الجزيرة في جوبا عادل فارس عن مصادر في بانتيو قولها إن القائد العسكري لحامية المدينة جون كوانج انشق عن قوات حكومة جنوب السودان وانضم إلى مشار الذي عينه واليا على الولاية.

سلفاكير خلال استقباله أمس الوسيط النيجري نور الدين محمد (الفرنسية)
سلفاكير خلال استقباله أمس الوسيط النيجري نور الدين محمد (الفرنسية)

مقترحات للحل
وفي غضون ذلك قال رئيس وفد الوساطة النيجيري إن ميثاق الاتحاد الأفريقي يمنع استعمال العنف لتغيير الأنظمة المنتخبة دستورياً، وأكد في تصريحات عقب لقائه سلفاكير أن الوساطة التي يقوم بها الوفد ستعمل على إيجاد تسوية ترضي طرفي النزاع في جنوب السودان.

وفي تصريحات للجزيرة طالب الوزير في مكتب رئيس جمهورية جنوب السودان أوان أندرو قول نائب الرئيس السابق رياك مشار بالعدول عن منطق القوة حتى لا تتكرر أعمال القتل المروعة التي حدثت في جوبا ومناطق أخرى بجنوب السودان.

وردا على سؤال بشأن ما طرحه الوسيط النيجري وقبله وزراء مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) بخصوص شروط التفاوض قال إنهم لم يتسلموا حتى الآن إفادات بخصوص موقف الطرف الآخر.

وأكد أن حكومته جاهزة للحوار بدون أي شروط مسبقة، معتبرا أن مطالبة مشار بعدم الجلوس للتفاوض إلا بعد تنحي سلفاكير يجافي الواقع لأن الرئيس منتخب ولا يمكن تغييره إلا عبر صناديق الاقتراع.

وعبر قول عن أمله في استجابة مشار للحوار لأنه كما قال يعرف أننا في سفينة واحدة ولا يمكن أن نقبل بفقد أرواح الجنوبيين وتكرار ما حدث في الحرب الأهلية (قبل الانفصال).

إجلاء أميركيين
ومن جهتها قالت الولايات المتحدة إنها أجلت جميع رعاياها من مدينة بور إلى العاصمة جوبا، وقالت وزارة الخارجية إن عملية الإجلاء التي قالت إنها تمت بالتنسيق والتشار مع حكومة دولة جنوب السودان تمت عن طريق مروحيات تابعة للأمم المتحدة وأخرى مدنية أميركية.

مقرات الأمم المتحدة عجزت عن استيعاب  الأعداد الكبيرة من النازحين (الفرنسية)
مقرات الأمم المتحدة عجزت عن استيعاب  الأعداد الكبيرة من النازحين (الفرنسية)

في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد أن الولايات المتحدة سوف تتخذ إجراءات جديدة "إذا اقتضى الأمر" بعد الهجوم على جنودها في جنوب السودان، كاشفا أن 46 عسكريا إضافيا قد انتشروا في هذا البلد.

وقال في رسالة إلى الكونغرس "أتابع الوضع في جنوب السودان وبإمكاني أن أتخذ إجراءات جديدة لتأمين أمن مواطنين وطاقم ومصالح أميركية من بينها سفارتنا في جنوب السودان". وأضاف أنه يعول على دعم الكونغرس في هذا المجال.

وجرح السبت أربعة جنود أميركيين بإطلاق نار على طائرتهم بالقرب من مطار بور. وأوضح أوباما أن هؤلاء الجنود كانوا ضمن مجموعة من "حوالي 46" عسكريا وصلوا على متن طائرات من طراز سي في 22 أوسبراي للمشاركة في عملية إجلاء أميركيين من جنوب السودان في وقت تنزلق فيه البلاد نحو الحرب الأهلية.

وكانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أعلنت أمس أنها نقلت موظفيها غير الأساسيين إلى أوغندا، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل نقل موظفيها المدنيين من بور بولاية جونقلي إلى جوبا، مؤكدة  أنها تعزز قواتها في ولاية الوحدة في أعقاب مقتل جنديين هنديين تابعين لها بولاية جونقلي.

وتصاعدت التوترات السياسية بجنوب السودان منذ إقالة سلفاكير نائبه مشار وقياديين آخرين بارزين داخل الحركة الشعبية الحاكمة في يوليو/تموز الماضي، ويخشى مراقبون من أن يتحول الصراع إلى عنف عرقي بين المجموعات القبلية، ولا سيما بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها الرئيس سلفاكير، وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. 

المصدر : الجزيرة + وكالات