إسرائيل تخشى مقاطعة أميركية أكاديمية

طلاب من عرب 48 خلال تخريجهم من المرحلة الثانوية وعشية التحاقهم بالتعليم الأكاديمي بالجامعات
undefined

هوّنت إسرائيل اليوم الثلاثاء من شأن مجموعة من الأكاديميين الأميركيين قررت مقاطعتها واصفة إياها بأنها "يسارية راديكالية" لكنها أبدت قلقها من أن تحذو منتديات أكاديمية أخرى بالولايات المتحدة حذوها.

وأصبحت جمعية الدراسات الأميركية أول أمس الأحد أكبر تجمع أكاديمي أميركي يؤيد مقاطعة إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين. ويعد قرارها رمزيا إلى حد بعيد حيث إنها لا تستطيع فرض الالتزام به على أعضائها الذين يبلغ عددهم زهاء خمسة آلاف، ولا على أي مؤسسة أميركية أخرى.

لكن إسرائيل تخشى أن تفسح هذه الخطوة السبيل لجهود شعبية لعزلها بالولايات المتحدة. واجتذبت جهود مقاطعة إسرائيل بعض الاهتمام بأوروبا حيث يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا أكثر حزما من الموقف الأميركي من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ويطالب بألا تستفيد من الأموال الأوروبية المخصصة لإسرائيل في إطار تمويل البحث العلمي. 

ووصف زئيف ألكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي جمعية الدراسات الأميركية بأنها "جماعة يسارية راديكالية" لا تربطها صلات كبيرة بالمجتمع الأكاديمي في إسرائيل.

لكنه قال لراديو إسرائيل "علينا أن نستعد لخطر انتقال دعوة المقاطعة إلى منتديات أكاديمية أخرى أكثر جدية". وأضاف أن الدبلوماسيين الإسرائيليين وزعماء الجماعات اليهودية الأميركية يسعون "بشكل مكثف" لإقناع منتديات أكاديمية أميركية أخرى بألا تحذو حذو جمعية الدراسات الأميركية.

وقال ألكين إن وزارة الخارجية شكلت جماعة تأييد باسم "وجوه من إسرائيل" كي "تعمل بين أصحاب النفوذ تحديدا لمنع حدوث حالات مثل هذه". 

عالم الكونيات البريطاني هوكينغ (يمين) انسحب من مؤتمر إسرائيل (الفرنسية-أرشيف)
عالم الكونيات البريطاني هوكينغ (يمين) انسحب من مؤتمر إسرائيل (الفرنسية-أرشيف)

قرار الجمعية
وجاء قرار جمعية الدراسات الأميركية تأييدا لقرار اتخذه مجلسها الوطني بالإجماع يدعو إلى حث المؤسسات العلمية الأميركية على عدم التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية، لكن القرار يتضمن استثناءات واسعة للعلماء الإسرائيليين الذين يعملون بصفة فردية مع نظراء أميركيين.

وقالت الجمعية إن القرار يأتي ردا على "التأثير الموثق للاحتلال الإسرائيلي على العلماء والطلاب الفلسطينيين، والمدى الذي بلغته مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية كطرف في سياسات الدولة التي تنتهك حقوق الإنسان".

وأوضحت في بيان أن "القرار يأتي تضامنا مع العلماء والطلاب المحرومين من حريتهم الأكاديمية" مشيرة إلى أنها تطمح "لتعظيم تلك الحرية للجميع ومنهم الفلسطينيون".

وقالت إسرائيل إن حملة المقاطعة تستهدفها على نحو جائر. وكتب رون ديرمر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة بموقع فيسبوك "اختارت جمعية الدراسات الأميركية أن تكون أول مقاطعة لها على الإطلاق هي مقاطعة إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط والتي ينعم فيها الأكاديميون بالحرية فيما يريدونه قولا وكتابة وبحثا علميا".

وفي مايو/أيار الماضي، انسحب عالم الكونيات البريطاني ستيفن هوكينغ من مؤتمر إسرائيلي، وقالت جامعة كمبردج إنه فعل ذلك في إطار مقاطعة من قبل بعض الأكاديميين البريطانيين احتجاجا على احتلال إسرائيل للضفة الغربية. 

وكانت جمعية الدراسات الأميركية ثاني جمعية أكاديمية أميركية توافق على المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل حيث سبقتها إلى ذلك جمعية الدراسات الأميركية الآسيوية في أبريل/ نيسان الماضي.

المصدر : رويترز