استمرار المظاهرات بأوكرانيا وسط تجاذب روسي أوروبي
تواصلت المظاهرات الحاشدة وسط العاصمة الأوكرانية كييف اليوم الاثنين لتدخل أسبوعها الرابع للتعبير عن معارضة سياسات الرئيس فيكتور يانوكوفتيش. وتجمع عشرات الآلاف في ساحة الاستقلال مطالبين الرئيس بعدم التوقيع على أي اتفاقات مع روسيا عندما يزورها غدا. في المقابل، تجمع آلاف من أنصار الحكومة مدافعين عن خيار تعميق التعاون مع موسكو.
وقد اندلعت الأزمة السياسية بأوكرانيا عندما رفض الرئيس الأوكراني الشهر الماضي توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما أغضب أنصار الانضمام إلى الفضاء الأوروبي.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع طالب نواب الحزب الحاكم في أوكرانيا اليوم بإجراء تعديل وزاري كبير في مواجهة الأزمة السياسية.
وقالت نائبة من الحزب الحاكم اليوم الاثنين في ختام لقاء بين عدد من نواب الحزب مع رئيس الوزراء ميكولا أزاروف إنه من الضروري إجراء تعديل كبير بالحكومة. وأضافت أن رئيس الحكومة سيبلغ الرئيس بموقف الكتلة البرلمانية، مشيرة إلى أنهم لم يطلبوا استقالة رئيس الوزراء.
ويأتي هذا بعد انهيار أول محادثات مباشرة بين الرئيس الأوكراني والمعارضة الجمعة الماضية.
كما يأتي بعد يوم من نزول نحو ثلاثمائة ألف متظاهر إلى وسط العاصمة كييف رغم الصقيع، لمطالبة الحكومة بتوقيع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
في غضون ذلك، عقد عضوا مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين وكريس مري اجتماعا مع الرئيس الأوكراني في كييف، لبحث الأزمة التي تمر بها أوكرانيا.
وكان العضوان قد انضما أمس الأحد إلى احتجاج مناهض للحكومة للإعراب عن تأييدهما للمحتجين، ولوح الاثنان بفرض عقوبات على الحكومة الأوكرانية إذا ما استخدمت العنف في التعامل مع المتظاهرين.
تهديد
وتعتزم المعارضة تنظيم تظاهرة كبرى أخرى غدا الثلاثاء، حيث من المقرر أن يلتقي يانوكوفيتش بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، لبحث اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين.
وتخشى المعارضة أن يتخذ يانوكوفيتش طريقه للانضمام إلى اتحاد جمركي تقوده موسكو، ويضم أيضا روسيا البيضاء وكازاخستان، إذ يعتبرونها محاولة من بوتين محاولة لإعادة تأسيس الاتحاد السوفياتي.
في هذه الأثناء، أعربت روسيا اليوم عن استعدادها لتقديم قرض جديد إلى أوكرانيا. وقال أندري بيلوسوف كبير المستشارين الاقتصاديين لبوتين إن بلاده ستقدم القرض إذا "ما طلب"، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
وكانت كييف عبرت أمس عن أملها في الحصول على الغاز بسعر أرخص من روسيا، ورفع مزيد من الحواجز التجارية.
ورغم ذلك، أكدت أوكرانيا مواصلتها السعي لمزيد من التكامل مع الاتحاد الأوروبي، كما أنها تتحرك نحو الاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا.
الموقف الأوروبي
وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم اليوم
الاثنين في بروكسل رغبة أوروبا في التوصل إلى اتفاق شراكة مع أوكرانيا. وقال عدد من الوزراء إن أبواب الاتحاد لا تزال مفتوحة أمام أوكرانيا، يأتي هذا بعد أسبوعين من رفض كييف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الجانبين.
وإزاء ذلك، أعرب وزير الخارجية الهولندي فرانس تيميرمانس عن قلقه، مشيرا إلى أنه على الأوروبيين التحدث مع الأوكرانيين وإقناعهم بالاتفاقية، في حين ذكر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارسيا مارغايو أن "صبر الاتحاد الأوروبي بلا حدود" مع أوكرانيا.
أما وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله فقال إن باب الاتحاد الأوروبي سيظل مفتوحا أمام أوكرانيا.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن أنه يتعين أن تتخذ أوكرانيا قرارها بدون ضغط من الخارج.
وقال الاتحاد الأوروبي إن توقيع اتفاقية الشراكة سيوفر لأوكرانيا 678 مليون دولار سنويا، ويرفع إنتاجها المحلي الإجمالي.
وتواجه الحكومة الأوكرانية أزمة نقدية حادة، ويقول الخبراء إنها بحاجة إلى سبعة مليارات دولار على الأقل، مساعدات اقتصادية سنوية حتى لا تواجه الإفلاس.