شرطة أوكرانيا تنسحب من ساحة الاستقلال

Kiev, -, UKRAINE : A man dressed as Santa Claus addresses the police on Independence Square in Kiev on December 11, 2013. Ukrainian security forces on December 11 stormed Kiev's Independence Square which protesters have occupied for over a week but the demonstrators defiantly refused to leave and resisted the police in a tense standoff. Eite Berkut anti-riot police and interior ministry special forces moved against the protestors at around 2:00 am (midnight GMT) in a move that prompted US Secretary of State John Kerry to express "disgust" over the crackdown. AFP PHOTO/VASILY MAXIMOV
undefined
 
انسحبت الشرطة الأوكرانية اليوم الأربعاء من ساحة الاستقلال -رمز الثورة البرتقالية– ومحيط مبنى البلدية وسط العاصمة كييف بعدما فشلت في إخراج المتظاهرين، بينما قالت السلطات إنها لن تستخدم القوة ضد المتظاهرين السلميين في العاصمة.
 
يأتي ذلك في وقت قال فيه رئيس الوزراء الأوكراني نيكولاي أزاروف إن بلاده تحتاج إلى مساعدة أوروبية تقدر بأكثر من 27 مليار دولار كي توقع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وبينما انتقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الحكومة الأوكرانية لمحاولتها تفريق المتظاهرين المناهضين لها، أعرب مجلس الدوما الروسي عن قلقه مما أسماه "التدخل السافر" للساسة الأوروبيين في الشؤون الداخلية لأوكرانيا.

انسحاب
وانسحبت قوات الشرطة الأوكرانية من ساحة الاستقلال ومبنى بلدية كييف بعدما اشتبكت مع المتظاهرين صباح اليوم وفشلت في إخراج نحو مائتي متظاهر معتصمين داخل المبنى.

وكانت الشرطة بدأت فجرا بإزالة العوائق الموضوعة من جانب المتظاهرين الذين يحتلون ساحة الاستقلال في كييف وسيطرت تدريجيا على جزء من المكان.

عشرة آلاف شخص توافدوا على ساحة الاستقلال بعد هجوم الشرطة (الفرنسية-أرشيف)
عشرة آلاف شخص توافدوا على ساحة الاستقلال بعد هجوم الشرطة (الفرنسية-أرشيف)

وقال متحدث أمني إن الشرطة تحركت بالتعاون مع الأجهزة الإقليمية لإزالة العوائق التي تعرقل حركة المرور.

وفي رد على هذه الخطوة، توافد نحو عشرة آلاف شخص إلى الساحة بعد هجوم الشرطة معززين صفوف المعارضين الموجودين في المكان والبالغة أعدادهم بضعة آلاف، وهو ما دفع رجال الشرطة إلى التراجع باتجاه حافلاتهم والانسحاب مع تدفق آلاف المحتجين.

وتأتي هذه التطورات بعد مرور نحو 24 ساعة على انتهاء المهلة التي حددتها السلطات للمتظاهرين لإخلاء الشوارع.

استخدام القوة
وقد أعلن رئيس الوزراء الأوكراني اليوم أن السلطات لن تستخدم القوة ضد المتظاهرين السلميين في كييف، مشيراً إلى أن ما يجري الحديث عنه هو تنظيف الطرق لتسيير الحياة في العاصمة.

وأفادت وسائل إعلام بأن مئات من عناصر القوات الخاصة قسموا المحتجين إلى قسمين قبل البدء بإزالة المتاريس، وذلك لتأمين مهمة عمال المرافق العامة في إفراغ الشارع من الخيام لتسهيل حركة المرور، غير أن المحتجين أقاموا جدارا بشريا مكان المتاريس ومنعوا القوات الخاصة من التقدم باتجاه ساحة الاستقلال.

وأفادت وزارة الداخلية بأن عدد المحتجين في ساحة الاستقلال يصل إلى ألف شخص، بينما تحدث زعماء المعارضة عن 25 ألف محتج يرابطون في الساحة الرمز, وتوقع الزعيم الأوكراني المعارض أرسيني ياتسنيوك خروج مظاهرة مليونية اليوم في ساحة الاستقلال، وقال "لن نسامح.. سنرى الملايين هنا، وسيسقط النظام".

شرط
وفي تصريح لافت أعلن رئيس الوزراء الأوكراني حاجة كييف إلى 27.5 مليار دولار في شكل مساعدة أوروبية حتى تتمكن بلاده من الدخول في شراكة مع الاتحاد الأوروبي، مشددا على ضرورة أن تكون هذه المساعدة في شكل استثمارات.

رئيس الوزراء الأوكراني أعلن حاجة كييف إلى 27.5 مليار دولار في شكل مساعدة أوروبية حتى تتمكن بلاده من الدخول في شراكة مع الاتحاد الأوروبي
"

وفي باب ردود الفعل إزاء ما يجري في أوكرانيا، انتقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم حكومة كييف لمحاولتها تفريق المتظاهرين.
 
وقال كيري إن الولايات المتحدة تعرب عن استيائها من قرار السلطات  الأوكرانية مواجهة المظاهرات السلمية بشرطة الشغب وجرافات وهري بدلا من احترام الحقوق الديمقراطية والكرامة الإنسانية حسب تعبيره، مضيفا أن بلاده تقف مع الشعب الأوكراني.

أما في روسيا فقد أعرب مجلس الدوما الروسي عن قلقه مما أسماه "التدخل السافر" للساسة الأوروبيين في شؤون أوكرانيا الداخلية.

وذكرت وسائل إعلام روسية أن مجلس الدوما أصدر بياناً صوت لصالحه 444 نائباً من أصل 450، جاء فيه أن "التدخل السافر" للسياسيين الأجانب في شؤون أوكرانيا الداخلية يثير قلقاً خاصاً.

ودعا المجلس الساسة الغربيين إلى وقف ممارسة الضغط الخارجي على  أوكرانيا. كما حث المعارضة الأوكرانية على العودة إلى "المجال الدستوري" ووقف الأعمال المخالفة للقانون، وحل كافة القضايا التي تواجه البلاد بالتمسك الصارم بالقوانين الوطنية، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن المظاهرات غير المرخص لها ومحاصرة المباني الحكومية وتدمير الآثار التاريخية تنطوي على عواقب اقتصادية وسياسية سلبية، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.

المصدر : وكالات