تمديد مفاوضات النووي وأوباما يطمئن نتنياهو

U.S. President Barack Obama and Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu shake hands while they hold a joint news conference at the Prime Minister's residence in Jerusalem, March 20, 2013. Making his first official visit to Israel, Obama pledged on Wednesday unwavering commitment to the security of the Jewish State where concern over a nuclear-armed Iran has clouded bilateral relations. REUTERS/Larry Downing (JERUSALEM - Tags: POLITICS)
undefined

أعلن مسؤول أميركي الجمعة أن المفاوضات الجارية في جنيف بين إيران ودول مجموعة (5+1) من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني قد مددت لليوم السبت، في حين اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد له التزامه بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

فقد قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في جنيف الجمعة "خلال المساء، واصلنا تحقيق تقدم في عملنا الرامي إلى تقليص الخلافات".

وأضاف "لا يزال هناك عمل يجب إتمامه، سوف تستأنف الاجتماعات صباح غد (اليوم السبت)" وذلك بعد أن التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمدة خمس ساعات نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

وفي واشنطن اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأطلعه على المحادثات الجارية حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف، مؤكدا له التزامه بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. 

وأصدر البيت الأبيض بيانا أعلن فيه عن اتصال أوباما بنتنياهو لمناقشة مسألة إيران والجهود المستمرة لدفع حل سلمي لمخاوف المجتمع الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف البيان أن أوباما أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي على المستجدات في المفاوضات التي تجري في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني، وأكد التزمه القوي بالحؤول دون امتلاك إيران سلاحا نوويا، وهو هدف المفاوضات الجارية بين  مجموعة 5+1 وإيران. واتفق أوباما ونتنياهو على البقاء على اتصال حول هذه المسألة. 

جنيف تشهد مشاورات مكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن نووي إيران (الفرنسية)
جنيف تشهد مشاورات مكثفة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن نووي إيران (الفرنسية)

مشاورات مكثفة
وكان وزراء خارجية دول مجموعة (5+1) واصلوا الجمعة مشاوراتهم مع الإيرانيين في جنيف من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني وتسارعت التصريحات بشأن إمكانية تحقيق هذا الاتفاق رغم الإقرار بوجود عقبات كثيرة قبل الوصول إلى هذا الهدف.

وتسعى إيران والقوى العالمية لاتفاق بخصوص تعليق جزئي للأنشطة النووية لمدة ستة أشهر تقريبا، ويعد هذا الاتفاق المبدئي أول مرحلة في عملية تتألف من عدة جولات من المفاوضات المعقدة في الأشهر القليلة المقبلة بهدف التوصل إلى اتفاق دائم.

واعتبر دبلوماسيون أن وصول وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى جنيف يشير إلى أن القوى الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا ربما يكونون أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق طال انتظاره مع إيران.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إثر مباحثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن محادثات جنيف "توفر فرصة لإحراز تقدم حقيقي".

غير أن هذا التفاؤل يصطدم بعدم الاتفاق حتى الآن حول العديد من المسائل، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن المسائل الكبرى بشأن البرنامج النووي الإيراني لم تسوَّ بعد، وأوضح أن فرنسا تأمل في التوصل إلى اتفاق يحظى بمصداقية بهذا الخصوص.

بدوره تحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن وجود "بعض المسائل المهمة جدا على الطاولة لم تحل" وأكد أن هذه المسائل "يجب أن تعالج بالشكل الصحيح وبالتفصيل".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي المتواجد بجنيف قوله إن روسيا تأمل أن تؤدي المحادثات غدا السبت إلى نتيجة "طويلة الأمد".

وكشفت وكالات الأنباء الروسية مساء الجمعة عن عزم وزير الخارجية سيرغي لافروف على التوجه إلى جنيف غدا للمشاركة في المفاوضات.

دعم ورفض
وفي طهران عبّر رجال دين عن دعمهم لفريق التفاوض الإيراني، ونقلت وكالة فارس للأنباء عن غلام رضا باوقار خطيب الجمعة بمسجد في بلدة ميشجين قوله إن "المفاوضين النوويين هم أبناء هذه الأمة وإن الزعيم الأعلى (علي خامنئي) يدعمهم".

في المقابل اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاتفاق المحتمل مع إيران "سيئ جدا"، وأكد أن بلاده ترفضه بقوة. وندد نتنياهو بما أسماها "صفقة القرن" لإيران، وقال "علمت أن الإيرانيين يسيرون بكل رضا في جنيف، وهو شيء متوقع لأنهم حصلوا على كل شيء دون أن يدفعوا شيئا".

كيري وآشتون قبيل اجتماعهما بوزير خارجية إيران جواد ظريف (الفرنسية)
كيري وآشتون قبيل اجتماعهما بوزير خارجية إيران جواد ظريف (الفرنسية)

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن بلاده ليست ملتزمة بالاتفاق المتوقع "وستفعل ما في وسعها للدفاع عن نفسها وللدفاع عن أمن شعبها". ولمحت إسرائيل مرارا إلى أنها قد توجه ضربة عسكرية لإيران إذا لم توقف برنامجها النووي، وحذرت من السماح لطهران بالاحتفاظ بما تعدها قدرات أولية لصنع أسلحة نووية.

وردا على الانتقادات الإسرائيلية أكد البيت الأبيض أن هذا الموقف "سابق لأوانه"، وقال جوش إيرنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه حتى الآن ليس هناك اتفاق في مفاوضات جنيف وإن أي انتقاد للاتفاق سابق لأوانه.

وأكد إيرنست أن "الولايات المتحدة وإسرائيل متفقتان تماما حول ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي".

من جانب آخر أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مديرها العام يوكيا أمانو سيزور طهران الاثنين القادم لمقابلة مسؤولين إيرانيين كبار بهدف تعزيز الحوار والتعاون.

ويثير تخصيب اليورانيوم من قبل إيران قلق الدول الغربية وإسرائيل التي تخشى من استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة 20% للحصول على اليورانيوم المخصب بنسبة 90% لغاية عسكرية.
وتنفي إيران أي سعي باتجاه الحصول على القنبلة النووية وتؤكد أن برنامجها يهدف لاستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.

المصدر : الجزيرة + وكالات