مخابرات بريطانيا تندد بتسريبات سنودن
وجاءت تصريحات رئيس الاستخبارات الخارجية (أم آي 6) جون ساورز ورئيس الاستخبارات الداخلية (أم آي 5) أندرو باركر ومدير جهاز المراقبة الإلكترونية (جي سي أتش كيو) إيان لوبان في جلسة استماع غير مسبوقة أمام لجنة برلمانية نقلت وقائعها مباشرة مع تأخير بدقيقتين بهدف تفادي الكشف عن أي معلومات غير ملائمة.
وأكد المسؤولون البريطانيون أن "تسريبات سنودن كانت ضارة جدا وعرضت للخطر عملياتنا"، وأضاف أن "منافسينا وأعداءنا مبتهجون بها. والقاعدة مسرورة"، وأكدوا في الوقت نفسه أن عملهم "متناسب" مع التهديدات.
وقال مدير جهاز "جي سي أتش كيو" (الشبيه بوكالة الأمن القومي الأميركي) إن أجهزته تتولى رصد "أحاديث شبه يومية" "للمجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط وأفغانستان وأماكن أخرى في جنوب آسيا"، وأضاف أن هذه المجموعات تبحث سبل التخلي عن وسائل الاتصال "التي يدركون اليوم أنها هشة".
عمل ضروري
ونفى لوبان وجود مراقبة على نطاق واسع للبريطانيين. وقال "نحن لا نمضي وقتنا في الاستماع إلى مكالمات هاتفية أو قراءة الرسائل الإلكترونية لأغلبية (المواطنين) وللأغلبية الساحقة. هذا أمر غير ملائم وغير قانوني ونحن لا نقوم به".
كما نفى أندرو بارك أن يكون عمل أجهزته "مسيئا بشكل أو بآخر للحرية والديمقراطية"، وأضاف "العمل الذي نقوم به يتناسب مع ما نراه ضروريا لحماية (الشعب) من التهديدات"، معتبرا أن ميزانية جهازه البالغة ملياري جنيه إسترليني (3.2 مليارات دولار) "غير متناسبة" مع العمل الذي يقوم به. وأوضح أن ميزانية الأجهزة الثلاثة مجتمعة تمثل 6% من ميزانية وزارة الدفاع.
واعتبر بارك أن "الإرهاب السياحي" أي البريطانيين الذين يسافرون إلى الخارج لتلقي تدريب إرهابي قبل العودة إلى بريطانيا للتحضير لهجمات، "تيار هام جدا"، خصوصا بسبب ما يجري في سوريا. وقدر بـ"بضع مئات" عدد المقيمين في بريطانيا الذين يتوجهون إلى سوريا للمشاركة في القتال، وذكر بأنه تم إحباط "34 مؤامرة إرهابية" منذ هجمات 7 يوليو/تموز 2005 بلندن.
من جهة أخرى نفى جون ساورز بشدة أي لجوء للتعذيب من جانب الأجهزة البريطانية، وقال "نتحرك في إطار القانون (..) ولا نشارك ولا نشجع ولا نسمح بأي سوء معاملة أو تعذيب، هذا (مبدأ) مطلق". وتابع أن عناصر الأجهزة لا يعملون ميدانيا منفردين "على طريقة جيمس بوند"، وأكد أن "القاعدة وتشعباتها الكثيرة جدا" تعد أكبر تهديد لأمن بلاده.
علاقات متينة
وأتاحت تسريبات سنودن التأكد من متانة العلاقات القائمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة وبريطانيا حليفها الرئيسي، ومن بين التسريبات الأكثر أهمية بشأن جهاز "جي سي أتش كيو" ما كشف من أنه تلقى تمويلا جزئيا من الولايات المتحدة بما قيمته مائة مليون جنيه إسترليني (160 مليون دولار) في السنوات الثلاث الأخيرة.
كما كشف عن برنامج تنصت بريطاني واسع النطاق لمراقبة الاتصالات في العالم بأسره أطلق عليه "تيمبورا" ورصدت له ميزانية قيمتها مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار).
وقالت صحيفة الإندبندنت اليومية البريطانية هذا الأسبوع إن وثائق نقلها سنودن وصورا جوية تشير إلى أنه قد يكون لدى بريطانيا جهاز تنصت سري مثبت على سطح السفارة البريطانية ببرلين. لكن وزير الخارجية وليام هيغ لم يؤكد ولم ينف أنباء عن كون بلاده تجسست على ألمانيا.
أما الولايات المتحدة فهي متهمة خصوصا بالتجسس على الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.