ترحيب إيراني بالاتفاق النووي مع الغرب

لقي الاتفاق المرحلي الذي توصلت إليه إيران فجر الأحد مع الدول الغربية بشأن برنامجها النووي ترحيبا شعبيا ورسميا في البلاد، حيث وصف إيرانيون أعضاء الوفد المفاوض لبلادهم بأنهم "أبطال"، في حين اعتبر مسؤولون أن ذلك الاتفاق يحفظ "حقوق إيران النووية".

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الإيرانيين رحبوا بالاتفاق ويأملون أن يتحسن وضعهم الاقتصادي بعد رفع العقوبات، كما اعتبروا وزير الخارجية محمد جواد ظريف "بطلا".

من جهتها قالت وكالة أسوشيتد برس إن المئات من الإيرانيين استقبلوا الأحد في طهران وفد بلادهم المفاوض -لدى عودته من جنيف- حاملين الورود والأعلام الإيرانية، وعبروا لهم عن سعادتهم بالاتفاق، وأضافت أن هؤلاء المستقبلين وصفوا الوفد الإيراني المفاوض بأنهم "رسل السلام".

المفاوضات بشأن النووي الإيراني استمرت خمسة أيام في جنيف (الفرنسية)
المفاوضات بشأن النووي الإيراني استمرت خمسة أيام في جنيف (الفرنسية)

نجاح ومكسب
وعلى المستوى الرسمي وصف المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي الاتفاق بأنه "جيد ويقر حقوق إيران النووية"، وقال إنه "نجاح ومكسب، لا بد من شكر فريق المفاوضين النوويين عليه"، وأضاف أن "العناية الإلهية والصلوات ودعم الشعب هي بالتأكيد وراء هذا النجاح".

وكتب في رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "يمكن أن يكون هذا أساسا لمزيد من الخطوات الذكية دون شك، هذا النجاح جاء بفضل الله ودعاء الشعب الإيراني".

بدوره قال روحاني إن الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بعد خمسة أيام من المفاوضات في جنيف- يعترف بتخصيب اليورانيوم على الأرض الإيرانية، وطالب الأطراف الغربية بالالتزام ببنوده أثناء فترة الاختبار، وهي ستة أشهر.

وأضاف أن "لكل طرف تفسيره الخاص، لكن حق إيران في التخصيب مذكور بوضوح في النص"، مؤكدا أن التخصيب سيتواصل كما في السابق في مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان.

واعتبر روحاني -في خطاب ألقاه بالعاصمة الإيرانية أذيع على الهواء مباشرة- أن هذا الاتفاق "يصب في مصلحة بلدان المنطقة والسلام العالمي"، وأن العقوبات المفروضة على طهران بدأت تتصدع وأنها "فشلت سواء رضي الآخرون أم لم يرضوا".

أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فقال في تصريحات صحفية لدى عودته إلى إيران يوم أمس قادما من جنيف إنه بناء على هذا الاتفاق فإن البرنامج النووي لبلاده "سيكون محل احترام كسائر برامج الدول الأخرى"، و"الحقوق النووية الإيرانية لا يمكن سلبها"، بما فيها "حق تخصيب اليورانيوم".

روحاني قال إن التخصيب سيستمر في مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان (غيتي إيميجز)
روحاني قال إن التخصيب سيستمر في مفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان (غيتي إيميجز)

تراجع مفروض
من جهة أخرى أشاد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الأحد بـ"التراجع الذي فرض" على إيران "في مجال صنع القنبلة النووية".

وقالت رئيسة المجلس مريم رجوي في بيان إن "التراجع الذي فرض على الديكتاتورية الدينية في إيران" هو "النتيجة الفورية للعقوبات الدولية والمعارضة الواسعة للشعب الإيراني للسياسة غير الوطنية التي يطبقها نظام المرشد الأعلى".

وحذرت من أن "أي ضعف وأي تأخير وأي تنازل للمجموعة الدولية سيحمل خامنئي على التحايل والعودة إلى إنتاج السلاح النووي".

ودعا البيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "إجراء عمليات تفتيش فورية للمواقع المشبوهة في إيران.

وكانت مجموعة دول 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا) وطهران قد توصلت فجر الأحد إلى اتفاق مرحلي في جنيف بشأن برنامج إيران النووي، ويشمل الاتفاق وقف تخصيب اليورانيوم فوق نسبة 5% مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة على إيران.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن اسمه قوله إن الاتفاق سيحيّد مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ويدعو لعمليات تفتيش دقيقة، وأضاف أن الاتفاق لا ينص على الاعتراف بحق إيران بتخصيب اليورانيوم، وأن العقوبات ستظل مفروضة.

وقد أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستعلق تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20% لمدة ستة أشهر، مع الاستمرار في أجزاء أخرى من برنامج التخصيب.

وأشار إلى أن القوى الكبرى تعهدت بعدم فرض عقوبات إضافية خلال الأشهر الستة، مع تعليق بعض التدابير العقابية القائمة منها أجزاء من الحظر النفطي، فضلا عن العقوبات ضد صناعات البتروكيماويات الإيرانية وإنتاج السيارات والتأمين وتجارة المعادن الثمينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات