مفاوضات بشأن إيران وأوباما يدعو للتريث بمعاقبتها
وشدد الرئيس الأميركي على أن أي تعليق للعقوبات الدولية في أي اتفاق محتمل سيكون محدودا، مؤكدا أن العقوبات النفطية والمصرفية -والتي وصفها بأن لها تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الإيراني- ستبقى قائمة، في محاولة فيما يبدو إلى طمأنة الحليف الإسرائيلي وأعضاء الكونغرس المعارضين لأي رفع للعقوبات حتى في شكل جزئي.
وقال السيناتور الجمهوري بوب كوركر -في ختام اجتماع عقدته أربع لجان معنية بالعقوبات مع الرئيس الأميركي، هي الخارجية والدفاع والاستخبارات والمصارف- إن أوباما طلب منهم بعض الوقت، مضيفا أن العديد من الأعضاء لا يزالون "غير راضين على الإطلاق".
وكان عدد من أعضاء الكونغرس-من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء- أعربوا عن عزمهم فرض عقوبات جديدة على إيران لاقتناعهم أن العقوبات السابقة هي التي دفعت طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
طريق محتمل
وبدوره طرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس طريقا محتملا لتجاوز أحد أصعب النقاط الشائكة في المفاوضات، وقال إن بلاده لها الحق في تخصيب اليورانيوم لكنها لا تصر الآن على اعتراف الآخرين بهذا الحق.
وأضاف الوزير الإيراني -عقب لقائه نظيرته الإيطالية في روما إيما بونينو- أنه ذاهب إلى جنيف وكله تصميم على العودة باتفاق. إلا أنه اعتبر مع ذلك أن إسرائيل تحاول نسف المفاوضات بين إيران والقوى العظمى.
من جهة أخرى، جمع نواب إيرانيون توقيعات أمس الثلاثاء لمطالبة الحكومة بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم لمستوى 20%.
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن النائبة الإيرانية فاطمة أليا "نعتزم الموافقة على مثل هذا الاقتراح في البرلمان، واستنادا إلى هذا تكون الحكومة ملزمة بحماية الحقوق النووية لإيران في المفاوضات المقبلة".
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قالت إن فريق التفاوض الإيراني لن يتجاوز الخطوط الحمر في مفاوضاته مع مجموعة الدول الست في جنيف. معتبرة أن أي توافق قد تؤدي إليه المفاوضات يجب أن يتضمن حق إيران في تخصيب اليورانيوم على أرضها.
من ناحيته أجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أمس الثلاثاء اتصالا هاتفيا بالرئيس الإيراني حسن روحاني في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من عشرة أعوام.
وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان أن كاميرون وروحاني اتفقا على أن تقدما ملحوظا أحرز في المفاوضات الأخيرة في جنيف ومن المهم انتهاز الفرصة التي تمثلها جولة المفاوضات المقبلة التي تبدأ اليوم الأربعاء".
محاولات إسرائيلية
ومن المرتقب أن يصل اليوم إلى موسكو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الملفين الإيراني والسوري.
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج إن الإسرائيليين يريدون إقناع الروس بألا يحمل الاتفاق المرتقب مرونة مع الجانب الإيراني، مؤكدين أن السماح بتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية سيسمح في نهاية المطاف بتصنيعه.
وتهدف الدول الغربية إلى اقناع إيران بوقف الأنشطة التي يشتبه في أنها تخفي شقا عسكريا، مقابل تخفيف بعض العقوبات.
وتعثرت جولة المحادثات السابقة بسبب إصرار إيران على الاعتراف العلني بحقها في تخصيب اليورانيوم في نص المسودة، ومطالب من الوفد الفرنسي بإغلاق مفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل والذي يخشى أنه قد يستخدم في صنع بلوتونيوم من الدرجة اللازمة لصنع القنابل.
وتريد إيران إعفاءها من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لخرقها قرارات المنظمة الدولية التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم والأنشطة النووية الحساسة الأخرى التي يمكن استخدامها لصنع أسلحة.
وتنفي طهران أنها تريد امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، وتصر على أن برنامجها النووي مخصص تماما لأنشطة سلمية مثل توليد الكهرباء واستخدامات مدنية أخرى.