دعوات أوروبية لحل جذري للهجرة غير الشرعية
تواصلت ردود الفعل الأوروبية على مأساة غرق مئات المهاجرين الأفارقة قرابة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث طالبت بلجيكا بوضع سياسة أوروبية شاملة للهجرة، كما دعا رئيس وزراء فرنسا الدول الأوروبية لإيجاد حل سريع لمشكلة المهاجرين غير الشرعيين لأوروبا.
فقد اعتبر وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رايندرز أن "مأساة لامبيدوزا" تشير بإلحاح لضرورة وضع سياسة أوروبية شاملة للهجرة وتضامنية ومتوازنة "لا تشكل مراقبة الحدود الخارجية سوى أحد عناصرها".
ودعا رايندرز الاتحاد الأوروبي لتدارك تكرار مثل هذه المآسي، خصوصا عبر "مكافحة أكثر حزما، للشبكات الإجرامية التي تستغل بؤس المهاجرين" وكذلك عبر تطوير برامج تسمح بتحسين ظروف الحياة في مناطق المصدر وعبر تعزيز حوارها وتعاونها مع دول المصدر ودول العبور.
وأعرب الوزير البلجيكي عن حزنه العميق لهذه المأساة التي تعتبر الأسوأ خلال السنوات الماضية في قضية المهاجرين غير الشرعيين، وقال "الأحداث في لامبيدوزا تحمل بعدا أوروبيا".
دعوة فرنسية
بدوره دعا رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت الدول الأوروبية للاجتماع سريعا، لإيجاد الحل المناسب، بعد مأساة لامبيدوزا.
وقال أيرولت "من المهم أن يتحادث المسؤولون السياسيون الأوروبيون، وبسرعة، بالأمر" وأكد أنه يقع على عاتقهم الاجتماع لإيجاد الحل المناسب، مؤكدا أن "التعاطف لا يكفي".
وتساءل المسؤول الفرنسي قائلا "من يقوى على اللامبالاة؟ لقد تأثرت بقوة، تأثرت للصورة التي شاهدتها".
في حين طالب وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو الفانو بتغيير القوانين الأوروبية التي "تلقي على بلدان الوصول عبء الهجرة غير الشرعية" كما دعا لمراقبة سواحل تونس وليبيا التي ينطلق منها المهاجرون غير الشرعيين.
وفي وقت سابق اليوم، طالبت المفوضة الأوروبية لشؤون المساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا بتحسين إمكانيات وصول اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت جورجيفا بتصريحات صحفية "نحن الأوروبيين يجب علينا ألا نفتح قلوبنا وحافظات نقودنا فحسب بل يجب أن نفتح كذلك حدودنا".
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي قائم على التضامن "وهذا يعني أنه يتعين علينا أن نرحب بالناس إذا كانوا في حاجة إلى مساعدتنا".
وكان قارب يقل نحو 450 إلى خمسمائة مهاجر غالبيتهم من الإريتريين انطلق من السواحل الليبية، وغرق بعد حريق عرضي قرب سواحل الجزيرة الإيطالية السياحية لامبيدوزا.
ولم يتمكن المنقذون سوى من إغاثة 155 شخصا، مما يجعل من هذه الحادثة أسوأ كارثة غرق لسفن مهاجرين بالسنوات الأخيرة.
وتتركز عمليات البحث حول حطام المركب الموجود على عمق أربعين مترا على مسافة 550 مترا من السواحل، وكان المهاجرون المكدسون على المركب القديم قد أشعلوا بطانية مما أدى إلى اندلاع حريق عليه ثم غرقه.