التنصت الأميركي يصل الأمم المتحدة والفاتيكان

epa01988198 A view of United Nations Headquarters in New York, New York, USA, on 13 January 2010. The United Nations' mission in Haiti (MINUSTAH) was devastated as its main headquarters building in Port-au-Prince has been reportedly destroyed and dozens of staff missing, including the civilian head of the mission, Hedi Annabi. EPA/JUSTIN LANE
undefined

تعهدت الولايات المتحدة بعدم التجسس على اتصالات الأمم المتحدة، وذلك بعد نشر تقرير يفيد بأن وكالة الأمن القومي الأميركية اخترقت نظام مؤتمرات الفيديو الخاص بالمنظمة الأممية، في حين نفت الوكالة تجسسها على الفاتيكان واصفة تقريرا لمجلة إيطالية بهذا الشأن بأنه "غير صحيح".

وكانت الأمم المتحدة قد اتصلت بالسلطات الأميركية بعد أن نشرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا في أغسطس/آب كشف وقوع عمليات التجسس استنادا إلى وثائق سربها المتعاقد السابق مع الوكالة إدوارد سنودن.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي للصحفيين أمس الأربعاء "تفيد معلوماتي بأن السلطات الأميركية أكدت أن اتصالات الأمم المتحدة لا تتعرض للمراقبة ولن تتعرض لها".

وامتنع المتحدث عن التعليق عندما سئل عما إن كانت السلطات الأميركية تجسست من قبل على اتصالات المنظمة الدولية. وقال نسيركي إن "الحصانة التي تتمتع بها البعثات الدبلوماسية -بما في ذلك الأمم المتحدة- راسخة في القانون الدولي، ولذلك يتوقع من كل الدول الأعضاء أن تتصرف بناء على ذلك".

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله هذا الأسبوع إن الرئيس باراك أوباما أمر وكالة الأمن القومي -المسؤولة عن التجسس الإلكتروني الأميركي- بالحد من التنصت على مقر الأمم المتحدة بنيويورك، في إطار مراجعة لبرامج المراقبة الإلكترونية الأميركية.

وتتعرض الولايات المتحدة لانتقادات دولية لقيامها بأنشطة تنصت واسعة على النطاق العالمي بعد أن كشف سنودن هذا العام وثائق سرية تتعلق بالموضوع.

رايس التقت مستشارين لميركل في مسعى لتهدئة التوترات بين البلدين (الفرنسية-أرشيف)
رايس التقت مستشارين لميركل في مسعى لتهدئة التوترات بين البلدين (الفرنسية-أرشيف)

حظر الحلفاء
واستنكر حلفاء للولايات المتحدة من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التجسس الأميركي على زعماء أجانب. بينما نقلت رويترز عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قولهم إن أوباما يدرس حظر التجسس على زعماء الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وفي محاولة لتهدئة التوترات بين واشنطن وبرلين، اجتمعت مستشارة الأمن القومي للبيت الأبيض سوزان رايس بمستشارين كبار لميركل بحضور قيادات من جهازيْ الاستخبارات في البلدين أمس.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن الاجتماع كان محاولة لتكثيف وتعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والألمانية. 

وأضافت أن "مناقشات اليوم كانت فرصة لأن يستمع كل من الطرفين إلى الآخر، وأن يقررا بشكل مشترك أفضل السبل للسير قدما في الحوار من أجل تقديم الضمانات اللازمة وتعزيز تعاوننا".

وكانت مجلة "دير شبيغل" كشفت أن ميركل كانت تخضع للتنصت منذ 2002، أي حتى قبل أن تصبح مستشارة في 2005 وعندما كان جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة.

وأكدت المجلة أن أوباما كان على علم منذ 2010 ببرنامج التنصت، وبالتنصت على ميركل التي تصفها مجلة "فوربس" الأميركية منذ ثماني سنوات بأنها "أقوى امرأة" في العالم.

الفاتيكان غير مستهدف
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة الأمن القومي أنها لا تستهدف الفاتيكان، وذلك تعقيبا على ما ذكرته مجلة "بانوراما" أمس من أن الوكالة تجسست على مكالمات هاتفية خاصة بالفاتيكان، ربما شملت مكالمات أثناء المناقشات بشأن من يخلف البابا السابق بنيديكت السادس عشر.

وقالت المتحدثة باسم الوكالة فاني فاينز -في بيان- إن وكالة الأمن القومي لا تستهدف الفاتيكان، مشددة على أن تأكيد مجلة "بانوراما" الإيطالية استهداف الوكالة للفاتيكان "غير صحيح".

ووفقا للمجلة -التي لم تكشف مصدر معلوماتها- فإن الوكالة الأميركية تنصتت على 46 مليون مكالمة هاتفية في إيطاليا ما بين العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2012 والثامن من يناير/كانون الثاني 2013، بما في ذلك مكالمات تخص الفاتيكان.

وقالت المجلة -في بيان صحفي أصدرته قبل نشر تقريرها كاملا اليوم الخميس- إن وكالة الأمن القومي تجسست على مكالمات هاتفية للبابا، في حين قال الفاتيكان إنه لا علم له بمثل هذا النشاط.

وعندما طلب من المتحدث باسم الفاتيكان فيدريكو لومباردي التعقيب على التقرير، قال "لا علم لنا بأي شيء بخصوص هذه المسألة التي لا تثير قلقنا".

المصدر : وكالات