تنديد فرنسي بـ"التدخل الإيراني" في سوريا

ـ البرلمانيون الفرنسيون شككوا في جدوى مشاركة ايران في مؤتمر جنيف2
undefined

عبد الله بن عالي-باريس 

ندد برلمانيون فرنسيون بـ"التورط الإيراني في الصراع الداخلي في سوريا" معتبرين طهران "شريكا في الجرائم الوحشية التي يرتكبها نظام دمشق بحق الشعب السوري".

وفي ندوة نظمتها أمس الثلاثاء بباريس "اللجنة البرلمانية الفرنسية من أجل إيران ديمقراطية" شكك البرلمانيون بجدوى إشراك السلطات الإيرانية في مؤتمر "جنيف 2" بشأن الأزمة السورية، وقالوا إن "السياسة الإقليمية لطهران لم تعرف أي تغيير منذ وصول الزعيم الإصلاحي حسن روحاني إلى رئاسة البلاد في 14 من يونيو/حزيران الماضي" واعتبروا أن "نظام الملالي ما زال يسعى إلى التوسع في المنطقة وتصدير نموذج حكم استبدادي إلى بلدانها".

وقال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي جان بيار ميشال "النظام الإيراني يجب أن يحاسب على مشاركته في قمع الثوار والمدنيين السوريين العزل" مضيفا أن فرنسا ودولا غربية أخرى "تملك أدلة تثبت أن الدور الإيراني في الصراع داخل سوريا لا يقتصر على الدعم السياسي والاقتصادي لنظام الرئيس بشار الأسد، وإنما يشمل أيضا إرسال العتاد والمقاتلين إلى ميادين المواجهة في البلاد".

‪جان بيار ميشال: روحاني يكرس ثوابت الثورة الإسلامية الإيرانية‬ (الجزيرة)
‪جان بيار ميشال: روحاني يكرس ثوابت الثورة الإسلامية الإيرانية‬ (الجزيرة)

ثوابت
وفي تصريح للجزيرة نت، قال ميشال "إن طهران لا يمكن أن تساهم في أي حل سياسي للأزمة السورية" معللا رأيه بكون "القيادة الإيرانية ستظل متمسكة ببقاء الأسد في الحكم مما سينسف إمكانية الوصول إلى حل توافقي".

وأشار إلى أن الرئيس الجديد "لم يدخل أي تعديل على سياسة بلاده في الشرق الأوسط، فالرجل لا يريد القطيعة مع الماضي، وإنما تكريس ثوابت وضعتها الثورة الإسلامية، عام 1979، وعلى رأسها توسيع نفوذ النظام في المنطقة وتصدير نموذج حكم استبدادي إلى بلدانها" مضيفا أن روحاني "يتحلى باعتدال في الخطاب وقسوة في الأفعال، وهناك حوالى ثلاثمائة شخص تم إعدامهم في إيران منذ وصوله إلى السلطة".

من جانبه، أعرب دومينيك لوفيفر، نائب رئيس اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديمقراطية -التي تضم 23 برلمانيا فرنسيا- عن تفهمه لموقف المجلس الوطني السوري الرافض لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 مستبعدا أن يكون حضور طهران لذلك الاجتماع "أمرا بناءً".

وناشد لوفيفر حكومة بلاده توخي الحذر إزاء "مناورات النظام الإيراني ورئيسه الجديد" معتبرا أن رفض طهران لوقف تخصيب اليورانيوم وعمليات التفتيش المباغتة لمواقعها النووية "يكشف النوايا الحقيقية لروحاني" الذي يتهمه بـ"مواصلة سياسة التدخل السافر في شؤون سوريا والعراق".

وشدد النائب الفرنسي على أن إقدام القوات العراقية بداية سبتمبر/أيلول الماضي على قتل 52 معارضا إيرانيا يقيمون في معسكر أشرف شمالي بغداد "كان امتثالا لإملاءات طهران".

وقد أيدت هذا الرأي مريم رجوي زعيمة منظمة مجاهدي خلق، كبرى فصائل المعارضة الإيرانية بالخارج، والتي حضرت الندوة. وطالبت الدول الغربية والأمم المتحدة بالضغط على السلطات العراقية للإفراج عن سبعة من منتسبي منظمتها اختفوا أثناء عملية اقتحام مخيم أشرف.

وانتقدت المعارِضة الإيرانية بشدة الزيارة التي بدأها أمس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى واشنطن قائلة "إذا كانت الولايات المتحدة تفضل مصافحة رجل قاتل، فإني أدعو الرئيس باراك أوباما إلى أن يطلب من المالكي الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن".

المصدر : الجزيرة