مجلس الأمن يبحث الوضع بمالي

سوريا وفلسطين: معيار إنجازات مجلس الأمن
undefined

يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين لبحث الوضع في مالي بناء على طلب من فرنسا التي واصلت أمس قصف مواقع المسلحين في شمال الدولة الأفريقية، وأرسلت المزيد من القوات إلى العاصمة باماكو انتظارا لوصول قوة من دول غرب أفريقيا. يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه باريس إن الجزائر سمحت لها باستخدام مجالها الجوي.

وقال المتحدث باسم البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة بريوك بون إن "مجلس الأمن سيجتمع بعد ظهر الاثنين بطلب من فرنسا لبحث الوضع في مالي". وأضاف أنها خطوة من فرنسا لإبلاغ المجلس وتبادل وجهات النظر بين أعضاء المجلس ومع الأمانة العامة للأمم المتحدة.

وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن هذا الاجتماع  يأتي بعد رسالة وجهتها فرنسا مساء الجمعة الماضي أبلغت فيها مجلس الأمن بتدخلها في مالي بناء على طلب باماكو، وأوضحت أنها ستواصل إطلاع مجلس الأمن على الأمر.

بدورها ذكرت المحطة الإذاعية الفرنسية "آر إف أي" إن اجتماع مجلس الأمن سيبحث تدخل فرنسا  العسكري في مالي، علاوة على الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق الاستقرار في هذه الدولة الأفريقية.

ويأتي اجتماع مجلس الأمن لبحث الوضع في مالي في الوقت الذي قصفت فيه طائرات مقاتلة فرنسية مواقع المسلحين بشمال البلاد أمس، وأرسلت المزيد من القوات إلى العاصمة باماكو انتظارا لوصول قوة من دول غرب أفريقيا اليوم لطرد المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة من شمال البلاد.

فرنسا قصفت المسلحين في غاو شمالي مالي (الجزيرة)
فرنسا قصفت المسلحين في غاو شمالي مالي (الجزيرة)

غارات فرنسية
ويمثل الهجوم على مواقع المسلحين قرب بلدة تمبكتو الأثرية ومدينة غاو في أقصى شمال مالي -وهي أكبر مدينة في المنطقة الصحراوية التي يسيطر عليها تحالف المسلحين- تكثيفا حاسما في ثالث يوم من المهمة الفرنسية لضرب قلب المنطقة الواسعة التي سيطر عليها المسلحون منذ أبريل/نيسان.

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في بيان أمس إن أربعا من المقاتلات شنت غارات جوية استهدفت محيط مدينة غاو، ودمرت معسكرات تدريب ومخازن للمجموعات المسلحة، مشيرا إلى أن تدخل بلاده الجمعة الماضي حال دون سيطرة المسلحين الذين كانوا يتقدمون جنوبا على العاصمة باماكو، وتعهد الوزير بأن تستمر الغارات.

وفي مالي، أكد مصدر أمني أن طائرات فرنسية أغارت بعد ظهر الأحد على معسكر كبير للمسلحين في منطقة كيدال (1500 كلم شمال باماكو) وتحديدا في أغابو (على بعد 50 كلم من كيدال) التي توجد فيها قاعدة عسكرية كبيرة لجماعة أنصار الدين.

وتعهدت فرنسا بمواصلة عملياتها العسكرية، حيث قال وزير دفاعها للتلفزيون الفرنسي "الرئيس عاقد العزم تماما على ضرورة القضاء على هؤلاء الإرهابيين الذين يهددون أمن مالي وبلدنا وأوروبا".

وبدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لمحطة "السياي" التلفزيونية "أوقفنا تقدم الإرهابيين، ومن اليوم ما سنبدأ في فعله هو تدمير قواعد الإرهابيين وراء خط المواجهة".

وأرسلت فرنسا زهاء 550 جنديا إلى مالي وزعوا ما بين العاصمة باماكو وبلدة موبتي التي تبعد عنها 500 كيلومتر إلى الشمال، وشوهد أكثر من 100 جندي فرنسي ينزلون من طائرة شحن عسكرية في مطار باماكو الدولي على مشارف العاصمة.

طلائع أفريقية
وينتظر أن تصل اليوم إلى مالي طلائع القوة التي قررت المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) تشكيلها لدعم الجيش المالي، وسمح مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي بنشرها.

وقبيل وصول الدفعات الأولى من الجنود، وصل إلى باماكو ضباط من قيادة أركان دول إيكواس لوضع الترتيبات اللازمة لانتشار القوة التي سيقودها الضابط النيجيري شيخو عبد القادر.

وتعهدت السنغال وبوركينا فاسو والنيجر بإرسال 500 جندي من كل واحدة منها، وأعلنت نيجيريا لاحقا أنها ستسهم بـ600 جندي، وبنين بـ300 جندي. وقد أُعلن اليوم أن قمة استثنائية لدول غرب أفريقيا ستعقد الأربعاء المقبل في أبيدجان لمناقشة الوضع في مالي.

غير أن محللين عسكريين عبروا عن شكهم في أن تتمكن الدول الأفريقية من تنفيذ عملية خاطفة لاستعادة السيطرة على شمال مالي -وهو منطقة صحراوية قليلة السكان بحجم فرنسا- وذلك لعدم توفر العتاد أو القوات البرية.

من جهة أخرى يدرس الجيش الأميركي "إمكانية دعم استخباراتي وتمويني في الجو ودعم آخر للقوات الفرنسية في مالي"، وينوي بالخصوص تقديم "دعم لوجستي وزيادة تبادل المعلومات، مما يعني مشاركة طائرات أميركية من دون طيار".

فرانسوا هولاند (يسار) زار الجزائر قبل التدخل العسكري بمالي (رويترز)
فرانسوا هولاند (يسار) زار الجزائر قبل التدخل العسكري بمالي (رويترز)

أما بريطانيا فتقول إنها "ستقدم مساندة عسكرية لوجستية للمساعدة في سرعة نقل القوات الأجنبية والمعدات إلى مالي" لكنها لن تنشر "قوات بريطانية في وضع قتال".

دعم الجزائر
أما الجزائر التي عارضت في السابق التدخل العسكري في مالي المجاورة، فقد سمحت -بحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس- لفرنسا باستخدام مجالها الجوي في تدخلها العسكري ضد المسلحين في شمال مالي، وقالت إنها على استعداد لإغلاق حدودها إذا امتد الصراع شمالا.

وأوضح فابيوس أن الجزائر سمحت بالتحليق فوق أراضيها دون شروط، وأضاف أن ذلك أتاح وقف تقدم من سماهم بالإرهابيين نحو الجنوب.

وكشف لوران فابيوس لتلفزيون السياي أنه كان على اتصال بشكل منتظم مع الحكومة في الجزائر، وقال "في الوقت الذي قصفت فيه طائرات رافال التي تم نشرها من فرنسا معاقل المتمردين في شمال مالي، أتاحت الجزائر بلا قيود التحليق فوق أراضيها، وهو ما أشكر السلطات الجزائرية عليه". 

وتشعر الجزائر التي تشترك مع مالي في حدود طولها ألفا كيلومتر بالقلق من أن هجوما عسكريا قد يدفع مقاتلي تنظيم القاعدة لدخول جنوب الجزائر وقد يفجر أزمة لاجئين، وقال مصدر أمني جزائري لوكالة رويترز إنه يعتقد أن الحدود ربما تكون قد أغلقت بالفعل.

ويذكر أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان قد زار الجزائر قبل أيام والتقى بالمسؤولين الجزائريين، وعلى رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وفي مسألة اللاجئين، قالت منظمة أطباء بلا حدود في موريتانيا المجاورة إن زهاء 200 لاجئ من مالي فروا عبر الحدود إلى مخيم في فاسالا، وإن المزيد من اللاجئين في طريقهم إلى هناك.

المصدر : وكالات