كولومبيا ترفض وقف إطلاق النار مع فارك

Colombia A handout picture provided by the Presidency of Colombia shows Colombian President Juan Manuel Santos (2-R) speaking next to the Minister of Defense Juan Carlos Pinzon (3-R) after a meeting with military high commanders at the military base Tolemaida, near Bogota, Colombia, 06 September 2012. Santos warned the FARC guerrilla that there won t be a ceasefire during the peace negotiations.
undefined

رفض الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الخميس اقتراحا من حركة القوات المسلحة الثورية المتمردة في كولومبيا (فارك) لوقف إطلاق النار أثناء محادثات ثنائية الشهر المقبل تهدف إلى إنهاء أطول تمرد في أميركا اللاتينية دام خمسة عقود.

وقال سانتوس في كلمة بقاعدة عسكرية على مقربة من العاصمة "لقد طلبت أن يتم تكثيف العمليات العسكرية، ولن يكون هناك أي نوع من وقف إطلاق النار". وأضاف "لن نتنازل عن أي شيء على الإطلاق حتى نصل إلى اتفاق نهائي"، مشيرا إلى أن الاتفاق "ينبغي أن يكون واضحا للغاية".

وأعلن سانتوس الأربعاء أن فريقه المفاوض سيكون برئاسة همبرتو دي لا كالي نائب الرئيس الكولومبي السابق (1994-1996). وسيضم الوفد أيضا رجل أعمال واثنين من الجنرالات المتقاعدين.

من جانبها علقت حركة فارك على الوفد الحكومي قائلة "نلاحظ جهدا لجعله (الوفد) رفيع المستوى".

وكانت حركة فارك قد أعلنت الخميس أنها ستطلب وقف إطلاق النار عند بدء محادثات السلام مع الحكومة الكولومبية.

وقال أحد أعضاء فارك الستة الذين شاركوا في محادثات تمهيدية مع رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس بكوبا في الشهور الماضية "نعتزم إثارة وقف إطلاق النار بمجرد الجلوس إلى المحادثات".

وسيطلب المتمردون أيضا أن يكون جوفينال بالميرا المعروف باسم "سيمون ترينيداد" -متمرد محتجز حاليا في سجن بالولايات المتحدة- ضمن فريق التفاوض. ولم يذكر ما إذا كان بالميرا سيسافر إلى هافانا أو يشارك في المحادثات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

وجرى تسليم بالميرا إلى الولايات المتحدة في العام 2004 وحكم عليه بالسجن 60 عاما بتهمة الاختطاف.

وكان الرئيس الكولومبي قد أعلن الثلاثاء الماضي أن محادثات السلام مع حركة فارك المتمردة ستبدأ في أوسلو في 8 أكتوبر/تشرين الأول قبل أن تنتقل إلى العاصمة الكوبية هافانا.

وفي الوقت الذي يداعب فيه الأمل شعب كولومبيا بنجاح سانتوس في مسعاه، يواجه مهمة شاقة في تحقيق السلام مع حركة فارك التي تخوض تمردا من منطقة الغابات في كولومبيا منذ العام 1964 وأملت مطالب صعبة المنال في الجولات السابقة من مفاوضات السلام.

ويشكل الحوار المقبل المحاولة الرسمية الرابعة خلال ثلاثين عاما للتفاوض مع حركة فارك، وتعود المحاولة الرسمية الأخيرة إلى 2002، لكنها كانت محاولة فاشلة وصدمت البلاد، إذ علقت الحكومة بعد أربعة أشهر من حوار غير مثمر، إخلاء منطقة واسعة من الجنوب من الأسلحة معتبرة أن المتمردين استغلوا ذلك لتعزيز مواقعهم.

ورحبت الأسرة الدولية بإعلان الرئيس الكولومبي، فقد هنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الكولومبي على فتح المفاوضات. وقال في بيان إن "إدارة سانتوس أظهرت التزامها القوي بالبحث عن سلام دائم وعن حياة أفضل لجميع الكولومبيين".

من جهتها أكدت النرويج -التي ستستضيف الشهر المقبل المفاوضات- رغبتها في مساعدة الطرفين على التوصل إلى اتفاق لإنهاء نزاع مستمر منذ نصف قرن. أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون فرأت في هذه التطورات "فرصة فريدة" لإنهاء النزاع.

المصدر : الجزيرة + وكالات