قتلى بقصف أميركي شمال وزيرستان

نقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن مصادر أمنية باكستانية قولها أن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح ستة آخرون في هجوم صاروخي نفذته طائرة بدون طيار يرجح انها أميركية على مدرسة دينية في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية, ورجّحت المصادر الأمنية أن من بين القتلى أجانب.
undefined

أكدت مصادر أمنية باكستانية لمراسل الجزيرة في إسلام آباد أن ما لا يقل عن أربعة أشخاص لقوا مصرعهم الاثنين جراء قصف منزل في منطقة مير علي شمال وزيرستان غرب باكستان، بصاروخين أطلقتهما طائرة أميركية دون طيار.

يأتي ذلك بينما شكرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري خلال لقاء بينهما في نيويورك الاثنين عشية الافتتاح الرسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة، على "الرد القوي" لحكومته على المظاهرات المناهضة للأميركيين.

وقالت المصادر الأمنية إن هويات القتلى لم تُحدد بعد، لكن مسؤولين أمنيين باكستانيين أكدوا لوكالات الأنباء مقتل خمسة مسلحين بصاروخين أميركيين في إقليم وزيرستان الشمالي القبلي على مقربة من الحدود مع أفغانستان.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين في المخابرات الباكستانية قولهم إن الصاروخين الأميركيين ضربا قرية دوار موساكي في شمال وزيرستان، ورجحوا أن يكون القتلى من المقاتلين الأجانب دون ذكر عددهم ولا من أين قدموا.

ومن جهته، صرح مسؤول أمني في ميرانشاه -كبرى مدن إقليم وزريستان الشمالية- لوكالة الأنباء الفرنسية أن خمسة مسلحين قتلوا، مشيرا إلى أن المعسكر المستهدف موجود في قرية خادرخيل على بعد أربعين كيلومترا شرق ميرانشاه.

وكان ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص قتلوا السبت الماضي في هجوم شنته طائرة دون طيار يشتبه في  أنها أميركية في منطقة وزيرستان الشمالية، حيث تم استهداف سيارة ودمرت بمن كانوا على متنها. ولم تعرف هوية القتلى، كما لم يتم تحديد حصيلة القتلى نظرا لأن المنطقة مغلقة أمام وسائل الإعلام. 

ورغم الاحتجاجات الشعبية واحتجاج الخارجية الباكستانية بشكل رسمي، تواصل الولايات المتحدة غاراتها بطائرات دون طيار، مما يسفر في كل مرة عن سقوط قتلى وجرحى. ويقول مسؤولون أميركيون إن باكستان ليست لها سيطرة على المناطق التي يستولي عليها المسلحون، وتعتبر واشنطن قصف الطائرات دون طيار سلاحا أساسيا في الحرب على تنظيم القاعدة ومقاتلي حركة طالبان.

شكر خاص
من جهة أخرى، شكرت كلينتون الاثنين زرداري على "الرد القوي" لحكومته على المظاهرات المناهضة للأميركيين، ردا على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.   

زرداري التقى كلينتون في نيويورك (الفرنسية)
زرداري التقى كلينتون في نيويورك (الفرنسية)

والتقى زرداري وكلينتون في فندق بنيويورك، ونادت الوزيرة الأميركية الرئيس الباكستاني بـ"صديقي"، وقالت له إن الولايات المتحدة "قدرت بشكل كبير الرد القوي لحكومتكم" على المظاهرات العنيفة الموجهة ضد الولايات المتحدة على خلفية الفيلم المسيء للإسلام.

ورد زرداري على كلينتون بالقول "إن المرحلة كانت صعبة بالنسبة لنا جميعا". مع العلم أن الحكومة الباكستانية تصدت للمظاهرات مما أدى لسقوط العديد من القتلى والجرحى بعدما اشتبك رجال الأمن مع المحتجين.

وبدورها، قالت وزيرة خارجية باكستان هينا رباني خار التي تزور واشنطن لكلينتون إن إسلام آباد وواشنطن تعيدان ترتيب علاقاتهما بعد "18 شهرا صعبة جدا جدا"، وخصوصا منذ العملية الأميركية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو/أيار 2011.

ويذكر أن العلاقات بين البلدين تحسنت منذ أن أعادت باكستان فتح طرق إمدادات حلف شمال الأطلسي إلى أفغانستان في يوليو/تموز الماضي. لكن واشنطن أعلنت في بداية سبتمبر/أيلول الجاري أنها تعتبر شبكة حقاني لأفغانية -التي تتخذ من المناطق القبلية الباكستانية مقرا- منظمة "إرهابية" مسؤولة عن هجمات في أفغانستان، وهو قرار لم تؤيده إسلام آباد.

ويذكر أنه بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، أعلن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أن باكستان حليفة لبلاده في حربها على ما سماه بالإرهاب.

المصدر : وكالات