16 قتيلا باحتجاجات ضد الفيلم المسيء

ارتفع إلى 16 عدد قتلى الاحتجاجات التي عمت عددا من المدن والعواصم العربية والإسلامية تنديدا بالفيلم الأميركي المسيء إلى الإسلام ورسوم الكاريكاتير التي نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية. وسقط القتلى بباكستان في مظاهرات حملت اسم "يوم في حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، في حين تواصلت المظاهرات في عدة دول كماليزيا وإندونيسيا ولبنان، ومنعت دول أخرى التظاهر أو فرضت إجراءات أمنية مشددة استباقا لأي انفلات.

ففي باكستان شارك عشرات الآلاف في احتجاجات تدعمها الحكومة في العديد من المدن بينها إسلام آباد وكراتشي وبيشاور ولاهور وملتان ومظفر آباد.

وقال متحدث باسم رئيس وزراء إقليم السند إن أكثر الاضطرابات دموية اندلعت في مدينة كراتشي جنوب باكستان، وقتل فيها عشرة أشخاص بينهم ثلاثة من رجال الشرطة، وأصيب أكثر من 100 بجروح. وأضاف أنه تم إضرام النار في حوالي عشرين مركبة وثلاثة بنوك وخمس من دور العرض السينمائي.

وقتل أربعة أشخاص في بيشاور -بينهم رجل يعمل سائقاً مع قناة تلفزيونية خاصة- وجرح ستون في حوادث إطلاق نار في المدينة.

مواجهات عنيفة دارت بين الشرطة والمحتجين في إسلام آباد (الفرنسية)
مواجهات عنيفة دارت بين الشرطة والمحتجين في إسلام آباد (الفرنسية)

وحرق المتظاهرون في مدينة كراتشي ثلاث قاعات سينما ومصرفين وأربع آليات للشرطة ومطعما للوجبات السريعة.

كما شهدت العاصمة إسلام آباد مظاهرة ضد المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" والفيلم المسيء. وبثت السفارة الأميركية في باكستان إعلانات تلفزيونية تظهر إحداها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وهي تقول إن الحكومة الأميركية ليست لها أي صلة بالفيلم.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني راجا برويز أشرف إن الهجوم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو "هجوم على كل المسلمين البالغ عددهم 1.5 مليار". واستدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأميركي لتقدم له احتجاجا على الفيلم الذي نشرت مقاطع منه على موقع يوتيوب.

احتجاجات أخرى
وفي أفغانستان أجرت الشرطة اتصالات مع رجال الدين والزعماء المحليين في مسعى لمنع إراقة الدماء، ولم تستقطب الاحتجاجات في كابل ومدينة مزار الشريف شمال أفغانستان سوى بضع مئات من الأشخاص، ولم ترد تقارير بشأن وقوع أعمال عنف.

واحتشد نحو عشرة آلاف من الإسلاميين في دكا عاصمة بنغلاديش بعد صلاة الجمعة، ورددوا هتافات وأحرقوا العلم الأميركي والفرنسي ودمية للرئيس الأميركي باراك أوباما.

وشهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور خروج مسيرتين شارك فيهما الآلاف احتجاجا على الإساءة إلى الإسلام، إحداهما لجناح الشباب في ائتلاف أحزاب الجبهة الوطنية الحاكمة، والأخرى لحركة شباب أحزاب المعارضة. وأفاد مراسل الجزيرة نت في ماليزيا محمود العدم بأن المسيرتين جرتا وسط تعزيزات أمنية مشددة.

كما شهدت إندونيسيا مظاهرات عدة أمام البعثات الأميركية والفرنسية في عدد من مدن البلاد احتجاجا على الإساءة إلى الإسلام، جرى خلالها ترديد شعارات غاضبة بينها "الموت لأميركا" و"الموت لفرنسا"، ورفعت لافتات تطالب بمقاطعة المنتجات الأميركية.

كما شهدت أوسلو وقفتين احتجاجيتين تعبيراً عن غضب مسلمي النرويج من الفيلم المسيء إلى الإسلام. وشارك عدة آلاف في وقفة دعا لها المجلس الإسلامي في ساحة العمال وحضرتها أغلب المؤسسات الإسلامية وعدد من ممثلي الأحزاب ورئيس المجلس الكنسي وكبير قساوسة النرويج. ونظمت وقفة أخرى أمام السفارة الأميركية ردد فيها المشاركون هتافات تندد بالولايات المتحدة.

لبنان وليبيا
وفي لبنان خرجت مظاهرات ونظمت اعتصامات بمدن عدة نددت بالإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تخللها إحراق أعلام إسرائيلية وأميركية.

ففي بعلبك شرق البلاد، سار آلاف المتظاهرين بناء على دعوة من الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله لتنظيم سلسلة مظاهرات، احتجاجا على الفيلم الذي وصفه بأنه "أخطر الإساءات" إلى الإسلام في العقود الأخيرة.

أما في صيدا فقد ناشد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود المملكة العربية السعودية والجامع الأزهر "إصدار فتوى بهدر دم كل من شارك في الفيلم" المسيء إلى المسلمين.

‪قوات الأمن أغلقت الطريق المؤدي للسفارة الأميركية في صنعاء أمام المتظاهرين‬ (رويترز)
‪قوات الأمن أغلقت الطريق المؤدي للسفارة الأميركية في صنعاء أمام المتظاهرين‬ (رويترز)

ميثاق شرف
وفي مكة المكرمة، دعا إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب في خطبة الجمعة إلى إصدار ميثاق شرف يجرم الإساءة إلى الرسل والأديان، وانتقد في الوقت نفسه الاحتجاجات العنيفة التي أوقعت عشرات القتلى خلال عشرة أيام في عدة دول إسلامية احتجاجا على الفيلم.

وتظاهر مئات اليمنيين في صنعاء بعد صلاة الجمعة دون أن يتمكنوا من الاقتراب من السفارة الأميركية التي تحميها قوات أمنية كبيرة. وردد المتظاهرون هتافات من بينها "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل".

وفي القدس، تظاهر نحو مائة فلسطيني في ساحات الأقصى ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل والرئيس الأميركي باراك أوباما.

وسار المتظاهرون مع المصلين إلى خارج المسجد الأقصى حتى وصلوا إلى باب العامود (البوابة الرئيسية للقدس القديمة) دون حدوث أي احتكاك مع الشرطة الإسرائيلية التي حضرت في المكان. وهتف المتظاهرون "لبيك يا رسول الله"، و"يا صهيوني يا جبان"، "وأميركا رأس الحية".

تأهب
وتحسبا لتجدد الاحتجاجات، وضعت دول إسلامية وغربية قواتها الأمنية في حال تأهب، وعززت إجراءات حمايتها للسفارات الغربية. كما منعت بعض هذه الدول تنظيم المظاهرات مخافة أن تتحول إلى أعمال عنف، وأغلقت دول غربية سفاراتها في إجراء احترازي.

فقد شددت الحكومة المصرية على أنها ستطبق القانون بكل حزم وقوة ضد من يتعرض للسفارات والبعثات الدبلوماسية والممتلكات الأجنبية.

وفي تونس قررت وزارة الداخلية منع مظاهرات كان من المقرر خروجها أمس للاحتجاج على نشر الرسوم والفيلم المسيء. وكانت المظاهرات التي شهدتها العاصمة التونسية الأسبوع الماضي احتجاجا على الفيلم قد أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص أثناء محاولة اقتحام السفارة الأميركية.

وفي فرنسا أكدت السلطات أنها لن تسمح بتنظيم احتجاجات في الشوارع على الرسوم المسيئة، وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس "إن مديري الشرطة في شتى أنحاء البلاد تلقوا أوامر بمنع أي احتجاجات على هذا الأمر، والتعامل مع من يخالف هذا الحظر".

المصدر : الجزيرة + وكالات