تساؤلات بشأن مهاجمة إسرائيل لإيران

file photograph dated 15 January 2011 shows a general view of the Iran's heavy water reactor in the city of Arak, Iran
undefined

بالرغم من مرور عشرين عاما على أول تحذير إسرائيلي بشأن البرنامج النووي الإيراني، ومرور عشر سنوات على كشف بعض المعارضين الإيرانيين لما يجري في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران، فإن المحللين ما زالوا يتساءلون إن كانت إسرائيل ستشن بالفعل ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، فضلا عن الشخص الذي يقف وراء قرار كهذا في تل أبيب.

وبحثا عن أجوبة لهذه التساؤلات، رصد أورين كيسلر بمقال بمجلة فورين بوليسي العديد من التحليلات، إذ ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات على مقربة من اتخاذ القرار بالهجوم، كما ذكرت صحيفة هآرتس مؤخرا أن نتنياهو قد يتخذ هذا القرار خلال أسابيع، بينما رأى أحد المتخصصين بالشؤون الاستخباراتية أن الأمر بالهجوم سيتم خلال ثمانين يوما، كما كرر رئيس جهاز الموساد السابق أفرايم هيلفي قوله "لو كنت إيرانيا لانتابني الكثير من القلق خلال الأسابيع الـ12 القادمة".

وبينما يؤكد الإعلام الإسرائيلي أن نتنياهو هو الذي يقف وراء هذا الهجوم المتوقع، فإن وزير الدفاع إيهود باراك -الذي ينظر إليه كأحد قادة اليسار المعارض بإسرائيل- من أهم الداعمين لهذه الفكرة، وينقل كيسلر عن محللين القول إن باراك بات أقرب إلى الصقور المتشددين من نتنياهو نفسه.

وفي السياق، توقع الكاتب الأميركي تشارلز كروثامر -بمقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم- قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية استباقية ضد منشآت إيران النووية، مشيرا إلى أن ما يثير الفزع بشكل أكبر لدى الإسرائيليين لا يكمن في مخزونات طهران من اليورانيوم المخصب بل في التهديد المتكرر من قادة إيران ضدهم.

يعلون: الحرب يجب أن تكون الخيار الأخير (الفرنسية)
يعلون: الحرب يجب أن تكون الخيار الأخير (الفرنسية)

تردد ومعارضة
وفي الجانب الآخر، يصر مسؤولون إسرائيليون على أن قرار الحرب ما زال مبكرا، إذ عبر رئيس أركان الجيش السابق غابي أشكنازي أمس عن رفضه خيار الهجوم، ودعا في خطاب ألقاه بتل أبيب إلى اعتماد الحرب السرية ضد إيران وتشديد العقوبات السياسية والاقتصادية، مستبعدا أن تحصل طهران على سلاحها النووي بالمرحلة الراهنة.

أما موشيه يعلون وزير الشؤون الإستراتيجية ونائب رئيس الوزراء فاتخذ موقفا محايدا إزاء الهجوم، وقال في خطاب ألقاه مساء أمس بمدينة حيفا إن النقاش لا ينبغي أن يكون حول هجوم إسرائيلي أو لا، وإنما هل العالم الغربي مصرٌ على وقف البرنامج الإيراني، مؤكدا أن الحرب يجب أن يكون الخيار الأخير.

وفي الأثناء، تابع نتنياهو تصعيده ضد إيران في سياق ما يراه مراقبون تحضيرا لقراره بشن الهجوم، إذ اتهم طهران اليوم بإحراز "تقدم متسارع نحو امتلاك أسلحة نووية"، وأضاف خلال استقباله السناتور الأميركي مايك روجرز أن طهران "تتجاهل تماما" مطالب الغرب بكبح جماح برنامجها النووي.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تتوصل لاتفاق مع إيران، ولم يتحدد بعد موعد لاستئناف المحادثات التي كان من المفترض أن تسفر عن السماح للوكالة بوصول أوسع إلى المواقع النووية الإيرانية.

لكن ممثل طهران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية قال -في المقابل- إنه تم تحقيق بعض التقدم ولاتزال بعض الخلافات قائمة.

المصدر : وكالات