جنوب أفريقيا تحت صدمة "مجزرة ماريكانا"

Police medics tend to a wounded miner injured during clashes between protesting miners and police near a platinum mine in Marikana on August 16, 2012. An illegal strike at a South African platinum mine run by leading global producer Lonmin claimed more lives today as police clashed with miners armed with machetes in the most violent day of the weeklong standoff
undefined
أمر رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما بفتح تحقيق في مقتل 34 من عمال المناجم السود برصاص الشرطة أمس غير بعيد عن جوهانسبورغ، في حادث وصفه بـ"المروع"، وهز الرأي العام الأسود بعمق، إذْ هي أول مرة يسقط فيها متظاهرون سود برصاص شرطيين سود منذ نهاية التمييز العنصري.

وقال زوما -الذي قطع زيارة لموزمبيق- "هذا غير مقبول في بلد.. يملك ديمقراطية يحسدنا عليها الجميع".

وتحدثت الشرطة عن 34 قتيلا و78 جريحا سقطوا عندما فتحت قواتها أمس النار على حشد من عمال منجم بلاتين، أضربوا في منطقة اسمها ماريكانا في جوهانسبورغ، للمطالبة بمضاعفة أجورهم.

كما تحدثت عن اعتقال 259 شخصا على خلفية ما حدث، وعن مصادرة أسلحة نارية، تتضمن سلاح شرطي قتل في ماريكانا هذا الأسبوع.

شاربفيل وماريكانا
وهز الحادث بعنف الرأي العام الأسود، إذ كان الأعنف منذ 1985 حين سقط قرب كايب تاون أكثر من 20 أسود برصاص شرطة نظام التمييز العنصري حينها، خاصة أن من قتلوا كانوا سودا سقطوا بنيران قوة من الشرطة أغلبها من السود أيضا.

وحفلت صحف جنوب أفريقيا بعناوين مثل "حمام الدم" و"حقل القتل" و"مجزرة المنجم"، وتساءلت إحداها عما إن كان تغير شيء أصلا منذ 1994، أي منذ الإعلان رسميا عن نهاية نظام الفصل العنصري.

لكن قائدة الشرطة ريا بياغا -التي عينت في منصبها في يونيو/حزيران الماضي فقط- دافعت عن طريقة تعامل رجال الأمن مع المحتجين، وقالت إن رجالها كانوا في حالة دفاع عن النفس، أمام حشد غاضب هاجمهم بالأسلحة النارية والسواطير والعصي.

ومع ذلك شبه "معهد جنوب أفريقيا لعلاقات الأعراق" ما حدث بواحدة من أسوأ المجازر التي ارتكبها نظام الفصل العنصري في 1960، وهي مجزرة شاربفيل، التي قتل فيها ما لا يقل عن 50 شابا أسود برصاص الشرطة قرب جوهانسبورغ أيضا.

وقال رئيس نقابة عمال المناجم والبناء في جنوب أفريقيا جوزيف ماثونجوا "طالما اعتقدت أن مجزرة شاربفيل باتت جزءا من التاريخ لن يتكرر، لكن ما حدث أمس في ظل حكومة ديمقراطية كان شبيها بشاربفيل".

وقبل ما حدث أمس، كان عشرة أشخاص قتلوا في ماريكانا، بينهم شرطيان، في صدامات تعود جذورها إلى خلاف بين نقابتين إحداهما محسوبة على المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم.

ورغم وعود قطعها على نفسه بعد سقوط نظام التمييز العنصري، لم يستطع المؤتمر الأفريقي توفير ما يكفي من الخدمات الأساسية لسكان القرى السود الفقيرة، خاصة التي يعمل أبناؤها في المناجم، وهو قطاع تنتقده نقابات راديكالية داخل الحزب باعتباره قلعة من قلاع "الاحتكار الأبيض".

المصدر : وكالات