تصاعد العنف وعشرات القتلى بأفغانستان

 
أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية اليوم السبت عن مقتل أربعين مسلحا واعتقال 28 آخرين بعمليات نفذتها القوات الأمنية وقوة المساعدة الدولية "إيساف" في أنحاء مختلفة من أفغانستان خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
 
وقالت الوزارة في بيان، إن الشرطة الوطنية الأفغانية والجيش الوطني الأفغاني وقوة إيساف، نفذت تسع عمليات مشتركة في أقاليم باميان وبغلان وقندهار وزابل ولوغار وغازني وباكتيا وهيرات وهلمند، وتمكنت من قتل أربعين مسلحا واعتقال 28 آخرين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات.
 
وكان 22 شخصا -بينهم نائب بالبرلمان ذو نفوذ- قد قُتلوا صباح اليوم وأصيب نحو 150 آخرين في هجوم على إحدى صالات الأفراح أثناء حفل زفاف في مدينة أيبك عاصمة ولاية سمنغان شمالي أفغانستان.
شخصية مهمة
ونقل مراسل الجزيرة ولي الله شاهين عن المتحدث باسم الشرطة الأفغانية أن عضو البرلمان الأفغاني أحمد خان سمنغاني بين القتلى، كما أكد مصدر بالبرلمان مقتل أحد أعضائه.

‪سمنغاني كان شخصية سياسية قوية وقائدا سابقا للمجاهدين ضد الاتحاد السوفياتي وحارب طالبان‬ سمنغاني كان شخصية سياسية قوية وقائدا سابقا للمجاهدين ضد الاتحاد السوفياتي وحارب طالبان (رويترز)
‪سمنغاني كان شخصية سياسية قوية وقائدا سابقا للمجاهدين ضد الاتحاد السوفياتي وحارب طالبان‬ سمنغاني كان شخصية سياسية قوية وقائدا سابقا للمجاهدين ضد الاتحاد السوفياتي وحارب طالبان (رويترز)
وأوضح المراسل أن النائب سمنغاني كان له خصوم سياسيون، ولم يستبعد أن تشهد المنطقة نزاعات قبلية إذا تبين أن القاتل من أبناء إحدى القبائل بالمنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة تسكنها عدة قبائل منها البشتون والبنجاب.

وقالت مصادر في الشرطة وسكان محليون وشهود إن انتحاريا فجر نفسه قرب تجمع للمسؤولين المحليين مع النائب أحمد خان سمنغاني قرب مدخل قاعة موروارد بفندق قصر الألماس حيث يقام الزفاف.

وقالت الشرطة إن الانتحاري فجر نفسه بينما كان يعانق النائب أحمد خان سمنغاني الذي كان يحتفل بزفاف ابنته، وقتل في الهجوم رئيس المخابرات بالإقليم وقائد كبير بالشرطة.

وكان سمنغاني مقربا من زعيم المليشيا الأوزبكي عبد الرشيد دستم وقاد آلاف الرجال في المنطقة. والأوزبك شركاء في ائتلاف غير مستقر من الأقليات القبلية التي تقاتل طالبان في منطقتها.

وسمنغاني وهو شخصية سياسية قوية في الإقليم كان أيضا قائدا سابقا للمجاهدين الذين حاربوا ضد الاتحاد السوفياتي في الثمانينيات وضد طالبان خلال حكمها في الفترة من 1996 حتى 2001.  

طالبان تنفي مسؤوليتها
ونفت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. وكثيرا ما تنأى الحركة بنفسها عن الهجمات التي توقع عددا كبيرا من القتلى المدنيين.

 
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "ليس لنا يد في هذه المسألة. أحمد خان كان قائدا سابقا للمجاهدين وسمعته سيئة ويمكن أن يكون لكثيرين مشاكل معه".
رجل يفتش ملابس الضحايا بعد التفجير في صالة العرس (رويترز)
رجل يفتش ملابس الضحايا بعد التفجير في صالة العرس (رويترز)

وقال المحلل السياسي وحيد مجاهدة المقيم في كابل إن سمنغاني ربما يكون له أعداء آخرون غير طالبان.

وأضاف "كثيرا ما جرى استهداف زعماء المليشيات السابقين في الماضي. أحمد خان سمنغاني كان رجلا قويا فيما يتعلق بالأمن في إقليم سمنغان. مقتله سيؤثر بالتأكيد على الأمن في هذه المنطقة".

وقال قائد شرطة الإقليم لال محمد أحمد ضي إن الجرحى في حالة حرجة وإن عدد القتلى قد يرتفع.

وذكر قائد الشرطة خليل أندارابي إن سمنغاني كان أبلغ الحراس في الحفل ألا يضايقوا الضيوف بالتفتيش الأمني.

أدمى الهجمات
وقال محللون إن الهجوم يُعدّ من بين أدمى الهجمات في الشهور الأخيرة الأمر الذي يثير المخاوف من ازدياد انعدام الأمن في الإقليم الهادئ نسبيا.

وقال بيان للرئيس الأفغاني حامد كرزاي يدين الهجوم إن ما لا يقل عن 23 شخصا قتلوا وأصيب ستون آخرون. وأضاف "أعداء أفغانستان يستهدفون مرة أخرى شخصيات المجاهدين الذين يسعون من أجل وحدة الوطن".

المصدر : وكالات