خبير يتوقع السيناريو البوسني في سوريا

A handout picture releasd by the official Syrian news agency SANA shows President Bashar al-Assad (C) addressing soldiers during his visit to the Baba Amr neighbourhood in the restive city of Homs on March 27, 2012. Assad toured the former rebel stronghold, assuring residents that the battered neighbourhood would be rebuilt and that normal life would resume.
undefined
استعبد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس خطار أبو دياب نجاح مؤتمر "مجموعة الاتصال" الخاص بسوريا في جنيف نهاية الشهر الجاري، ورجح تطبيق النموذج البوسني -الذي طال أمد الصراع فيه- لحل الأزمة السورية في نهاية المطاف.

وتواصل الدبلوماسية الدولية حشد جهودها من أجل تحقيق نوع من التقارب بين القوى الكبرى بشأن الحالة السورية، خاصة مع صدور تصريحات كثيرة متناقضة بين مسؤولين أميركيين وآخرين روس حول سوريا، وفي ظل التطورات التي شهدتها سوريا ودفعت المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفي أنان إلى إعلان فشل خطته.

ويرى أبو دياب في حديث لموقع إذاعة صوت ألمانيا (دويتشيه فيله) أن مؤتمر جنيف المقبل يواجه عدة عقبات منها مسألة مشاركة إيران في المؤتمر، وسط رفض غربي وإصرار روسي وصيني على مشاركتها.

غير أن الخبير في الشؤون السورية يعتقد أن الأمور قد بدأت تتجه نحو تجاوز تلك النقطة عقب ما وصفه بالالتفاف الفرنسي عليها حين اقترح وزير الخارجية عقد المؤتمرعلى مستوى القوى الكبرى أو على مستوى أعضاء مجلس الأمن، أو على مستوى مجموعة خمسة+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا).

فأصبحت النقطة الخلافية الآن -حسب تعبير أبي دياب- تتمثل في مسألة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة أو عدمه.

ويؤكد أن واشنطن وموسكو اتفقتا، خلال اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في المكسيك، على رحيل الأسد، ولكن دون تحديد موعد لتنفيذ هذا الشرط: هل سيكون في بداية المفاوضات أم في نهايتها؟

ويعتقد أبو دياب أن الخلاف الروسي الغربي ما زال مستمرا، لأن "الفكرة الروسية تقوم على تعويم نظام الأسد، وإشراك بعض القوى من داخل نظامه في مفاوضات كهذه، بينما تقوم الفكرة الغربية على إيجاد بديل فعلي له".

فكرة مؤتمر جنيف جاءت نتيجة لسعي روسي من أجل الالتفاف على مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي سيعقد في السادس من الشهر المقبل في باريس

فكرة جنيف
وأشار إلى أن فكرة مؤتمر جنيف جاءت نتيجة لسعي روسي من أجل الالتفاف على مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي سيعقد في السادس من الشهر المقبل في باريس.

فمهمة أنان، حسب القرار الدولي 2042، تنتهي في منتصف يوليو/ تموز القادم، أي أن "كل الدول تحاول شراء الوقت الضائع بأفكار واقتراحات"، حسب تعبير أبي دياب.

ولكنه يتوقع "أن مثل المؤتمر (مؤتمر جنيف) سيكون تمديدا للأزمة ولن يكون مفتاحا للحل"، وأن فشل الجهود الدبلوماسية سيؤدي إلى طرق أبواب أخرى، فلا مؤتمر باريس ولا مؤتمر جنيف ولا أي مؤتمر آخر بإمكانه أن يأتي بجديد حاليا.

وقال إن العامل الحاسم هو الشعب السوري، "لأنه لولا هذا الشعب لكانت كثير من القوى والأطراف الدولية قد أتت إلى النظام للمساومة والجلوس معه من جديد".

ويضيف أن المشكلة في فشل الجهود الدبلوماسية هي "أن النظام ليس عنده قرار إستراتيجي بوقف القتال. بل عنده قرار إستراتيجي باستمرار القمع وبالانتصار".

ويرى أن التوجه إلى العمل العسكري ضد النظام السوري ربما يأتي في نهاية المطاف من خارج مجلس الأمن، ولكن على المدى المتوسط وليس القصير.

فبعد "الفشل المتوقع سيكون هناك سعي للعودة إلى مجلس الأمن، بعد منتصف يوليو/ تموز"، وستأخذ الأمور بعض الوقت، ولكن في النهاية لن يكون هناك من مناص للذهاب باتجاه سيناريو البوسنة أو كوسوفو بالنسبة للوضع السوري، كما يقول أبو دياب.

المصدر : دويتشه فيله