مالي تلوذ بالجزائر وأفريقيا تتحرك

من سيارات عسكرية تابعة لأنصار الدين تجوب المدينة
undefined
يزور رئيس الوزراء المالي شيخ موديبو ديارا الجزائر للبحث عن "الحلول الناجعة" للأزمة التي تشهدها مالي، في وقت طلب الاتحاد الأفريقي من مجلس الأمن الدولي إصدار قرار يسمح بالتدخل العسكري في شمال مالي الذي خرج من قبضة السلطة المركزية وبات بيد مسلحين.
 
والتقى ديارا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وسلمه رسالة من الرئيس المالي بالنيابة دياكوندا تراوري، وأجرى محادثات مع نظيره الجزائري أحمد أويحيى تناولت الوضع في مالي ومنطقة الساحل والتعاون الثنائي وآفاق تفعيله وتعزيزه.

وتعتبر الجزائر طرفا معنيا بشكل مباشر بتطورات الأوضاع في الجارة الجنوبية التي سقطت في حالة من الفوضى بعد أن أطاح جنود بالرئيس أمادو توماني توريه في مارس/آذار الماضي تاركين فراغا في السلطة مكّن متمردي الطوارق من السيطرة على نحو ثلثي البلاد, بمساعدة مقاتلين إسلاميين محليين وأجانب.

وقال ديارا في تصريح للصحافيين "لما تمر مالي بأوضاع كالتي تعيشها الآن، فأول مبادرة تقوم بها حكومة مالي هي التواصل مع الجيران والأصدقاء والإخوة لتدارك الحلول الناجعة للأزمات التي نعيشها"، وأضاف "فضلا عن أن الجزائر بلد جار فهو أيضا أخ وصديق وسيظل كذلك إلى الأبد".

ومنذ اندلاع الأزمة في مالي، كثفت الجزائر دعواتها لتسوية مسألة الشمال عبر "إجراء حوار مع المتمردين للتكفل بمطالبهم الشرعية والتكفل بالمسائل الإنسانية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في إطار احترام السلامة الترابية للبلاد".

سيارة عسكرية تابعة لحركة أنصار الدين (الجزيرة)
سيارة عسكرية تابعة لحركة أنصار الدين (الجزيرة)

تحرك أفريقي
على صعيد آخر طلب الاتحاد الأفريقي من مجلس الأمن الدولي إصدار قرار يسمح بالتدخل العسكري في مالي, في حين حذرت فرنسا من تمركز تنظيم القاعدة في شمال مالي.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ لتلفزيون "فرانس 24" إن مسؤولين من الاتحاد سيجتمعون مع ممثلين عن مجلس الأمن في نيويورك لمزيد من المناقشات في هذه المسألة، لكنه لم يذكر موعدا للاجتماع أو تفاصيل للتدخل العسكري المقترح.

وتوقع بينغ أن يوافق مجلس الأمن على قرار يسمح بالتدخل العسكري في مالي "لأن القوى العالمية تدرك أن هذا البلد تعمه الفوضى". وأشار إلى جهود تبذل حاليا للدخول في مفاوضات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد -وهي جماعة التمرد المالية التي يسيطر عليها الطوارق- وحركة أنصار الدين الإسلامية.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أيضا "إذا لم ننجح في التوصل إلى اتفاق فسوف يتعين علينا استخدام القوة حيث يبدو ذلك أمرا ضروريا". وذكر أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا طلبت التوجه إلى مجلس الأمن.

يأتي ذلك وسط تحذيرات غربية من خطر تحول مالي إلى "أفغانستان غرب أفريقيا" حيث أعلنت فرنسا -الدولة الاستعمارية في مالي سابقا- أنها ستكون مستعدة لتقديم المساعدة لاستعادة الاستقرار هناك إذا صدر قرار في هذا الشأن من مجلس الأمن الدولي.

تحذير فرنسي
وفي هذا السياق, حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من وجود "جماعات إرهابية في شمال مالي"، وقال إنها تسعى لشن هجمات في أفريقيا و"ربما أبعد من ذلك".

وقال هولاند بعد اجتماع مع رئيس النيجر، التي تحدّ مالي من ناحية الشرق، "ثمة تهديد تشكله جماعات إرهابية تثبت أقدامها في شمال مالي". وحذر من أن هذه الجماعات جزء من "تدخل خارجي" في المنطقة، ولديها طموحات بشن "عملية تمتد خارج حدود مالي، في أفريقيا وربما أبعد من ذلك".

المصدر : الجزيرة + وكالات