آمال وترحيب بالرئيس الفرنسي الجديد

تواصلت ردود أفعال دول كثيرة عبر العالم على انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند الأحد، وعقد بعضها آمالا على رئاسته لفرنسا في تطوير العلاقات معها، وبعضها الآخر أعرب عن أمله في تغيير تعامل فرنسا مع بلدانهم، وذهب البعض إلى دعوته للزيارة.

فقد هنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي الأحد الرئيس الفرنسي المنتخب ودعاه لزيارة البيت الأبيض لعقد اجتماع ثنائي قبل قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الأطلسي، اللتين تستضيفهما الولايات المتحدة في غضون أسبوعين، كما أعلن البيت الأبيض.

ويعتقد أن أحد الموضوعات الرئيسية في مناقشاتهما سوف يكون الجدول الزمني لانسحاب  قوات التحالف من أفغانستان، خاصة أن هولاند تعهد بسحب القوات الفرنسية بحلول نهاية العام الحالي، وذلك قبل عامين من الموعد النهائي الذي حدده التحالف وهو عام 2014.

ولكن أول زيارة للخارج يؤديها الرئيس الفرنسي الجديد، الذي من المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية يوم 15 مايو/أيار، ستكون إلى برلين حيث سيلتقي بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ومع أن ميركل كانت قد رفضت لقاء هولاند أثناء الحملة الانتخابية بسبب معارضته لمعاهدة الانضباط المالي التي تم التفاوض عليها في مطلع العام بدفع من ألمانيا، فإنها اتصلت به هاتفيا مساء الأحد لتهنئته ودعته لزيارة برلين، وأكد بيان لمكتبها أنهما "اتفقا على أهمية العلاقات الوثيقة بين فرنسا وألمانيا كما أكدا تطلعهما إلى تعاون جيد تسوده الثقة".

ردود فعل
وعربيا، هنأ الملوك والرؤساء العرب عموما هولاند، وأعرب بعضهم عن تمنياته له "بالتوفيق في مهامه"، وأشار بعضهم إلى استعداده للتعامل مع الرئيس الجديد. كما هنأه معظم الرؤساء الأفارقة.

أما سوريا، فرحبت على لسان صحيفة الوطن المقربة من الحكومة بهزيمة ساركوزي ووزير خارجيته آلان جوبيه اللذين كانا من الداعمين للحركة الاحتجاجية في سوريا.

وكتبت "سيرث فرنسوا هولاند جمهورية فرنسية شبه منهارة اقتصاديا مع ارتفاع قياسي في أرقام العاطلين عن العمل، وتابعة سياسيا للولايات المتحدة الأميركية وتعاني من مشكلات مع شركائها داخل الاتحاد الأوروبي".

ومن جانبها، أبدت إيران أملها في تحسن علاقاتها مع فرنسا في ظل رئاسة هولاند، من خلال الكف عن الدفع باتجاه فرض عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي، وتمنت أن يكون انتخاب هولاند مؤشرا لبدء "عهد جديد".

أما تركيا فتوقع رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان أن يطرأ تغيير في العلاقات بين تركيا وفرنسا بعد انتخاب هولاند رئيسا. وقال "نأمل أن تكون الحقبة المقبلة في فرنسا مختلفة تماما عما سبق على صعيد العلاقات بين تركيا وفرنسا".

وفي كابل أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية الاثنين أن القوات الأفغانية قادرة على تحمل مسؤولية الأمن في العام 2013، مقللة من شأن المخاطر في حال نفذ هولاند وعده الانتخابي بسحب قواته البالغ عديدها 3400 عنصر قبل الموعد الذي حدده التحالف في 2014.

وفي إسرائيل، هنأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين هولاند، معربا عن أمله في استمرار العلاقات الجيدة بين البلدين، وأضاف "إنني أتطلع قدما للقاء معه لمواصلة هذه العلاقة المهمة ثنائيا ودوليا".

‪بوتين الذي تسلم الرئاسة أمس أبدى رغبته في التعاون مع رئيس فرنسا الجديد‬ بوتين الذي تسلم الرئاسة أمس أبدى رغبته في التعاون مع رئيس فرنسا الجديد(وكالة الأنباء الأوروبية)
‪بوتين الذي تسلم الرئاسة أمس أبدى رغبته في التعاون مع رئيس فرنسا الجديد‬ بوتين الذي تسلم الرئاسة أمس أبدى رغبته في التعاون مع رئيس فرنسا الجديد(وكالة الأنباء الأوروبية)

وفي موسكو هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين هولاند، مبديا استعداده للعمل معه، كما أعربت الحكومة الصينية عن "استعدادها للعمل" مع فرنسا في عهد هولاند. في حين قالت اليابان إنها ستتابع "عن كثب" ردود فعل الاتحاد الأوروبي على سياسة هولاند الاقتصادية.

وهنأت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف "بحرارة" هولاند وأشادت باقتراحاته لمعالجة الأزمة الأوروبية، كما هنأه رئيس فنزويلا هوغو تشافيز على "فوزه الواضح"، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

أما رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر فقد اتصل بهولاند وهنأه على فوزه واتفق معه على عقد لقاء ثنائي قريب، بحسب ما أعلن أحد المتحدثين باسمه في أوتاوا.

أوروبا
وكانت معظم دول أوروبا قد هنأت الرئيس الجديد، كما رحب رئيس الوزراء الإسباني المحافظ ماريانو راخوي بفوز هولاند وأعرب عن قناعته بأن مدريد وباريس ستربط بينهما "علاقة مثمرة".

أما رئيس الوزراء الاشتراكي البلجيكي إيليو دي روبو، فكان من أوائل من أعلن عن "سروره للعمل مع هولاند وغيره من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية من أجل تنفيذ مشروع للتنمية ولإنشاء الوظائف".

وأعلنت نظيرته الدانماركية هيل ثورنينغ شميت أن بلادها التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي تعتزم التعاون بشكل "مفيد ووثيق" مع هولاند.

وصرح رئيس حكومة لوكسمبورغ جان كلود يونكر في مقابلة مع صحيفة "فورت" المحلية "يسرني العمل معه. وفي ما يتعلق بسياسة الاتحاد الأوروبي، فلا بد من الإقرار بأن آراءنا ليست مختلفة إلى هذا الحد".

أما رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فقد اكتفى بالاتصال بهولاند لتهنئته وللإعراب عن أمله في إقامة "علاقة وثيقة"، دون أن يأتي على ذكر النمو.

المصدر : وكالات