المحافظون يتنافسون على رئاسة البرلمان بإيران

Iranian President Mahmoud Ahmadinejad addresses the parliament in Tehran on March 14, 2012. Ahmadinejad gave a defiant and at times mocking defence of his economic and political management in an unprecedented interrogation by a largely hostile parliament. AFP PHOTO/ATTA KENARE
undefined

فرح الزمان أبو شعير-طهران

تشتد المنافسة بين المحافظين في إيران على كرسي رئاسة البرلمان الجديد -الذي سيبدأ أعماله الأحد المقبل- وتنحصر بين رئيس البرلمان الحالي علي لاريجاني المدعوم من قبل الجبهة المتحدة، وغلام علي حداد عادل -الرئيس السابق للبرلمان- الذي تسعى جبهة الثبات الداعمة للحكومة لإيصاله للرئاسة.

وقد شكلت الانتخابات الأخيرة في إيران برلماناً محافظاً بامتياز، بعد انحصار التنافس بين الجبهات الأصولية، في ظل غياب مرشحين عن التيار الإصلاحي، وهو الأمر الذي جاء نتيجة انقسام الإصلاحيين، وعدم اجتماعهم تحت قيادة موحدة، إثر أزمة عصفت بالبلاد إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2009.

‪إبراهيمي: نواب الجبهة المتحدة قادرون على حسم النتيجة لصالح لاريجاني‬ (الجزيرة)
‪إبراهيمي: نواب الجبهة المتحدة قادرون على حسم النتيجة لصالح لاريجاني‬ (الجزيرة)

وترى الجبهة المتحدة -التي حصدت 145 مقعدا من أصل 290 في مجلس الشورى الإسلامي- أن تجربة علي لاريجاني في القيادة كانت ناجحة، وتدل على ذلك محافظة أعضاء الجبهة على مقاعدهم في البرلمان الجديد، وهو ما أشار إليه نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حسين إبراهيمي.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال إبراهيمي -الذي يشغل مقعدا في البرلمان الجديد- إن هذا العدد من المقاعد قادر على حسم النتيجة لصالح لاريجاني.

والسبب في هذا التأييد برأيه أن سياسة لاريجاني كانت فعالة في التعامل مع الكثير من ملفات البلاد الهامة، الداخلية منها وحتى تلك المتعلقة بالسياسة الخارجية، فضلاً عن التشدد في التعامل مع بعض قرارات حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، حسب تعبيره.

وأضاف إبراهيمي أن لشخصية لاريجاني المستقلة دورا يشجع على ضرورة دعمه، فقد أثبت أنه قادر على التعامل مع مختلف الأطراف والتقرب منها، واتخاذ قراراته كرئيس لمجلس الشورى بعقلانية تامة دون إسقاط أحد من حساباته.
نوباوه: الاختلاف بين الحكومة والبرلمان طبيعي   (الجزيرة)
نوباوه: الاختلاف بين الحكومة والبرلمان طبيعي   (الجزيرة)

إيجاد حلول
أما جبهة الثبات الحائزة على ثلاثين مقعدا -والتي لا تختلف مع سياسات حكومة نجاد كثيراً- فتسعى لحشد أصوات لرئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل، الذي يعد شخصية مقربة من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.

ويرى نواب من هذه الكتلة أن سياسة لاريجاني تجاه بعض القضايا المتعلقة بالحكومة كانت متشددة، لذا فإنهم وفقا للنائب بيجن نوباوه يبحثون حاليا عن شخصية قادرة على حل مشاكل البلاد -خصوصا الاقتصادية- والتعامل معها وفق خطة واضحة المعالم.

وعن الموقف تجاه الحكومة، أضاف نوباوه -في حديث للجزيرة نت- أن الاختلاف بينها وبين البرلمان طبيعي، ولكن القصة تكمن في ضرورة إيجاد الحلول.

ويميز البرلمانَ الحالي وجودُ عدد من المؤيدين للحكومة أكثر من البرلمان السابق، كما أن نحو ثلثي أعضائه جدد، وهناك مائة نائب مستقل، كما أن البرلمان الجديد يتقاطع مع حكومة نجاد لعام تقريبا حتى الانتخابات الرئاسية، وهي ليست بالمدة الكافية لتشكيل ضغط أو حتى لتغيير سياساتها.
أبشناس: رئاسة البرلمان ستؤثر بشكل مباشر على شكل الانتخابات الرئاسية (الجزيرة)
أبشناس: رئاسة البرلمان ستؤثر بشكل مباشر على شكل الانتخابات الرئاسية (الجزيرة)

وقد طرح اسم رئيس جبهة الثبات مرتضى آغا تهراني مرشحا وسطا بين لاريجاني وحداد عادل إذا لم يتم التوافق على أحدهما.

وفي هذا السياق، قال مدير تحرير صحيفة إيران ديلي عماد أبشناس إن ترجيح من الفائز لن يتبين حتى انعقاد الجلسة الأولى من البرلمان الجديد، وسيلعب المستقلون دورا حاسما في تقرير المرشح الفائز.

وأضاف أبشناس أن رئاسة البرلمان ستؤثر بشكل مباشر على ملامح الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2013، فتهراني المقرب من الرئيس محمود أحمدي نجاد قد يزيد حظوظ مرشح مقرب من الرئيس، أما إذا عين لاريجاني أو حتى حداد عادل فستزيد فرصهما في الترشح للانتخابات الرئاسية.

المصدر : الجزيرة