المحافظون يتنافسون على رئاسة البرلمان بإيران
فرح الزمان أبو شعير-طهران
تشتد المنافسة بين المحافظين في إيران على كرسي رئاسة البرلمان الجديد -الذي سيبدأ أعماله الأحد المقبل- وتنحصر بين رئيس البرلمان الحالي علي لاريجاني المدعوم من قبل الجبهة المتحدة، وغلام علي حداد عادل -الرئيس السابق للبرلمان- الذي تسعى جبهة الثبات الداعمة للحكومة لإيصاله للرئاسة.
وقد شكلت الانتخابات الأخيرة في إيران برلماناً محافظاً بامتياز، بعد انحصار التنافس بين الجبهات الأصولية، في ظل غياب مرشحين عن التيار الإصلاحي، وهو الأمر الذي جاء نتيجة انقسام الإصلاحيين، وعدم اجتماعهم تحت قيادة موحدة، إثر أزمة عصفت بالبلاد إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2009.
وترى الجبهة المتحدة -التي حصدت 145 مقعدا من أصل 290 في مجلس الشورى الإسلامي- أن تجربة علي لاريجاني في القيادة كانت ناجحة، وتدل على ذلك محافظة أعضاء الجبهة على مقاعدهم في البرلمان الجديد، وهو ما أشار إليه نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حسين إبراهيمي.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال إبراهيمي -الذي يشغل مقعدا في البرلمان الجديد- إن هذا العدد من المقاعد قادر على حسم النتيجة لصالح لاريجاني.
والسبب في هذا التأييد برأيه أن سياسة لاريجاني كانت فعالة في التعامل مع الكثير من ملفات البلاد الهامة، الداخلية منها وحتى تلك المتعلقة بالسياسة الخارجية، فضلاً عن التشدد في التعامل مع بعض قرارات حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، حسب تعبيره.
إيجاد حلول
أما جبهة الثبات الحائزة على ثلاثين مقعدا -والتي لا تختلف مع سياسات حكومة نجاد كثيراً- فتسعى لحشد أصوات لرئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل، الذي يعد شخصية مقربة من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.
ويرى نواب من هذه الكتلة أن سياسة لاريجاني تجاه بعض القضايا المتعلقة بالحكومة كانت متشددة، لذا فإنهم وفقا للنائب بيجن نوباوه يبحثون حاليا عن شخصية قادرة على حل مشاكل البلاد -خصوصا الاقتصادية- والتعامل معها وفق خطة واضحة المعالم.
وعن الموقف تجاه الحكومة، أضاف نوباوه -في حديث للجزيرة نت- أن الاختلاف بينها وبين البرلمان طبيعي، ولكن القصة تكمن في ضرورة إيجاد الحلول.
وقد طرح اسم رئيس جبهة الثبات مرتضى آغا تهراني مرشحا وسطا بين لاريجاني وحداد عادل إذا لم يتم التوافق على أحدهما.
وفي هذا السياق، قال مدير تحرير صحيفة إيران ديلي عماد أبشناس إن ترجيح من الفائز لن يتبين حتى انعقاد الجلسة الأولى من البرلمان الجديد، وسيلعب المستقلون دورا حاسما في تقرير المرشح الفائز.
وأضاف أبشناس أن رئاسة البرلمان ستؤثر بشكل مباشر على ملامح الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2013، فتهراني المقرب من الرئيس محمود أحمدي نجاد قد يزيد حظوظ مرشح مقرب من الرئيس، أما إذا عين لاريجاني أو حتى حداد عادل فستزيد فرصهما في الترشح للانتخابات الرئاسية.