اعتقال مسؤولين بارزين بباماكو

تداعيات إعلان الطوارق استقلال شمال مالي
undefined
أعتقل مسلحون ماليون اليوم بالعاصمة باماكو مسؤولين سياسيين وعسكريين بارزين بينهم رئيس الوزراء السابق موديبو سيديبي والوزير سومايلا سيسي في ما يبدو أنها محاولة من الانقلابيين الذين سلموا السلطة لرئيس البرلمان ديونكوندا تراوري في الـ12 من الشهر الجاري لإظهار أنهم لا ينوون السماح بتهميش دورهم، بحسب ما يرى مراقبون.

ومن بين المعتقلين أيضا المدير العام لجهاز الشرطة الجنرال محمدو دياغوراغا ووزير الدفاع السابق الجنرال ساديو غاساما ورئيس الأركان الخاص بالرئيس السابق أمادو توماني توريه ومستشار الرئيس السابق باني كانتي في حين أفلت مسؤولون آخرون بسبب عدم وجودهم بمقار سكنهم.

وأشار ذات المسؤول إلى أنه سيتم "في الوقت المناسب إعلان السبب وراء اعتقالهم".

وقد اقتاد المسلحون المعتقلين إلى ثكنة عسكرية بمنطقة كاتي التي تبعد 15 كيلومترا عن باماكو.

‪رئيس الوزراء السابق اقتيد لثكنة بضواحي باماكو‬  (الفرنسية)
‪رئيس الوزراء السابق اقتيد لثكنة بضواحي باماكو‬ (الفرنسية)

رئيس وزراء انتقالي
وتأتي موجة الاعتقالات هذه قبل ساعات فقط من موعد تعيين رئيس وزراء انتقالي ستكون مهمته الرئيسية مواصلة الحوار مع  مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعات إسلامية من الطوارق سيطرت على شمالي البلاد.

وقال أحد أقرباء  رئيس الوزراء السابق موديبو سيديبي إنه تم اعتقاله من قبل مجموعة من المسلحين من بينهم ثلاثة ملثمين.

وقد سبق أن اعتقل سيديبي عقب انقلاب 22 مارس/آذار الماضي قبل أن يتم إطلاق سراحه فيما بعد، حيث اعتقل مرة ثانية وسجن لفترة وجيزة الأسبوع الماضي.

أما الوزير السابق سومايلا سيسي -وهو أيضا مدير سابق للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا- وأحد أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 29 من الشهر الجاري- فقد تم اعتقاله واقتياده في سيارة إسعاف، بحسب عائلته.

تأتي هذه التطورات قبل أيام فقط من إعلان مسؤول في الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن لا نية لدى الحركة للتراجع عن إعلان استقلال شمالي البلاد، وبعد إبداء الحكومة المالية استعدادها المشروط للتفاوض مع المقاتلين الطوارق.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة حما آغ محمود إن الحركة لا تنوي التراجع عن إعلان استقلال أزواد، مشيرا إلى إمكانية التفاوض بشأن هذا الاستقلال في إطار فدرالية مع مالي.

وذكر أن الاتصالات الأولى التي حصلت مساء الأحد رسميا في نواكشوط بين وفد مالي وممثلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد كانت إيجابية.

تراوري أبدى استعداده للتفاوض مع مقاتلي أزواد (الأوروبية)
تراوري أبدى استعداده للتفاوض مع مقاتلي أزواد (الأوروبية)

بدء الحوار
من جهته قال تيبيلي درامي -المبعوث والوسيط المالي- إن الرئيس المالي المؤقت ديونكوندا تراوري مستعد لبدء حوار مع المتمردين الذين يقودهم الطوارق في شمالي البلاد شرط رحيل "الجماعات الجهادية الأجنبية المسلحة" الموجودة بينهم، في إشارة إلى تنظيم القاعدة.

ورغم عرضه إجراء حوار مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، فإن درامي لفت انتباه متمردي الطوارق إلى عدم اعتراف أي حكومة أجنبية أو منظمة دولية بإعلانهم عن وطن مستقل في الشمال.

وأوصاهم بسحب إعلان الاستقلال قائلا إن هذا "سيعجّل بالحوار الذي نريد إجراءه معهم"، موضحا في ذات الوقت أن احتلال المتمردين لبلدات شمالية رئيسية، مثل تمبكتو وغاو، تسبب في أزمة إنسانية، ولا سيما أن سكانا كثيرين يعتبرون المتمردين محتلين لا محررين.

وأوضح درامي أن عرض المحادثات لا يشمل "الجماعات الجهادية الأجنبية المسلحة" التي استغلت التقدم المفاجئ للحركة الوطنية لتحرير أزواد صوب الجنوب لتتوغل في أراضي مالي، في إشارة إلى أعضاء تنظيم القاعدة الذين يستخدمون شمالي مالي كقاعدة للانطلاق منها لخطف واحتجاز رهائن غربيين.

المصدر : وكالات