داكار تستدعي السفير الأميركي

Protestors with Senegal's opposition M23 movement take to the streets on February 7, 2012 in Dakar.

من مظاهرة للمعارضة في العاصمة داكار أمس الثلاثاء (لفرنسية)

استدعت وزارة الخارجية السنغالية السفير الأميركي في داكار فيما يبدو أنه رد فعل على تصريحات صحفية له طالب فيها الرئيس عبد الله واد بسحب ترشحه من الانتخابات الرئاسية.

فقد أفاد مراسل الجزيرة نت في داكار سيدي ولد عبد المالك بأن وزارة الخارجية أكدت في بيان لها صدر الثلاثاء استدعاء السفير الأميركي لويس لوكنس دون أن يذكر البيان بشكل واضح سبب الاستدعاء.

ونقل المراسل عن وكالة الأنباء السنغالية قولها إن السفير لكنس خرج من الاجتماع الذي جرى مع وزير الخارجية ماديكا أنيانغ دون أي يدلي بتصريحات.

تصريحات
وأضاف مراسل الجزيرة نت أن السفير الأميركي كان قد وصف -في مقابلة مع وسائل إعلام محلية الاثنين- إصرار الرئيس عبد الله واد على الترشح لولاية رئاسية جديدة بأنه "موقف يعرض البلاد لمخاطر عدم الاستقرار" معتبرا أن الرئيس واد اختار تقويض الانتخابات وتعريض أمن البلاد للخطر".

كما أبدى السفير قلقه على مستقبل السنغال في ضوء أحداث العنف التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، على حد تعبيره.

يذكر أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت للصحفيين الأسبوع الماضي "نحترم العملية السياسية والقانونية، ونحترم السماح لعبد الله واد بالترشح لولاية جديدة، لكن الرسالة التي نوجهها له تبقى نفسها: إن الموقف الذي يليق برئيس دولة هو إفساح المجال أمام الجيل المقبل".

 المعارض يوسو ندور يتحدث إلى أنصاره (الفرنسية)
 المعارض يوسو ندور يتحدث إلى أنصاره (الفرنسية)

ردود
ولفت مراسل الجزيرة نت إلى أن وسائل إعلام محلية مقربة من السلطات اتهمت السفارة الأميركية بتشكيل ودعم قيادات الحركة  الشبابية المعارضة للرئيس واد، وربطها بمنظمات أميركية متخصصة في التدريب على وسائل الاحتجاج التخريبي.

ونقل المراسل عن  الكاتب السنغالي محمد سعيد باه وصفه استدعاء السفير الأميركي بتصعيد دبلوماسي غير مسبوق في علاقة السنغال بالغرب عموما و بالولايات المتحدة الأميركية علي وجه خاص.

وقال باه في حديث للجزيرة نت إن الولايات المتحدة الأميركية تدفع ثمن موقفها المتقدم في السجال الدستوري والسياسي الدائر في السنغال، ويرى أن السلطات السنغالية تحاول بهذه الخطوة صرف الأنظار عن التجاذبات السياسية الحادة التي باتت تضر بصورة النظام.

واتهم المعارض السنغالي الرئيس واد بسعيه لاستدرار تعاطف الشعب بخلق معركة "وهمية" مع القوى الغربية شعارها المساس بالسيادة الوطنية والوقوف في وجه التدخل الخارجي.

يذكر أن الرئيس واد انتقد الاثنين ما أسماه التدخل الغربي في القضايا الداخلية للسنغال، واتهم في خطاب تلفزيوني الرئيسين السابقين الليوبولد سيدارف سنيغور وعبدو ضيوف بالعمالة للغرب ورعاية مصالحه.

المعارضة
وكان المنافسون الرئيسيون للرئيس واد قد أعلنوا السبت الماضي عزمهم المشاركة في حملة تستهدف إجبار الرئيس على الانسحاب من الانتخابات المقررة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، دون أن يفصحوا عن تفاصيل الحملة.

جاء ذلك في وثيقة وقعها ثمانية من المنافسين الرئيسيين لواد ومن بينهم النجم الموسيقي يوسو ندور الذي قوبل طلبه للترشح بالرفض من قبل نفس الهيئة التي صدقت على طلب واد، بالإضافة إلى رئيسي وزراء سابقين هما ماكي سال وإدريسا سيك، والمعارضين المخضرمين مصطفى نياسي وعثمان تانور دينغ.

بيد أن هذه الشخصيات لا تزال تواجه مصاعب شتى في تشكيل جبهة موحدة ضد الرئيس واد الذي قاد بنفسه احتجاجات في الشوارع قبل توليه السلطة عام 2000 لكنه سخر علانية من المعارضة لفشلها في أن تمثل تحديا جادا له ورفض الانتقادات الخارجية.

يشار إلى أن المجلس الدستوري -أعلى هيئة تشريعية في السنغال- وافق الأسبوع الماضي على ترشيح واد وهو ما أثار أعمال شغب في الشوارع، علاوة على انتقادات المانحين الأجانب خاصة الولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات