دول الربيع العربي تطمئن الغرب

تبادل ممثلو دول الربيع العربي وداعموهم رسائل التطمين مع الدول الغربية في ختام مؤتمر ميونيخ الثامن والأربعين للسياسات الأمنية. ومن جهة أخرى ألقى فشل دول العالم في توحيد صفوفها لاستصدار قرار يدين العنف في سوريا بظلاله على اجتماع قادة العالم في اليوم الأخير للمؤتمر.
 
فقد تبادل ممثلو دول ما بات يُعرف بالربيع العربي وداعموهم رسائل التطمين مع الدول الغربية في اليوم الأخير لمؤتمر ميونيخ الأمني، وهي رسائل اعتبرها مراقبون مقدمة لتعاون إقليمي ودولي لا تؤثر فيها الفروق الأيدولوجية بين الإسلاميين والغرب.

ورغم طغيان الأزمة السورية على المؤتمر فإن التفاؤل بدا واضحا على مسؤولين من دول الربيع العربي، وقالوا إنهم يمضون قدما في الإصلاحات بالبلاد التي أطاحت بقادتها العام الماضي.

وقال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي إنهم يعتزمون بناء شرق أوسط جديد، مشددا على أن عملية البناء يجب أن تقوم على أرض صلبة.

وأشار الجبالي إلى أن عملية البناء دائما ما تكون صعبة، نظرا لتعقيد كيان الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بمواقف الدول الغربية أكد الجبالي أن عجز هذه الدول عن إحداث تغيير في المنطقة اتضح العام الماضي عندما تذرعت بحجة السيادة لعدم التدخل بعدما بدأ الرئيس التونسي حينها – والمخلوع حاليا- زين العابدين بن علي في قمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.

وأضاف أن هذا النهج يتواصل حاليا في سوريا حينما يؤكد القادة الروس والصينيون عدة مرات أنهم يعتبرون السيادة مبدأ ذا أولوية قصوى.

الجبالي: إنهم يعتزمون بناء شرق أوسط جديد (الأوروبية-أرشيف)
الجبالي: إنهم يعتزمون بناء شرق أوسط جديد (الأوروبية-أرشيف)

الثورة السورية
من ناحية أخرى، هيمن التصويت الذي أجراه مجلس الأمن الدولي واستخدمت فيه روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار يدين الإجراءات القمعية التي يتخذها النظام السوري ضد المتظاهرين، على معظم النقاش في ميونيخ خاصة فيما يتعلق بمناقشة التداعيات الأمنية للربيع العربي.

واعتبر مراقبون المؤتمر مبارزة دبلوماسية حول الأزمة السورية بين الولايات المتحدة من جانب وروسيا من جانب آخر.

فواشنطن تحاول انتزاع قرار من مجلس الأمن يدين عنف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تقف موسكو حجر عثرة في وجهها لكونها تحاول غلق الباب أمام أي محاولة لما تسميه تدخلا أجنبيا في الأزمة السورية.

وذلك ما دعا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للتأكيد أن بلادها وأوروبا تقفان إلى جانب الجامعة العربية للمطالبة بوقف نزيف الدم في سوريا، من أجل الوصول إلى مستقبل ديمقراطي.

في المقابل طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالضغط على ما سمّاها الجماعات المسلحة لا الحكومة السورية "حتى لا نكون منحازين في حرب أهلية".

رد الفعل الدولي دفع المعارضة السورية للقول بأنها لم تعد تعول على المواقف الدولية، وأنها تستمد قوتها من صمود الشعب السوري واستمراره في ثورته حتى تحقيق مطالبه.

المصدر : الجزيرة + وكالات