معتقلو طالبان يثيرون زوبعة بالكونغرس

AFP (FILES)A detainee is handled by Army soldiers at Camp X-Ray where 110 Al-Qaeda and Taliban detainees are being currently held by US authorities at the US Guantanamo US

بعض أعضاء الكونغرس يتخوفون من إطلاق سراح معتقلي طالبان (الفرنسية-أرشيف)

يستعد النواب الأميركيون لخوض معركة شرسة لمواجهة قرار محتمل بنقل خمسة من كوادر حركة طالبان من معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا إلى قطر، وهو القرار الذي تعتمد عليه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في سياستها الهادفة للوصول لاتفاق سلام ينهي الحرب في أفغانستان، من خلال التمهيد لمحادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

وتزداد المعارضة في أوساط الكونغرس لهذا القرار الذي يشمل أبرز معتقلي طالبان في غوانتانامو، ليس بين الجمهوريين فحسب، بل وبين بعض كبار النواب الديمقراطيين.

وتوقع أحد النواب الجمهوريين –طلب عدم الكشف عن اسمه- أن تزداد المعارضة بقوة بمجرد أن تبلغ الإدارة الأميركية رسميا الكونغرس عزمها نقل سجناء طالبان من غوانتانامو، وأضاف "إذا فعلوا ذلك فسينهار كل شيء لا محالة".

ووفقا للقانون الأميركي فإنه يتعين على الإدارة الأميركية أن تنتظر 30 يوما قبل أن تخطر الكونغرس بقرارها، وقد تمنح هذه الفترة الإدارة الأميركية الفرصة لإعادة النظر في قرار ينطوي على الكثير من المجازفة، خاصة في وقت تجري فيه الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويخشى بعض المشرعين الأميركيين -من بينهم رئيس لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس مكيون باك- من أن نقل معتقلي طالبان سيؤدي إلى زيادة قوة الحركة على الأرض، كما أنه سيعيد للحركة بعض كبار قادتها، دون أن تمنح من جانبها أي ضمانات لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، على حد رأي باك.

كما يتردد مشرعون في قبول خطة الإدارة الأميركية، خوفا من أن يصل إلى السلطة من يسمونهم جماعات إسلامية متشددة، وتتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

ويبدو أن الإستراتيجية الأميركية تركز على السعي للسلام بين الحكومة الأفغانية برئاسة حامد كرزاي ومقاتلي طالبان، الذين ما زالوا قادرين على توجيه ضربات موجعة، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على وجود القوات الأجنبية في أفغانستان.

ووصف أحد المشرعين الموقف السياسي الأميركي حيال أزمة طالبان قائلا "بصراحة نبدو جميعا في حفر عميق، والإدارة الأميركية تشعر بأن هذه هي القشة الأخيرة التي يمكن أن تحركها في هذه المسألة".

ومع أن الكثير من الدول الغربية أعلنت عزمها سحبَ كاملِ قواتها من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014، إلا أنه يبدو أن الأعباء المادية والمعنوية للحرب دفعت الكثير من الدول المنضوية تحت لواء الناتو للتفكير في تخفيف قواتها الموجودة في أفغانستان قبل حلول هذا التاريخ.

أما وزارة الدفاع الأميركية فقد أعلنت عزمها سحبَ مقاتليها من أفغانستان بحلول نهاية العام القادم 2013، وحسب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا فإن بلاده تسعى للتحول من الدور القتالي في أفغانستان إلى الدور الاستشاري في عام 2013.

المصدر : رويترز