ينتظر الشعب الأرجنتيني بتطلع كبير تفاصيل الخطة الاقتصادية التي وعد الرئيس المؤقت أدولفو رودريغيز بالكشف عنها اليوم لإنقاذ البلاد من شبح انهيار اقتصادي بسبب كساد حاد تبعه إعلان الحكومة وقف سداد ديونها البالغة 132 مليار دولار.
وشملت المظاهرات المدن الرئيسية ومنها العاصمة بوينس أيرس وقرطبة وروزاريو ومندوزا، ووصف المشاركون فيها بأنهم من أبناء الطبقة الوسطى.
وقالت صحيفتا لاناثيون وكلارين المنتقدتين للسلطة إن مئات الآلاف شاركوا في الاحتجاجات التي دعي إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تأتي بعد نحو عام على إعادة انتخاب كريشنر بنسبة 54%. ووُصفت مظاهرات أمس بأنها الأكبر منذ الاحتجاج الذي نظمه المزارعون قبل أربع سنوات.
وأعادت احتجاجات أمس -التي قُرع فيها على أواني الطبخ- إلى الأذهان المظاهرات الغاضبة التي شارك فيها أصحاب حسابات ادخار وربات بيوت وطلبة خلال الأزمة الاقتصادية والسياسية التي شهدتها البلاد عامي 2001 و2002.
ومن القضايا التي أثارتها هذه الاحتجاجات تباطؤ نمو الاقتصاد وارتفاع التضخم إلى حدود 25%، وتفشي الفساد والجريمة، والتحكم الصارم بعمليات الصرف الذي يمنع المواطنين من ادخار الدولارات، واعتزام حلفاء الرئيسة كيرشنر تعديل الدستور للسماح لها بالترشح لولاية رئاسية ثالثة في انتخابات عام 2015.
ويرفض 80% من الأرجنتينيين التعديل الذي يسعى الحزب البيروني الحاكم إلى تمريره، حسب استطلاع للرأي.
ووفقا لبعض التقديرات، تظاهر نحو 700 ألف شخص في العاصمة بيونس أيرس مرددين شعارات من بينها "نعم للديمقراطية.. لا لإعادة الانتخاب". وحمل المحتجون لافتات كتب عليها "يسقط المسؤولون الفاسدون.. أبعدوهم"، و"العدالة" و"نريد الأمن".
وامتدت الاحتجاجات إلى الخارج حيث تظاهرت الجاليات الأرجنتينية في نيويورك وواشنطن وباريس وروما ومدريد وتورونتو ولندن.
وكان الاقتصاد الأرجنتيني قد نما في الأعوام القليلة الماضية بمعدل 8%، لكن التوقعات تشير إلى أنه سيتراجع هذا العام إلى النصف.