راسموسن: هجمات طالبان أضرت بالناتو
أقر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن بأن إستراتيجية حركة طالبان الأخيرة بالاختراق "والقتل من الداخل" نجحت في ضرب معنويات قوات الحلف في أفغانستان، وتوقع انسحاب القوات الدولية في وقت أقرب مما هو مخطط له.
وفي مقابلة مع صحيفة غارديان البريطانية نشرت اليوم الثلاثاء قال الأمين العام للناتو إن مسألة تسريع الانسحاب من أفغانستان ستتحدد نهائيا في غضون ثلاثة أشهر بعد دراسة الخيارات. وأضاف "من الآن وحتى عام 2014 سترون مصير قواتنا إما بإعادة انتشارها أو تكليفها بمهام أخرى أو حتى سحبها نهائيا" إذا سمحت بذلك الأوضاع الأمنية، مشيرا إلى أنه لا يستبعد تعجيل العملية في بعض المناطق.
واعترف راسموسن بأن مقتل زهاء 50 جنديا من قوات التحالف هذا العام بما سماه "الهجمات الداخلية" على أيدي رفاقهم الأفغان أضر بالعلاقة بين القوات الدولية وقوات الجيش والشرطة الأفغانيين. قائلا "ليس هناك شك في أن الهجمات من الداخل قوضت الثقة والاطمئنان على الإطلاق".
اختراق وسخط
واعتبر الأمين العام للناتو أن هذه الأفعال هي نتيجة سياسة اختراق مقصودة قامت بها حركة طالبان لقوى الأمن الأفغانية أكثر من كونها ردودا غاضبة من رجال شرطة أفغان ساخطين ومستائين من زملائهم الغربيين.
وقد توصلت مخابرات الناتو إلى أن لهذه الهجمات علاقة مع إستراتيجية طالبان في التسلل واختراق الهياكل الأمنية الأفغانية بهدف زرع عدم الثقة والارتباك.
وأشار في هذا السياق إلى أن بعض عمليات القتل نفذت من قبل متسللين من طالبان تنكروا بزي الشرطة الأفغانية أو الجنود وهم ليسوا أعضاء في قوات الأمن الأفغانية.
وبين راسموسن أن هدف حملة طالبان النهائي هو تحويل الرأي العام الغربي ضد الحرب، مشيرا إلى أن القادة السياسيين في عواصم البلدان المساهمة بقوات في أفغانستان يعرفون جيدا أن هذا جزء من تكتيك أو إستراتيجية لتقويض الدعم الشعبي.
وعن وتيرة الانسحاب التدريجي والمهمة الصعبة في سحب أكثر من 120 ألف جندي قال راسموسن إن اللحظة الحاسمة ستأتي لاحقا هذا العام عندما يلقي القائد العام للعمليات الجنرال الأميركي جون ألين تقريرا بتوصياته العسكرية.
وأوضح أن اتخاذ القرارات السياسية سيكون على أساس توصيات الجنرال ألين بشأن كيفية نقل المسؤولية الرئيسية إلى الأفغان، مؤكدا أن الوتيرة ستعتمد كثيرا على الوضع الأمني على الأرض، وشدد على أنه ينبغي أن لا ينظر إلى أي تسارع في الانسحاب باعتباره "سباقا للخروج".
ويهدف حلف الناتو لنقل المسؤولية الأمنية إلى قوات أفغانية يبلغ عددها 352 ألفا خلال عامين عندما تنتهي العلميات القتالية التي تقودها الولايات المتحدة.
لكن راسموسن أشار إلى أن الحلف سيبقي بعد انتهاء العمليات القتالية عام 2015 على بعثة لتدريب قوات الأمن الأفغانية، موضحا أن مهمة التدريب ستكون وفق ضمانات للعمل في بيئة آمنة. لكن ليس من الواضح كم من دول الناتو ستساهم بقوات في تلك البعثة التدريبية في ظل تقلص ميزانيات الدفاع الأوروبية وتخفيضات شاملة وتقشف في اقتصاداتها. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الدفاع الأوروبيين الأسبوع القادم في بروكسل لبدء التخطيط لهذه العمليات.
لكن الولايات المتحدة ستحتفظ بعدد من قواتها في أفغانستان في إطار "الشراكة الإستراتيجية" بين البلدين وإبرام اتفاق بين واشنطن وكابل.