الصين ترفض العقوبات الأوروبية ضد إيران

انتقدت الصين، الاتحاد الأوروبي لفرضه عقوبات جديدة على إيران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، مجددة الدعوة للحوار لحل هذه المواجهة. وكانت طهران رفضت هذه العقوبات في حين رحبت بها الولايات المتحدة.

وكان وزراء خارجية الاتحاد أقروا أمس عقوبات جديدة باجتماع في لوكسمبورغ وصفت بأنها إحدى أشد الحملات ضد إيران من قبل أوروبا حتى الآن. وتتضمن هذه العقوبات حظرا على المعاملات المالية مع بعض الاستثناءات لتلك المعاملات المتصلة بالمساعدات الإنسانية ومشتريات الأغذية والأدوية.
 

وأدرج الاتحاد أيضا وزير الطاقة الإيراني مجيد نامجو على لائحته للشخصيات المستهدفة بتجميد ودائعها ومنعها من الحصول على تأشيرات دخول، وذلك في إطار تعزيز عقوباته على طهران، كما ورد اليوم بالجريدة الرسمية للاتحاد.

 

وأوضح الاتحاد أن إدراج نامجو على اللائحة لأنه "عضو بالمجلس الأعلى للأمن القومي الذي يضع السياسة النووية لإيران". كما شملت العقوبات 34 إدارة وشركة على اللائحة أيضا بينها وزارتا الطاقة والنفط والشركة الوطنية الإيرانية للنفط وعدد من فروعها.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بلاده تعارض فرض العقوبات الأحادية على إيران. وأضاف أن استخدام العقوبات لفرض مزيد من الضغوط لا يمكن أن يؤدي لحل المسألة النووية الإيرانية.

عقوبات ومفاوضات
وأشار إلى أن العقوبات ستعقد الموقف أكثر وترفع منسوب المواجهة، وأمل أن يبدي جميع الأطراف المعنية مرونة وتعاونا لإجراء جولة جديدة من المحادثات في القريب العاجل. وبكين التي تعد أكبر مستورد للنفط الإيراني تشكل مع روسيا حلفا رافضا وممانعا للعقوبات على طهران.

أشتون: نأمل أن يقنع تشديد الضغوط على إيران بتقديمها تنازلات (الفرنسية)
أشتون: نأمل أن يقنع تشديد الضغوط على إيران بتقديمها تنازلات (الفرنسية)

ويبين قرار وزراء خارجية الاتحاد تزايد دواعي القلق بشأن نوايا إيران النووية والتهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية إذا لم تنجح العقوبات والعمل الدبلوماسي في الوصول لحل سلمي.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إنها تأمل أن يقنع تشديد الضغوط على إيران الجمهورية الإسلامية بتقديم تنازلات، وأن تستأنف المفاوضات "في القريب العاجل".

وتعتقد آشتون -التي تمثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بمحادثات متقطعة مع إيران- جازمة بأن هناك مجالا للمفاوضات "ونأمل أن نتمكن من تحقيق تقدم في القريب العاجل".

وفي طهران، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي اليوم إن الغربيين يسعون إلى "تعكير الهدوء" في بلاده بممارسة ضغوط اقتصادية عليه.

وفي كلمة متلفزة مباشرة ألقاها أمام آلاف الأشخاص، قال خامنئي إن "على مسؤولي الحكومة والبرلمان والقضاء أن يكونوا متيقظين كي لا يتمكن الأعداء (الغربيون) من تعكير الهدوء في البلاد بمؤامراتهم".

وأضاف أن "الأعداء سيخفقون في مواجهتهم الاقتصادية ضد الأمة الإيرانية، كما أخفقوا في المجالات الأخرى". أما واشنطن فرحبت بالعقوبات الاقتصادية الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي بهدف الضغط على إيران كي توقف إنتاج أي أسلحة نووية.

خامنئي: الأعداء سيخفقون في مواجهتهم الاقتصادية ضد الأمة الإيرانية كما أخفقوا في المجالات الأخرى (الأوروبية)
خامنئي: الأعداء سيخفقون في مواجهتهم الاقتصادية ضد الأمة الإيرانية كما أخفقوا في المجالات الأخرى (الأوروبية)

تغيير السياسة
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جاي كارني للصحفيين إن حشد العالم لعزل إيران وزيادة الضغط على قيادته لكي تتوقف عن السعي وراء سلاح نووي أولوية أولى للرئيس باراك أوباما.

وفي تغيير للسياسة الأوروبية القائمة، سيتطلب الحظر الجديد أن يقدم التجار الأوروبيون طلبا لحكوماتهم من أجل الحصول على ترخيص قبل أن يتمكنوا من تمويل أي تعاملات بالسلع المسموح بها.

ويحظر أيضا على دول الاتحاد تصدير المعادن والجرافيت المهمين في صناعة الصلب إلى إيران، وسيحظر الاتحاد أيضا استيراد الغاز الطبيعي من طهران.

ويستهدف الاتحاد أيضا صناعة النقل البحري الإيرانية في محاولة لتقييد قدرة طهران على بيع نفطها خارج أوروبا والولايات المتحدة للحصول على أموال وعملة صعبة.

وستمنع العقوبات الجديدة الشركات الأوروبية من تصدير تكنولوجيا بناء السفن إلى طهران أو تزويدها بقدرات تخزين النفط أو خدمات رفع العلم على الناقلات الإيرانية أو تسجيلها.

المصدر : وكالات