أوغلو يزور طهران وبكين تنتقد العقوبات

أحمد داوود أوغلو/ وزير الخارجية التركي

البرنامج النووي والدرع الصاروخي والعراق وسوريا كلها قضايا تستحق أن تتناولها زيارة أوغلو لطهران (الجزيرة)

يزور وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إيران اليوم لإجراء مباحثات بشأن برنامج طهران النووي وسط تصاعد التوتر بين إيران والدول الغربية إثر تحذير طهران من أن العقوبات الاقتصادية الغربية ربما تدفعها إلى إغلاق مضيق هرمز وتهديدها بالتحرك إذا عادت حاملة الطائرات الأميركية إلى الخليج.

وأوضحت وزارة الخارجية التركية في بيان لها أن أوغلو سيبحث مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي خلال زيارته التي تستغرق يومين في طهران البرنامج النووي الإيراني وكذلك التطورات في العراق وسوريا.

وأشارت وزارة الخارجية التركية إلى أن مباحثات أوغلو في طهران جزء من اجتماعات منتظمة بين وزيري خارجية البلدين تنعقد مرتين في السنة.

لكن المراقبين يقولون إن هذه الزيارة تجيء وسط احتكاكات متزايدة بين الدولتين الجارتين بشأن قرار أنقرة استضافة نظام الدفاع الصاروخي لحلف الناتو الذي صُمم لمواجهة تهديد الصواريخ الإيرانية وكذلك بشأن الخلافات إزاء الثورة السورية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

في هذه الأثناء قالت الصين اليوم إنها تعارض العقوبات "من طرف واحد" ضد إيران، عقب توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت الماضي هذه العقوبات لتصبح قانونا.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي أن بلاده تعارض وضع القانون المحلي لإحدى الدول فوق القانون الدولي ثم تقوم بفرض عقوبات من طرف واحد ضد الدول الأخرى.


وعلى صعيد العقوبات، تستمر الدول الغربية في تشديد عقوباتها بإعلان فرنسا أنها ستنفذ عقوبات ضد البنك المركزي الإيراني وفرض مقاطعة على صادرات إيران النفطية. كما حثت باريس الاتحاد الأوروبي على يقلد الخطوة الأميركية فيما يتصل بتشديد العقوبات. 

بديل للغرب
ويقول بعض المحللين إن مقاطعة الغرب النفطية لطهران لن تؤثر كثيرا عليها نظرا إلى وجود الصين والهند بتعطش أسواقهما كبديل يساعد إيران على مقاومة العقوبات الغربية.

لكن القلق بشأن احتمال عرقلة توترات منطقة الخليج واردات النفط دفعت بالأسعار لتصل إلى أكثر من 110 دولارات للبرميل وأضافت المزيد من الضغوط على العملة الإيرانية التي وصلت إلى أدنى سعر لها مقابل الدولار الأسبوع الماضي بانخفاض بلغ 40%.

واصطفت طوابير أمام البنوك وأغلقت بعض محال الصرافة أبوابها مع تدافع الإيرانيين لشراء الدولارات لحماية مدخراتهم من تراجع الريال، وارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية.

ويقول مدير مركز بروكينجز الدوحة في قطر سلامة الشيخ "من الواضح أن الاقتصاد في مشكلة وأن آثار العقوبات بدأت تظهر رغم ما يقوله المسؤولون الإيرانيون. فمقاطعة قطاع النفط ربما تدفع الاقتصاد إلى أسفل، لكن ذلك لا يعني أن الإيرانيين سيتراجعون لصالح الغرب".

إيران ههدت بضرب سفينة أميركية إذا عادت إلى الخليج (الجزيرة)
إيران ههدت بضرب سفينة أميركية إذا عادت إلى الخليج (الجزيرة)

وكان البيت الأبيض قد قال أمس الثلاثاء إن تهديد إيران بالتحرك إذا عادت حاملة طائرات أميركية إلى الخليج يظهر أن طهران "معزولة دوليا بصورة متزايدة" وأنها تواجه مشاكل اقتصادية من العقوبات وتريد صرف الانتباه عن هذه المشاكل المتزايدة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لا تسعى لمواجهة مع إيران بشأن المرور في مضيق هرمز لكنها ترفض التهديد العسكري الإيراني الذي دعا إلى إبقاء حاملات الطائرات الأميركية خارج الخليج.

وقال الجيش في وقت سابق اليوم إنه سيواصل إرسال مجموعات ضاربة من حاملات الطائرات عبر الخليج "لتحركات مقررة بانتظام وحسب القانون الدولي".

الضغط يوجع
من جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "نرى تلك التهديدات من إيران على أنها مجرد دليل متزايد على أن الضغط الدولي بدأ يوجع".

وكان قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي قد حذر أمس الثلاثاء الولايات المتحدة من إعادة حاملة طائراتها إلى الخليج.

وقال صالحي "ننصح حاملة الطائرات الأميركية التي عبرت مضيق هرمز والموجودة في خليج عمان بعدم العودة إلى الخليج"، مضيفا أن إيران لا تحذر سوى مرة واحدة، وفق تعبيره.

ويأتي هذا التحذير بعد يوم واحد من انتهاء مناورات إيرانية استمرت عشرة أيام عند مدخل الخليج وشملت تجارب إطلاق ثلاثة صواريخ مخصصة لإغراق القطع البحرية.

وكانت حاملة الطائرات الأميركية "جون سي ستينيس" عبرت مضيق هرمز باتجاه الشرق عبر خليج عمان تزامنا مع إجراء البحرية الإيرانية مناورات، وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الحاملة كانت بصدد "رحلة روتينية".

ويستمد مضيق هرمز أهميته من كونه الممر المائي الذي تمر عبره نحو 40% من تجارة النفط التي تغادر منطقة الخليج باتجاه مناطق عديدة من العالم.

المصدر : وكالات