ثوري إيران يسلح طالبان والصدر

الحرس الثوري الإيراني

الحرس الثوري الإيراني يدعم حلفاءه في أفغانستان والعراق

قال مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الثلاثاء إن عددا من قادة الحرس الثوري الإيراني يقفون وراء تسليح حركة طالبان في أفغانستان والمليشيات الشيعية في العراق.

وقال المصدر الذي وصف بالمطلع لوكالة أنباء آكي الإيطالية إن الإستراتيجية السياسية الجديدة للرئيس محمود أحمدي نجاد تركز على النزعة الوطنية ولا تهدف إلى تعزيز الكتلة الشيعية، واعتبر أن هذه الإستراتيجية لنجاد تسير عكس تيار الجبهة التي يقودها المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي الذي يرمي إلى تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي واللوجستي العسكري للحلفاء في المنطقة، وهي نظرة تقدم تفسيرا لدور طهران الغامض على الجبهة الأفغانية حيث الدعم الرسمي لإحلال الاستقرار بالبلاد بما في ذلك مكافحة تجارة المخدرات من جهة، ودعم المتمردين من جهة أخرى.

وأشار المصدر إلى أن المواجهة بين رئيس الجمهورية ومرشدها الأعلى تدور منذ أشهر عديدة، فأتباع خامنئي لا يحبون القومية المفرطة لنجاد والتي يفسرونها على أنها محاولة للحد من الدور السياسي للزعيم الأعلى، ولفت إلى أنه في ظل هذه النزعة القومية يسعى الرئيس للحد من الدعم اللوجستي لكل من المليشيات الشيعية العراقية وطالبان في أفغانستان دون أن يتردد في كشف أسماء الأشخاص المتورطين فعليا في قضية التسليح كالجنرالات محمد علي جعفري ومحمد رضا نقدي وحسين تائب وذلك في ظل النفي الرسمي الدائم من طهران.

وقال المصدر الدبلوماسي الإيراني إن جعفري وهو قائد الحرس الثوري صرح في عام 2007 بأنه في ضوء التفوق العددي والفني للعدو فإن حرس الثورة الإسلامية سيركزعلى تكتيك الحرب غير المتكافئة.

وأوضح أن المستفيدين من عملية التزود بالأسلحة في أفغانستان جماعات مرتبطة بحركة طالبان لتحقيق أهداف ليست سياسية إستراتيجية فقط، بل لجأ قادة حرس الثورة الإسلامية في كثير من الأحيان إلى استخدام نفوذهم لمبادلة الأسلحة بالمخدرات من بلد يُعد أكبر منتج للأفيون بالعالم، وأكد أن جزءا كبيرا من تجارة المخدرات بين أفغانستان وإيران يديرها جنرالات الحرس الثوري في إطار عملية تجارية هائلة، ولم يذكر المصدر أسماء بهذا المجال.

وبالنسبة للدعم الإيراني للمليشيات الشيعية العراقية التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد أكد المصدر أنه إستراتيجي بحت، وأشار إلى أن أتباع خامنئي يسعون دائما إلى توطيد نفوذهم بالمناطق الشيعية من وجهة نظر دينية، ولهذا خسر المرشد الأعلى في السنوات الأخيرة كثيرا من مكانته ونفوذه، لذا فالسبيل الوحيد للحفاظ على نوع من التحكم في العراق يبقى الدعم الاقتصادي والعسكري المقدم للقوى الشيعية في البلاد، وقال إن هدف قادة حرس الثورة الإسلامية هو تكثيف الكتلة الشيعية العراقية لتحويله إلى حليف سياسي مهم لإيران وتشكيل جبهة شيعية موحدة معادية للسلفية في المنطقة.

وأضاف المصدر أن توريد الأسلحة إلى حلفاء إيران في العراق وأفغانستان كان مستمرا، وأكد أنه في الأشهر الأخيرة كانت هناك عمليات نقل للأسلحة، مشيرا إلى عدم امتلاكه أي معلومات دقيقة عن أنواع الأسلحة، لأن الأمر يتعلق بمسألة تتابعها قوى استخبارات حرس الثورة، وغالبا ما لا يتم إطلاع حتى وزارة الاستخبارات على هذه التفاصيل.

ولفت المصدر إلى أن من بين نقاط التوتر في الخلاف على جبهة المحافظين في الأشهر الأخيرة إقالة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي المدعوم من خامنئي، معتبراً أن البلاد تمر بفترة حساسة للغاية.

المصدر : يو بي آي