حزب العمال في بريطانيا

Leader of Britain's opposition Labour Party, Ed Miliband, waves before addressing delegates on the third day of the annual Labour Party conference, in Manchester, north-west England, on September 28, 2010. New leader Ed Miliband set out his vision Tuesday for returning Britain's opposition Labour Party to power on Tuesday by making a break with the past of ex-prime ministers Tony Blair and Gordon Brown. AFP PHOTO/LEON NEAL

إيد ميليباند أمام مؤتمر حزب العمال في سبتمبر/أيلول 2010 (الفرنسية)

يعود إنشاء الحزب إلى العام 1900 حين تحالفت مجموعة من النقابات والهيئات والجمعيات العمالية ثم تمكنت من انتخاب مجموعة أعضاء لتمثيلها في البرلمان، وهو التحالف الذي قاد إلى تأسيس حزب العمال الحالي.

 
انطلق الحزب حاملا لواء الاشتراكية الديمقراطية، ورافعا مطالب الشريحة العمالية، ومناديا بتوزيع الثروة والقضاء على الفوارق الاجتماعية بين طبقات المجتمع، والتساوي في الفرص بين كل أفراد المجتمع دون تمييز، وفي العقدين الأخيرين بدأ الحزب يتحول من اليسار إلى يسار الوسط عبر إعادة تكوين خطابه، وتشكيل مطالبه السياسية من جديد.
 
استطاع الحزب خلال سنوات محدودة بعد تأسيسه أن يكون ثاني أهم وأكبر حزب سياسي في بريطانيا، بل وأن يمسك المقود السياسي للدولة في العام 1924 حينما شكل زعيمه رامزي ماكدونالد أول حكومة للعمال.
 

من عملية فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية مايو/أيار 2010 (الفرنسية)
من عملية فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية مايو/أيار 2010 (الفرنسية)

ثم أعاد

تكوين حكومة ثانية في العام 1929 قبل أن تسقط تلك الحكومة ويتولى المحافظون السلطة حتى العام 1945، بالرغم من أن حزب العمال شارك في الحكومة الائتلافية التي شكلها ونستون تشرشل في العام 1940 وكان زعيمهم كليمنت آتيلي يتولى منصب نائب رئيس تلك الحكومة.
 
الصعود المفاجئ
غير أن الصعود الكبير والمفاجئ لحزب العمال كان في العام 1945 في الانتخابات التي أجريت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهي الانتخابات التي فاز فيها الحزب وشكل فيها حكومة بمفرده على الرغم من أن الزخم السياسي الذي كان يتمتع به زعيم المحافظين الخاسر حينها في تلك الانتخابات تشرشل الذي استطاع أن يستعيد السلطة من العمال في العام 1951 واستمر فيها حزبه لمدة ثلاثة عشر عاما متواصلة.
 
واستمرت لعبة الصعود ثم الهبوط بين العمال والمحافظين، حيث استطاع العمال بعد 13 عاما أن يعودوا لرئاسة الحكومة من جديد بقيادة هارولد لكنهم خسروها مرة أخرى بشكل سريع في العام 1970، ثم ما لبثوا أن عادوا إليها مرة أخرى في العام 1974، قبل أن يغادروها بعد استفحال الأزمة الاقتصادية، وتصاعد الغضب في صفوف النقابات العمالية.
 
تم إبعاد العمال عن السلطة على يد مارغريت تاتشر زعيمة حزب المحافظين حينذاك، وعاش الحزب العمالي بعد تلك الانتخابات حالة من السبات السياسي عانى خلاله مشاكل داخلية عميقة أثمرت عن محاولات عديدة للإصلاح وخصوصا على يد جون سميث الذي توفي عام 1994 قبل أن يكمل مسار الإصلاحات السياسية داخل حزبه.
 

براون استلم زعامة الحزب خلفا لتوني بلير (الفرنسية)
براون استلم زعامة الحزب خلفا لتوني بلير (الفرنسية)

عودة وإخفاق

وبعد مراجعات كثيرة وصراع داخلي بين أجنحة عديدة، بزغ نجم الحزب من جديد واستطاع بواسطة رئيسه الجديد توني بلير العودة إلى السلطة في العام 1997 والبقاء فيها لأطول فترة في تاريخ الحزب، قبل أن يتغلب عليه وبفارق محدود حزب المحافظين في انتخابات 2010.
 
عاش حزب العمال العديد من التحولات في العقدين الماضيين، فعلى يد بلير تخلى الحزب عن جزء من يساريته الراديكالية، وبدأ يتشكل كحزب يسار وسط، وعانى من انسحابات وخلافات داخلية عميقة ولا سيما مع وزير الخزانة غوردون براون الذي تسلم زعامة الحزب والحكومة خلفا لبلير.
 
وأثار التنافس بين الشقيقين إد وديفد ميليباند على رئاسة الحزب بعد خسارة للانتخابات البرلمانية 2010 مخاوف من تحول العمال مع الوقت إلى حزب عائلي، وهو التنافس الذي حسمه الناخبون باختيار إيد زعيما جديدا.
 
وتسببت التبعية المطلقة للسياسة الأميركية، وقيادة بلير رفقة بوش لحملة احتلال العراق وفضائح الفساد في صفوف برلمانيين ووزراء من حكومة العمال، والفشل في مواجهة الأزمات الاقتصادية بانهيار شعبية الحزب وصعود غريمه القديم الجديد حزب المحافظين إلى السلطة بالتحالف مع حزب الأحرار الديمقراطيين الذي حل كعادته ثالثا في انتخابات 2010.

المصدر : الجزيرة