تعود جذور هذا الحزب المشارك في الحكومة الألمانية الحالية برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل إلي عام 1807 لكنه تأسس بهيئته الراهنة في ديسمبر/ كانون الأول 1948 بعد ثلاثة أعوام من انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط النظام النازي، واختير مؤسسه تيودور هويس كأول رئيس له.
ينتمي الحزب الديمقراطي الحر إلىتيار الأحزاب الليبرالية الأوروبية، ويعتبر حزبا نخبويا يمثلمصالح أصحاب الدخول المرتفعة والمثقفين، وتركز مبادئه علىالحرية الاقتصادية والتقليل من تدخل الدولة فيالنشاط المالي بالبلاد، وتأكيد الحريات الشخصية للمواطنين.
وتعاقب علي رئاسة هذا الحزب منذ تأسيسه 12 رئيسا كان آخرهم وزيرالخارجية الحالي غيدو فيسترفيله، وشغل اثنان من قياديي الحزب منصب رئيس الجمهورية الألمانية، وجمع خمسة من أعضائه بين منصب وزير الخارجية ونائب المستشار أو المستشارة.
أشهر القياديين
ومن أشهر قياديي الحزب بالحياة السياسية الألمانية المعاصرة فالتر شيل الذي تولي رئاسة الجمهوريةبين عامي 1974 و1979، وهانز ديتريش جينشر الذي شغل منصب وزير الخارجية بينعامي 1974 و1982، وكلاوس كينكل الذي تولي منصب وزير الخارجية من1992 وحتى 1998، ووزير الخارجية الحالي فيسترفيلهالذي يشغل هذا المنصب منذأكتوبر/ تشرين الأول 2009.
فيسترفيله أعلن عزمه عدم الترشح لرئاسة الحزب مجددا (الفرنسية) ودخل الحزب الديمقراطي الحر كشريك صغير في الحكومات الألمانيةالمتتالية خلال الفترات بين أعوام 1949-1956 و1961-1966 و1969-1982 و1982–1998.
ويشارك الحزب حاليا بالحكومات المحليةلست ولايات ألمانية هي هيسن وسكسونيا وسكونيا السفلي وشليزفيغ هولشتاينبالائتلاف مع الحزب المسيحي الديمقراطي، وولاية بافاريا بالائتلاف مع الحزب المسيحيالاجتماعي، وولاية السار فيائتلاف موسع يحمل اسمائتلاف جاميكا ويضم الحزب المسيحي الديمقراطي وحزبالخضر.
وخرج الحزبالديمقراطي الحر من حكم ولاية بادن فورتمبرغ الجنوبية بعدانهيارائتلافه مع الحزب المسيحي الديمقراطي إثر خسارتهما الانتخاباتالمحلية التي جرت بالولاية في الـ27 من مارس/ آذار الماضي.
أفضل النتائج
وحقق الحزب الديمقراطي الحر أفضل نتيجة في تاريخه بالانتخابات العامة عام 2009 بحصوله علي 14.6% من أصواتالناخبين، وأخرجت هذه النتيجة الحزب من مقاعد المعارضة وأعادت له لعب دورصانع الملوك بالسياسة الألمانية، بعد دخوله مع الحزب المسيحي الديمقراطي بالائتلاف الحالي الحاكم.
غير أن شعبية الحزب الديمقراطي الحر سرعان ماتراجعت بشدة، وأدت الإخفاقات المتوالية للحزب مؤخرا بعدد من الانتخابات المحلية -كان آخرها انتخابات ولاية بادن فورتمبرغ– لإعلان رئيسه الحالي ووزير الخارجية غيدو فيسترفيلهعزمه عدم الترشح مجددا لرئاسة الحزبفي مايو/ أيار القادم.
وبالخامس من أبريل/ نيسان 2011، أعلن وزير الصحة الحالي والقيادي بالحزب الديمقراطيالحر فيليب روسلر ترشيحنفسه لرئاسة الحزب خلفا لفيسترفيله.