حزب المحافظين البريطاني

epa02618744 British Prime Minister David Cameron addresses the Conservative spring forum at the Welsh Conservative Conference in Cardiff, Britain, 06 March 2011.

ديفيد كاميرون تولى في 2010 رئاسة الحكومة الائتلافية التي شكلها المحافظون (الأوروبية)

هو أحد أعرق الأحزاب السياسية في بريطانيا، وقد هيمن مع حزب العمال بشكل شبه مطلق على الحياة السياسية لعقود طويلة. وعرف عنه علاقاته القوية بإسرائيل، وتماهيه مع سياسة الولايات المتحدة خاصة في الشرق الأوسط.

بدأت بواكير قيامه في القرون الوسطى وتحديدا في القرن السابع عشر, وعرف حينها باسم "توريز"، ولكن اسمه الحالي لم يطلق عليه إلا بعد سنة 1830 إثر صدور قانون للإصلاح البرلماني.

ومنذ ذلك الوقت, برز حزب المحافظين فعليا إلى الوجود، وبدأ ينشط خاصة بعد 1990 في تأسيس منظمات قاعدية، وجمعيات محلية في أرجاء بريطانيا، وهو ما منحه قوة تنظيمية يفاخر بها.

توجهات

عرف الحزب بتأييد الملكية في بريطانيا، ودفاعه المستميت عن بقاء العرش البريطاني، كما عرف بتوجهاته المحافظة الرافضة للمنطق الثوري، والداعية إلى التغيير المتدرج.

كما يتشبث أكثر بالهوية البريطانية الخاصة كأمة عظيمة وذات تاريخ أصيل، ويرفض التماهي مع الأوروبيين. وتحتفظ بريطانيا بعملتها الخاصة (الجنيه الإسترليني)، ولا تنتمي لمنطقة اليورو، كما أنها تتعامل بحذر مع الاتحاد الأوروبي.

وفي المجال الاقتصادي, يعارض المحافظون سيطرة الدولة على كل مفاصل الحياة وتأميمها لكل المنشآت والمؤسسات، ويفضلون بدلا من ذلك سياسة السوق الحرة. ويفسر ذلك على الأرجح ارتباطه تقليديا بالطبقات الأرستقراطية والغنية، خلافا لغريمه وخصمه السياسي العنيد حزب العمال الذي نشأ في بيئة عمالية أقل شأنا، وأخفض مستوى من الناحية الاقتصادية.

أدوار

وبالإضافة إلى أدواره السياسية الكبيرة التي لعبها في التاريخ السياسي البريطاني, سيطر الحزب على الحكم بين الحربين العالمية الأولى والثانية، وتعاقب عدد من القادة المحافظين على حكم بريطانيا في ثلاثينيات القرن الماضي، كان أبرزهم وينستون تشرشل.

وبعد الحرب العالمية الثانية, خسر المحافظون الانتخابات أمام العماليين الذين لم يستطيعوا مواجهة الركود الاقتصادي، وهو ما عجل بخسارتهم واستعادة المحافظين للسلطة في 1951، ليستمروا فيها 13 عاما متواصلة.

لكن المحافظين غادروا السلطة مرة أخرى في 1964، ثم عادوا إليها في 1970 لمدة أربع سنوات فقط، حيث خسروا في انتخابات 1974 أمام حزب العمال.

واستطاع المحافظون تنظيم صفوفه وعادوا إلى السلطة عبر زعيمتهم التاريخية مارغريت تاتشر التي أصبحت في 1979 أول سيدة ترأس الحكومة البريطانية. واستمر المحافظون في رئاسة الحكومة من خلال تاتشر، ثم جون ميجور حتى 1997.

ومنذ ذلك الوقت, فشل الحزب في العودة إلى السلطة حتى نجح زعيمه ديفد كاميرون في 2010 في إعادته مرة أخرى إلى رئاسة الحكومة عبر ائتلاف مع الديمقراطيين الأحرار. فقد حصل المحافظون على نحو 36% من أصوات الناخبين مقابل 29% للعماليين، بينما نال الديمقراطيون الأحرار 23%.

زعماء

تعاقبت أكثر من 20 شخصية على رئاسة حزب المحافظين تولى عدد منهم رئاسة الحكومة، ومن أشهر هؤلاء:

جيمس آرثر بلفور:
ولد في العام 1848 وتزعم حزب حزب المحافظين لأكثر من 20 عاما، وتولى رئاسة الحكومة البريطانية (1902-1905)، وشغل منصب رئيس مجلس اللوردات لخمس سنوات من 1924-1929.

توفي بلفور عن 82 عاما، واشتهر بإعطائه أثناء فترة توليه وزارة الخارجية (1916-1919) وعدا لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، وهو ما عرف فيما بعد بوعد بلفور (1917).

ونستون تشرشل:
هو أحد أبرز زعماء الغرب التاريخيين، حكم بريطانيا طيلة فترة الحرب العالمية الثانية (1940-1945)، واستطاع مواجهة ألمانيا النازية، واعتبر أحد أبرز قادة بريطانيا عبر التاريخ، وحصل على جائزة نوبل في الآداب، وكان خطيبا مفوها وكاتبا بارعا.

مارغريت تاتشر
كانت أول امرأة تولت رئاسة الحكومة، وحكمتها ثلاث فترات انتخابية متتالية، ووصفت بالمرأة الحديدية، واشتهرت بعلاقاتها السياسية القوية مع الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، وبتأثيرها القوي على عدد من الزعماء الأوروبيين.

المصدر : الجزيرة