قوات الأمم المتحدة بساحل العاج

U.N. soldiers patrol along a street in Abidjan January 13, 2011. The United Nations' human rights chief raised the alarm on Thursday over a suspected third mass grave in Ivory Coast, as tensions remained high in the main city Abidjan after deadly clashes between rival camps.

دورية لقوات الأمم المتحدة بأحد شوارع أبيدجان (رويترز-أرشيف)

بدأت الأمم المتحدة التدخل مبكرا بعيد اندلاع الحرب الأهلية في ساحل العاج، حيث أقر مجلس الأمن إنشاء بعثة في هذا البلد تحت مسمى بعثة الأمم المتحدة في ساحل العاج مينوتشي (MINUCI) بقرار رقم 1479 الصادر بتاريخ 13/ مايو/ أيار 2003، وهي البعثة التي استمر عليها حتى أبريل/ نيسان 2004.

 
وفي 27 من فبراير/ شباط 2004 أقر مجلس الأمن بقرار رقم 1528 التدخل عسكريا في ساحل العاج بإنشاء عمليات الأمم المتحدة (أونوسي) اعتمادا على الفصل السابع من الميثاق الأممي لتحل محل البعثة الأممية مينوتشي (MINUCI) ومحل قوات حفظ السلام التابعة لمجموعة دول غرب أفريقيا الاقتصادية (إكواس) حيث استلمت عملها في أبريل/ نيسان 2004، ومنذ ذلك الوقت وهي تعمل في ساحل العاج بالتنسيق والتعاون مع القوات الفرنسية (ليكورن) ومع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
 
وحدد مجلس الأمن مهمة عمليات الأمم المتحدة بساحل العاج في مراقبة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الشامل الذي أبرم يوم 3 أيار/ مايو 2003 ومراقبة تحركات المجموعات المسلحة والمساعدة في نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإعادة التوطين، وحماية أفراد الأمم المتحدة والمؤسسات والمدنيين ودعم المساعدة الإنسانية وتنفيذ عملية السلام والمساعدة في مجال حقوق الإنسان وشؤون الإعلام والقانون والنظام.
 
وكان قوام عمليات الأمم المتحدة لدى انطلاقتها عام 2004 يقدر بـ6910 أفراد منهم 6240 عسكريا، و200 مراقب عسكري، و120 ضابط أركان، و350 ضابط شرطة، لكن العدد ارتفع انطلاقا من الأوضاع الميدانية على الأرض ليصل مع بداية العام الحالي إلى 11142 فردا منهم 9600 عسكري، و192 مراقبا عسكريا و1350 شرطيا.
 
وتشارك 41 دولة بعناصر عسكرية في القوات الأممية من أهمها روسيا والصين وفرنسا وباكستان والبرازيل والهند، ومن بين هذه الدول خمس دول عربية هي الأردن ومصر وتونس واليمن والمغرب.
 
أما قوات الشرطة فتساهم فيها 23 دولة من أهمها فرنسا وتركيا وباكستان وكندا، وتساهم فيها كذلك ثلاث دول عربية هي الأردن ومصر واليمن، وقد خسرت هذه القوات منذ قدومها إلى ساحل العاج أكثر من سبعين عنصرا ما بين عسكريين ومدنيين.
 
ويقود القوة العسكرية اللواء التوغولي غانكودي بيرينا، بينما يقود قوات الشرطة اللواء الفرنسي جون ماري بوري، ويستمر التفويض الحالي لها إلى ال\ت30 من يونيو/ حزيران القادم.
 
وبلغت الموازنة المخصصة لها في الفترة ما بين 01/ يوليو/ تموز 2010 إلى 30 يونيو/ حزيران 2011 (485078200) دولار أميركي.
 
ومنذ الانتخابات التي جرت نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي -وخسر فيها الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو– تتولى وقوات الأمم المتحدة حراسة فندق الغولف الذي يقيم فيه الرئيس الفائز بالانتخابات الحسن وتارا مع حكومته.
 
وفي خضم الأزمة التي اشتدت حدتها في مارس-أبريل 2011 طالب الرئيس الخاسر غباغبو من القوات الأممية مغادرة ساحل العاج، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رفض ذلك، وأكد أنها باقية حتى انتهاء مأموريتها لحفظ السلام في البلاد.
 
ومع اشتداد المعارك الدائرة بالعاصمة السابقة أبيدجان وضواحيها، قامت تلك القوات بالسيطرة على المطار، وإيواء آلاف المشردين والفارين من جحيم المعارك.

المصدر : الجزيرة