مسلمو فرنسا يشكون استهدافهم

نور الدين بوزيان

تظاهر مئات من أعضاء الجالية المسلمة في فرنسا للمطالبة بإلغاء نقاش حول الإسلام اقترحه الحزب الحاكم في البلاد، وللتنديد باستهداف المسلمين وتصعيد الخطاب المعادي للإسلام.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد بما وصفوه "شيطنة" الإسلام، وتتهم الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل حركة شعبية) بتنظيم نقاش ضد الإسلام وليس حوله، وطالبوا باحترام حرية العقيدة ووقف الخطاب المعادي للإسلام في فرنسا.

وكان الرئيس نيكولا ساركوزي طلب من حزبه منتصف فبراير/ شباط إطلاق نقاش وطني حول العلمانية ومكانة الإسلام في المجتمع. وعلى الفور تبنى حزبه الفكرة، ومن المقرر أن ينظم هذا النقاش رغم الاعتراضات الداخلية عليه في الخامس من الشهر الجاري.

ويأتي هذا النقاش قبل 13 شهرا من الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/ أيار 2012، وبعد فترة وجيزة من هزيمة كبيرة تلقاها الحزب الحاكم في انتخابات الأقاليم الشهر الماضي.

ويواجه مقترح النقاش الذي طرحه ساركوزي انتقادات حتى من داخل الحزب الحاكم اليميني، حيث يعارض المعتدلون مثل رئيس الوزراء فرانسوا فيون علنا ما يرونه انحرافا بالحزب إلى ناحية اليمين المتطرف.

يواجه مقترح النقاش الذي طرحه ساركوزي انتقادات حتى من داخل الحزب الحاكم اليميني حيث يعارض المعتدلون مثل رئيس الوزراء فرانسوا فيون علنا ما يرونه انحرافا بالحزب إلى ناحية اليمين المتطرف

وكانت قيادات الأديان الكبرى في فرنسا حذرت، في بيان مشترك أصدرته أواخر الشهر الماضي ووقعه ممثلون عن الإسلام والكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية واليهودية والبوذية، الحكومة من إجراء مثل هذا النقاش.

وقال ممثلو الديانات "إن العلمانية من ركائز ميثاقنا الجمهوري ودعائم ديمقراطيتنا وأسس رغبتنا في العيش المشترك".

مخاطر الإقصاء
ودعا ممثلو الديانات في بيانهم إلى عدم تبديد "هذا المكسب الثمين" بهذه الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية المقررة العام القادم، محذرين في نفس الوقت مما سموه مخاطر الإقصاء، في إشارة إلى المسلمين الذي يقول مراقبون إن خطوة ساركوزي تستهدفهم على وجه الخصوص.

وأضاف البيان أن النقاش دائما ما يكون دليلا على الصحة والحيوية "لكن هل يمكن أن يكون حزب سياسي -حتى لو كان حزب الأغلبية- الهيئة المناسبة لإدارته وحده؟".

كما عبرت قيادات دينية في فرنسا عن دعمها للمسلمين البالغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة، مما يجعلهم ثاني أكبر طائفة في البلاد بعد المسيحيين الكاثوليك.

وترى المعارضة أن ساركوزي يحاول من خلال هذا النقاش كسب أصوات ناخبين تركوه واتجهوا لتأييد حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، طبقا لاستطلاعات رأي أجريت في مارس/ آذار الماضي.

وكان ساركوزي فتح قبل عامين نقاشا حول مسألة الهوية، لكن المعارضة انتقدته بشدة وقالت إن أهدافا انتخابية تحركه.    

المصدر : الجزيرة